سائل يسأل عن قول الشيخ الأكبر في خطبة الفتوحات :الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم وعدمِه.
اوجد الاشياء عن عدم:فكل الاشياء سبقها العدم
عدم وعدمِه : وكأنه يشير الى ان الله تعالى أوجد الأشياء عن عدم وعن وجود .
اذ لا وجود للعدم عند الله .العدم اسم على غير مسمى.اذ لوكان هذا العدم موجودا،ماكان عدما.
وهذا معنى قوله:(عن عدم وعدمه).
فالاشياء قبل ظهورها موجودة في علم الله ومشهودة له، لايخفى عليه شيء منها..لأن الله تعالى على كل شيء قدير.
وفي الوجود العلمي الاشياء لا صورة لها ولا حقيقة لها، لأنها لم تمر من جسر التجليات.واذا حضر ابان التجلي الذي يخصها اخرجها من وجود علمي الى وجود عيني.
قال تعالى(انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون) اذا اردناه…وقيده بالارادة. وسماه شيئا قبل وجوده وخاطبه (كن )وسمع خطابه (فيكون)
هذه (الأشياء )الموجودة في العدم يسميها ابن عربي : الاعيان الثابتة في العدم. (اي ثابتة في العلم الالهي) وهو مصطلح أول من ساغه المعتزلة .
يقول ابن عربي أن هذه الاعيان الثابتة في العدم لا تملك من الوجود، الا سماع الخطاب الالهي( كن).
وفي سياق كلامه ابن عربي يشير إلى كلمة كن.
الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم وعدمِه. و أوقف وجودها على توجه كلمة.
وأوقف وجودها على كلمة (كن). وكلمة (كن) ألبست( الشيء) حلل الوجود.
فالاشياء كلها تكون في العدم ،اي لاوجود لها حقيقي،و إن لم تكن الاشياء في العدم! !! .سيكون خروجها الى عالم الظهور،هو من باب تحصيل الحاصل.. وسيتعطل دور اسمه تعالى :الخالق.
واعداء التصوف ظنوا ان ابن عربي لا يقول بخلق الأشياء عن العدم، لأنهم يعتقدون فيه القول بوحدة الوجود. يعني أن كل شيء هو الله،وطالما الامرهكذا، فلا شيء مخلوق والوجود كله هو الله.
فالعدم هو انعدام التجلي عليها،وهي موجودة في وجود علمي،و اذا وصل ابان التجلي الذي يخصها ،يخرجها من وجود علمي الى وجود عيني(و عدم العدم وجود)
لمن اراد المشاركة في قناة التصوف السني العرفاني على تلغرام رقمها
091 092 57 6 212 .