الجواب: بحسب الإسم الذي يُقيمهم،فلا يتعيّن علينا تَعيينه،ولكن الأصول الإلهية محفوظة. وذلك أن حَديث الحضرة الأولى في مَجالسهم فيها. فالمجلس الأول الذي بين المِثلَين،من إسمه الظاهر والمُبدي والباعث ،وكل إسم يُعطي البُروز ووجود الأعيان. تحادَث الحقّ فيه بلسان حياة الأرواح وحياة الهياكل السفليّة في البَرازخ،وعالَم الحِسّ والمحسوس والعقل والمعقول.. ويُحادِث بلسان طلب الإستقامة في المِزاج ليَصحّ نَظر العقل في فكره،ومِزاج الحواسّ فيما تنقُل إليه،ومزاج القوى الباطنة فيما تؤدّيه من الأمور للعقل. فإنه إذا إختلّ المزاج ضَعُفت الإدراكات عن صحّة النقل،فنَقلت بحسب ما إليه إنتقلت،فكانت الشّبه والمغالط.. ويُحادث بلسان إزاحة الأمور التي توجب عدم المُواصلة والمُراسلة. ففي الحضرة الأولى أربعة مجالس ممّا يُشاكل ما ذكرناه،ومثلها في الثانية والرابعة . وأما في الحضرة الثالثة من هذه المجالس فثلاثة. وفي الخامسة إثنان. وفي السادسة واحدة على هذه المُشاكلة. لكن في كل حضرة فنون مختلفة ،ولكن لا تخرُج عن هذا الأسلوب. وأما مجالس الرّاحات في الحضرة الأولى والثانية والرابعة: هي ستّة مجالس،فيها أحاديث معنوية عن مُشاهدة.. وهي المجالس التي بين الضدّين،يحصُل منها علم الإعتماد والكشف عن الساق.. وكل ضدّين (بينهما برزخ لا يبغيان فبأيّ آلاء ربكما تُكذّبان)،فهو مجلس راحة. وليس بين (النّفي والإثبات) برزخ وجوديّ،فصاحبه ينقطع في الحال لأحد الطرفين،لأنه لا يجد حيث يستريح،فالبرازخ مَواطن الراحات.. وفي الحضرة الثالثة والخامسة مجلس واحد في كل حضرة. والحضرة السادسة لا مجلس فيها من مجالس الراحة. وأما مجالس الفصل بين العبد والربّ فقد ذكرنا من حديثه طرفاً في السؤال الرابع.. وأما الحضرة السادسة والخامسة فليس فيهما من هذه المجالس ألبتّة. وأما مجالس الفصل الثاني بين العبد والربّفهي ستّة مجالس،لا سابع لها. في كل حضرة من الستّ مجلس واحد يَفصل به بين العبد والربّ،من حيث ما هو العبد عبد ومن حيث ما هو الرب ربّ. ومجالس الفصل الأول تَفصل بين العبد والرب،من حيث ما هو عبد لهذا الربّ ومن حيث ما هو ربّ لهذا العبد،فهو فَصل في عَين وَصل. وهذه المجالس الأُخَر فَصل في فَصل،لا وَصْل فيها.. وأما الإثنا عشر مجلسا التي يراها الترمذي الحكيم،وبها تكمُل الثمانية والأربعون من المجالس،فإن الأرواح العُلوية لا تَعلمها وليس لها فيها قَدم مع الله،وهي مخصوصة بنا من أجل الدّعوى. فإذا تَجسّدت الأرواح العلوية تَبعت الدّعوى جَسديّتها،فربّما تَدّعي،فإن إدّعت ابتُليت. وفي قصة آدم والملائكة تحقيق ما ذكرناه،فابتُليت بالسّجود جَبراً لما أخذت من طهارتها الدّعوى،فكان ذلك للملائكة كالسّهو في الصلاة للمُصلّي.. فكان ذلك تَرغيماً للدّعوى لا لهُم،كما كان سجود السّهو منّا تَرغيماً للشيطان لا لنا. فاعلم ذلك. فأما هذه المجالس (الإثنا عشر):فستّة منها تلتحق بالمجلس الذي بين المِثلين،والستّة الباقية تلتحق بمجالس الفصل الثاني بين العبد من حيث ما هو عبد وبين الربّ من حيث ما هو ربّ. لكن تختلف الأذواق في ذلك..
حصل المقال على : 261 مشاهدة