بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.السلام عليكم ورحمة الله. موضوعنا
قال تعالى في سورة الروم( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًاة فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
الفطرة هي الطبيعة الاولى التي يولد الانسان عليها قبل ان تغيرها التربية والمجتمع والبيئة الفاسدة ،والثقافة السائدة .فالانسان يولد موحدا بمقتضى (الست بربكم قالوا بلى) وهذه الفطرت ان سلمت من التحريف توجه صاحبها الى التوحيد فالتوحيد بصمة داخل الانسان دليل على خالقه وترجع المخلوق الى الخالق
فالمخلوقات ماركة مسجلة،خارجة من مصدر واحد كالعلامة التجارية في المفهوم العام ،والتي عادة ماتكون كلمة او اسما او عبارة او رمزا او صورة ….ترجع الصنعة الى الصانع (فأينما تولوا فثم وجه الله)
وبهذا فبعض الملحدين يضطر الى الرجوع الى الله في ساعات العسرة والضيق مثل وقت الغرق فيتضرع الى خالقه لينقده (حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) سورة يونس.. فالفطرة مغروسة في اعماق النفس وتطفو الى السطح في حالة العسر لأنها قوة داخلية في الانسان يجهلها ولا يشعر بها الا حين يدركه الضعف والعجز ويشعر بالخطر
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِن جَدْعَاءَ)، ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم:30]. فالوالدان يورثان عقيدتهم الى الابناء (قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءابائنا )( واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ءابائنا).
قال صلى الله عليه وسلم في خطبته فيما يرويه عن ربه تعالى « إني خلقتُ عبادي حُنَفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحَرَّمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يُشركوا بي ما لم أُنزِّل به سلطانا،،رواه مسلم فهذا الحديث يبين ان الذي يغير الفطرت هم الشياطين: شياطين الجن والانس وقد انتشر في زماننا دعاة الى تغيير الفطرة لعنهم الله.وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.