شرح الصلاة 31 من خبيئة الاسرار

شفاعته صلى الله عليه وسلم جلية يوم القيامة وكل الخلائق تراها فهو الشاهد والمشهود. عندما يشتد البلاء بالناس يوم القيامة ،ويطول بهم الوقوف مع ما يعانونه من الحر والأهوال والكربات، فيبحث العباد عن أصحاب المنازل العالية ،ليشفعوا لهم عند ربهم، كي ينفس عنهم ما هم فيه من البلاء ،وليأتي سبحانه وتعالى  لفصل القضاء بين العباد ،فيأتون آدم فيعتذر،فيأتون نوحاً فيعتذر،فيأتون إبراهيم فيعتذر،فيأتون موسى فيعتذر، فيأتون عيسى فيعتذر،فيأتون نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول : أنا لها ، أنا لها.وذلك هو المقام المحمود الذي وعده الله إياه في قوله:(وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا).                                                                                       فظهرت مكانته الرفيعة ،ومنزلته الجليلة وعظيم سلطانه ،وعلو مقامه، في هذا الموقف الرهيب ،حتى الانبياء والرسل يحتاجونه في ذالك اليوم .فيُقال له يوم القيامة: (سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ). لأن الشفاعة في الخلائق ليست من مهام باقي الانبياء والرسل ، اذ هم مانالوا الا الخلافه الجزئيه ونبوتهم ورسالتهم كانت بالجعل ،في حين سيدنا ومولانا محمد النبوة والرسالة ذاتيتين له. وخلافته عامة ،شاملة ملكية وملكوتية،ظاهرة وباطنة ،اولية واخرية.                                          عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قلنا يا رسولَ الله، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال: «هل تُضَارُّون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صَحْوًا؟»، قلنا: لا، قال: «فإنكم لا تُضَارُّون في رؤية ربِّكم يومئذ، إلا كما تُضَارُّون في رؤيتهما» فالرؤيا لا تقع الا على  الروبية ، لاعلى الذات الالهيه (وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظره) والربوبية سارية في  مراتب الحقيقه المحمديه ،ومراتب الالوهية،وفي كل الدوائر الكونية.

                       فوساطته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دنيا واخره ، والبدعة الكبرى والطامة العظمى،هي نفي وساطته. فالله هو المعطي دنيا واخرة، وسيدنا محمد هو القاسم دنيا واخرة. الله المعطي و الممد ،وسيدنا محمد هو  القاسم يستمد من الحق ويمد الخلق  في الدنيا حسب الايه ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياه الدنيا ) في الاخره حسب الايه (ولا الاخره اكبر درجات واكبر تفضيلا). فقابلية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحده، بقوابل سائر الموجودات فهو المستفيض الأول، والمفيض الثاني، لأن الفيض الاقدس الرحموتي متوجه إليه بالتوجه الأول، ومنه يتوجه الى بقية المخلوقات بقدر قوابلهم فهو كل الوجود وبه كل شئ وفق مراد الله .                                                                                      فكل التجليات الالهيه في باطنها حضرة محمديه واسم الالهي سواء كانت هذه التجليات جلاليه او جماليه. وساطة ابدية ازلية من يوم تجلي ( ألست بربكم)  الى في ما بعد الشفاعة والحساب ،ودخول اهل الجنة، الجنة، واهل النار النار . 

  اللهم شفعه فينا دنيا واخره.

حصل المقال على : 476 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد