الرسالة المحمدية شاملة لكل الأزمنة

https://youtu.be/FqSHeFf_8xM

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.السلام عليكم ورحمة الله. موضوعنا  حول شمولية الرسالة المحمدية لكل الازمنة.   

النبوة حقيقة مطلقة. كانت قبل الزمان وقبل المكان وهي الممدة لما سبق من الاديان،ولمكانتها العظيمة اخذ الله تعالى لها الميثاق في عالم الشأنية وكان تعالى من الشاهدين. قال تعالى: وإذ أخد الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين..                        وهذه الآية تعرب عن عظمة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي لا تُضاهى وتُسفر عن إختصاصاته التي لاتتناهى، فيها تنوه بقدره العلي وجاهه العظيم الذي لا يَخفى على كل ذي نظر سليم ومنطق مستقيم.                          فالانبياء كلهم تحت سلطان نبوته وحكم رسالته. وهي سماء الجميع منها استمد الانبياء والرسل والاولياء وكذا اصحاب الاختراعات ،والابداعات الدنيوية “كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وماكان عطاء ربك محظورا”

اعلم ان حياة كل مخلوق من بشر،او حيوان اونبات متعلقة بالتجلي الذي تصطحب فيه النبوة المحمدية مع الإسم الإلهي الحي. فهي سارية في كل موجود.

 فإذا فُقِدَت النبوة حلَّ الفناء بالكون وأصبح مصيره العدم. وهو قول القائل” لولاك لم تخرج الدنيا من العدم” .

فالنبوة صفة ولابد لها من الموصوف بها ولابد من وجود مقتضاها

. إذ لا مبرر لوجود النبوة إلا بوجود مقتضاها. فقوله سبحانه وتعالى:” وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ” هو أحد مقتضيات النبوة اي الرحمة للعالمين اجمعين.

نور النبوة هو أول من بزغ من الأحدية قبل الفيضة القرآنية لأن المقصود من الوجود الرحمة ، ” رحمتي سبقت غضبي”

فبما أنه لا نسبة بين الخالق والخلائق، نور النبوة هو بمثابة حاجز للكون من صدمات التجليات الإلهية. فحقيقة نبوته صلى الله عليه وسلم استمرارية الوجود ووساطته دائمة ولانهاية لحقيقته لأنها نور من الله، ” اول ما خلق الله نور نبيك ياجابر ” وهي الروح الكلية وهي من امر الله ” قل الروح من امر ربي ” ولا نهاية لأمر الله.

هذا النور الاولي البارز من الاحدية له وجهة حقية ” ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله ” ووجهة خلقية ” يأكل الطعام ويمشي في الاسواق ”.

النبوة هي الخليفة على الكون الإلهي النائبة عن الحق في الظهور،هي وجه الله المشهود في ذرات الوجود،.                                                       النبوة متحلية بجميع الاسماء الإلهية، هي الباب الاعظم والبرزخ المطلسم الذي لادخول الا من بابه ولا شهود الا فيه ولاتجل الا منه. هي كالخاتم محيطة بالوجود أولاً وآخراً، ظاهراً وباطناً.

أُختُصَّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بهذه النبوة التي هي مُعرِّفة بالله وبعبادته. فهي المسماة بالمحمدية التي قامت بكل العبادات وزادت وعن الكون نابت. لها الغنى والرضى والاستجابة والقضاء والحكم.

النبوة هي ارض الخليقة، تهدي الخلائق فهي رحمة للمخلوقات الكونية وطرف في التجليات الإلهية، كلها جمال ومن مقتضاها اللطف في كون الله وهي طرف واق ملطف للتجليات الإلهية. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 608 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد