عصاي أتوكؤا عليها

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.

                         قال تعالى”وما تلك بيمينك يا موسى” مع عِلمه سبحانه وتعالى ،أنها عصا،ليبين لسيدنا موسى أن الصورة الظاهرة ،المدركة بالحواس،في حقيقة الأمرتابعة للتجلي الإلهي الملكوتي،وسلطانه هو الحاكم على الأشياء.فأمره فألقاها فتغير التجلي عليها فانقلبت ثعبانا ،وخاف موسى،خاف من عصاه…كيوم “رب ارني انظر اليك” تغير عليه التجلي”فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا” كل هذه التجارب التي مرت على سيدنا موسى،سواء مع فرعون ،وخصوصا مع الخضر،جعلته يدرك الحقيقة ،ويعرف أن ظاهر الامور في حقيقة الامر تابع لباطنها ،أي لسلطان تجليات الأسماء الإلهية،هي الماسكة له بأياد خفية،وعندما حقق هذا قال”إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء”فذاق الحقيقة ولم يقل تهدي بــــهـــا من تشاء.والفتنة اختلاف في الرأي ومعارك.عرف موسى أن الأمور كلها راجعة إلى سلطان التجلي،والفتنة تنتجها مشاجرات الأسماء الإلهية.الهادي يجرلدائرته،والمضل يجر لدائرته والمعطي كذلك، المانع كذلك ،والمنتقم….”ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين إلامن رحم ربك ولذلك خلقهم “خُلقنا للإختلاف لا للإئتلاف. 

      قال تعالى “مامن  دابة إلا وهو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم” الرب على صراط مستقيم،وناصية الدابة بيده، فلا شك أن الدابة على صراط مستقيم،واعوجاج القوس استقامته . 

                                               عندما ذهب الشاذلي عند ابن مشيش يطلب الأخذ عنه قال له ابن مشيش ثلاث مرات إذهب وتوضأ،ولم يفهم إلا بعد حين،أن المشيشي طلب منه أن يلقي جانبا عصا العلم، والفقه،والنفس،وكلام القوم و…في أسفل الجبل قبل اخذ العهد. في بداية صحبتي لشيخي رحمه الله تعالى(وهو رابع شيخ اخذت عنه)،كان كلما قال إشارة عرفانية،أقول في خاطري هذا لم يقله ابن عربي؟ فكنت أزن كلام شيخي بكلام ابن عربي،فكان ابن عربي هو عصا اتوكأ عليها في سيري،وأنا مع عارف كبير،جهلا مني.حتى كاشفني بالأمر،وقال لي بالحرف”إن أردت السير معي ،فاترك ابن عربي جانبا .فكل ماتعتمد عليه هو عصاك سواء كان أمرا حسيا . 

                                       ،أومعنويا ,مالا،أو أولادا،أو زوجة،أوأفكارا،أو إيديلوجيا. فالدساتير عصا الحكومات ،والشعب غنمها،والأفكار الشيوعية كذلك عصا الملحدين. وقس على هذا ما شئت. “ولي فيها مآرب أخرى”. وانتبه الى”أتوكؤا” كيف خالفت اللغة العربية في كتابتها(أتوكأ) لتشمل التوكأ الحسي والمعنوي                                                               وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 1٬021 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد