بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.
لا يُخرج الشهوة من القلب إلا (خوف مزعج) أو (شوق مُقلق).
فمُداواة (الأمراض الظاهرة) إلتزام (التوبة والتقوى والإستقامة)،فإن صعُبت عليه فيلزم (صحبة الشيخ) ومُداومة الجلوس بين يديه،أو تكرارالمجيء إليه،فإن (نَظَر الشيخ ترياق).فإن صحبه ولم يُشْفَ من مرضه فليعلم أن (صدقه ضعيف) أو (شيخه ضعيف). فإن الشيخ إذا كان له نور يمشي به في الناس،جامعاً بين جذب وسلوك،لا يمكن أن يصحبه العليل بالصّدق ولم يُشف من ساعته.. قال الشيخ سيدي العربي بن عبد الله: (طريقتنا كالسكّين الماضية،يأتينا الرجل مكبّلاً بشهواته فنقطع يده من ساعة)..فكل من صحب شيخاً بالصّدق ولم ينفكّ عنه كبل المعاصي ،فلينظُر شيخاً آخر..
__ يشترط في (طبيب القلوب) ما يشترط في (طبيب الأبدان). فيشترط فيه أن يكون عارفاً بتركيب أدوية القلوب وأشربتها،وأغذية الأرواح وأسقيتها. عالماً بمنافع الأذكار وأذواقها،ونتائج الأفكار ومعارفها.
فالأذكار كالأغذية للقلوب،والعلوم كالأشربة لها،والمُذاكرة كالأغذية للأرواح،والفكرة والنظرة كالأشربة لها.
وصحبة العارفين والجلوس بين أيديهم فيه مَدَد كبير للقلوب والأرواح والأسرار،هو غذاؤهم وشرابهم،وفيه دواؤهم وشفاؤهم،كل على قدر صدقه ومحبته،وعلى قدر مقامه ومرتبته (قد علم كل أناس مشربهم)..
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه
الفقير الى عفو ربه رشيد موعشي