شرح الصلاة 21 من خبيئة الاسرار

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، الَّذِي كَانَ نَبِيًّا فِي الأَزَلِ،وَمَا زَالَ نَبِيًّا،وَلَمْ يَزَلْ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ﴾ فَمِنْ خَصَائِصِ النُّبُوَّةِ مَعْرِفَةُ اللَّهِ* أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ،وَعِبَادَةُ اللَّهِ﴿فَأَنَا أَوَّلُ ٱلعَٰبِدِينَ﴾ وَإِخْبَارُهُ أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ كُنْتُ نَبِيّاً وَآدَمُ مُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ* وَالتَّبْلِيغُ عَنِ اللهِ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن ربِّكَ﴾فَالنُّبُوَّةُ بَاطِنَةٌ،وَأَسْرَارُهَا مُسْتَمِرَّةٌ ظَاهِرَةٌ.أَمَّا الرِّسَالَةُ فَلِقَوْلِ التَّنْزِيلِ﴿وَإِذ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِئيِّنَ لَمَاءَاتَيتُكُم مِّن كِتَٰب وَحِكمَة ثُمَّ جَاءَكُم رَسُولٌ﴾فَسَمَّاهُ رَسُولاً فِي تِلْكَ البَسَائِطِ الأُولَى،لِمَنْ تَقَدَّمَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ،إِلَى أَنْ آنَ وَقْتُ بِعْثَتِهِ،فَزِيدَ نَبِيًّا﴿يَٰأَيُّـهَا ٱلنَّبِيُّ إِنّاأَرسَلنَٰـكَ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان نبيا قبل القبل في (زمان) اليوم فيه بألف سنة مما نعد، فهو بالنسبة لوجودنا وتقويمنا الزمني ازلي ،وإن كانت له أولية فلا معرفة لنا بها ،ولن نعرفها يوما ما،لأنه نورإلهي برز من الصفة الاحدية ،صفة سحقية محقية ،لا تقبل الاثنينية ،ولا تقبل لا الزمان ولا المكان،ولا تجل بها،ولا علاقة لها بالكون وأهله.فهو صلى الله عليه وسلم أول العابدين ،وأول المخلوقين، والنبوة له ذاتية وليست كغيره من الأنبياء بالجعل،والنبوة صفة، والصفة ملازمة للموصوف ،فلم تفارقه منذ أن خلقه الله، ولن تفارقه حتى بعد زمن “أنا لها” فما زال نبيا ،ولم يزل نبيا ،وما زال حاضرا بالكون الإلهي مراقبا له ولإستمراريته، وفق مراد الله. قال الشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله : اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد اول بارز من بطنان الازل اخر من عليه جبريل بما تلقاه منه أليه نزل. ومن خصائص النبوة(بصفة عامة)ان يكون النبي على معرفة بالله وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله:أنا اعلمكم بالله واخشاكم له.
ان يكون على معرفة بعبادة الله عن طريق الوحي، وسيدنا محمد عبَد الله في البسائط الأولية قال تعالى (قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) فهو أول العابدين، عبَد الله .وفق ما فرض الله له(وليس عليه)
واخبرنا صلى الله عليه بنبوته وأنه كان على علم بها “كنت نبيا وءاذم منجدل في طينته”
فهو صلى الله عليه “رسول من الله” (سورة البينة) قبل القبل و” رسول من عند الله ” (البقرة) عند نزول جبريل بالوحي
فجمع بين النبوة والرسالة قبل القبل بدليل قوله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال آقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) فسماه رسولاً في تلك ( الأزمنة الغابرة )، لمن تقدّم من الأنبياء، إلى أن آن وقت بعثته.فزيدَ نبياً .قال تعالى (يا أيها النبي إنا أرسلناك) ولم يقل (يا محمد إنا أرسلناك).
أُخذ له الميثاق في تلك “الأزمنة الغابرة” و(المقامات الأحمدية الباطنة)، فمَجيئه تحقّق، وكل منهم آمن به وصدّق. فبلّغوا شريعته، وأقرّوا بحقيقته (قالوا أقررنا)، وشهدوا بعموم رسالته (قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين).ولله در القائل:
كل النبيين والرسل الكرام أتوا =نيابة عنه في تبليغ دعـواه.
فهو الرسول إلى كل الخلائق في=كل العصور ونابت عنه أفواه.
النبوة صفة باطنة لا تظهر للعيان لكن مقتضياتها تظهر واكبر مقتضى لها:الرحمة التي تضفيها على التجليات الإلهية (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)فهو صلى الله عليه وسلم نبي ورسول قبل ظهور الجسم الشريف المولود من أم وأب ،وكان خلفاءه الأنبياء والرسل .ونبوته ورسالته استمرارية الى اخر الدهر وخلفاءه الاولياء على اثاره وورثة اسراره (قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى ۖ وَسُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ) فاعرف قدر نبيك ولا تكن من الجاهلين وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه .محمد بن المبارك

حصل المقال على : 477 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد