كل شيء خلقناه بقدر

بسم الله الرحمن الرحيم

….ومما يدعو إلى الدهشة على الأقل ان تنظيم الكون على هذا الشكل بالغ الدقة الفائقة.لأنه،لوكانت قشرة الأرض اسمك مما هي بمقداربضع اقدام، لامتص ثاني اوكسيد الكربون والأوكسجين، ولما امكن وجود حياة النبات.وهناك احتمال بإن قشرة الأرض والمحيطات السبعة قد امتصت كل الاوكسيجين،وان ظهورجميع الحيوانات التي تستنشق الأوكسجين قد تأخرانتظارا لنمو النباتات التي تلفظ الاوكسيجين،وان الحساب الدقيق قد يجعل هذا المصدر للأوكسيجين في حيز الامكان،ولكن مهما كان مصدره فإن كميته هي بالضبط مطابقة لاحتياجاتنا.ولو كان الهواء ارفع كثيراً مماهو،فإن بعض الشهب التي تحترق الآن كل يوم بالملايين في الهواء الخارجي، كانت تضرب في جميع اجزاء الكرة الارضية.وهي تسير بسرعة تتراوح بين ستة أميال وأربعين ميلا في الثانية،وكان في امكانها ان تشعل كل شيء قابل للاحتراق.ولو كانت تسير ببطء رصاصة البندقية،لارتطمت كلها بالأرض ولكانت العاقبة مروعة. اما الإنسان فان اصطدامه بشهاب ضئيل يسير بسرعة تفوق سرعة الرصاصة تسعين مرة، كان يمزقه إربا من مجرد حرارة مروره.
ان الهواء سميك بالقدراللازم بالضبط لمرورالاشعة ذات التأثير الكيموي التي يحتاج اليها الزرع والتي تقتل الجراثيم وتنتج الفيتامينات، دون ان تضر بالإنسان،إلا إذا عرض نفسه لها مدة أطول من اللازم.وعلى الرغم من الانبعاثات الغازية من الأرض طول الدهور،ومعظمها سام، فان الهواء باق دون تلوث في الواقع، ودون تغير في نسبته المتوازنة اللازمة لوجود الانسان.          عن كتاب(الإنسان لا يقوم وحده Man Does Not Stand Alone

  ترجمه الاستاذ محمود صالح الفلكي وسماه الله يتجلى في عصر العلم

حصل المقال على : 1٬097 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد