صيد الخاطر1

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين.

لايحق تصنيف التصوف الى قسمين: تصوف فلسفي،أوتصوف سني،هذا غير صائب إنما هناك فهم صحيح ،وفهم سقيم لحقائق التصوف،وليس في التصوف مذاهب مختلفة،إنما هو سبيل واحد” قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” يوصل بالسالك الى معرفة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وما أطلقواعليه إسم التصوف الفلسفي،لامكان له في الواقع الصوفي ،ولا وجود   للفلسفة في نفحات المعرفة اللدنية. وأصحاب هذا المذهب،ليسوا صوفية ولم يخوضوا غمار هذه التجربة الروحية،أكثرهم مستشرقون يطعنون في الاسلام ويبحثون على كل ما يسئ إليه، وبعض المتكلمين حذوا حذوهم ،واقتفوا اثرهم.

التصوف طرق تختلف في الأسلوب،في الذكر وانواع الصلوات على النبي ، والاحزاب ،والنسب الصوفي،وتتفق في المفهوم أي مجاهدة النفس وحسن الخلق قال بعض الصوفية :من زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف.وتلتقي في الغاية : معرفة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.معرفة هذا النبي العظيم،الذي حقيقته لها وجهة حقيقة وجهة خلقية،جمعت بين الظاهروالباطن،فمن أخذ بالظاهر فهو سني،ومن أخذ بالظاهر،وزاد عليه الباطن فهو سني صوفي. أضاف الى الشريعة الحقيقة. وقد قيل “من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن جمع بينهما فقد تحقق.

سيدنا موسى على نبينا،وعليه الصلاة والسلام،من أولى العزم من الرسل ،سافر في طلب هذا العلم ،علم الباطن للقاء العبد الصالح.قال للخضر”هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا “فمن أراد تعلم هذا العلم فعليه أن يبحث عن أصحابه ، وأصحاب هذا العلم ،هم الذين يدعون الى الله على بصيرة ،فإن وجدته ،فَعُضَّ عليه بالنواجد ،فهوالكبريث الأحمر،هو الشيخ المربي.وعليك بالصبر فالأمر ليس بالهين والسهل، فالطريق شاق وطويل، شمرعلى ساعدي الإجتهاد والمجاهدة، وليكن هجيرك “إني ذاهب الى ربي“…                                                    فياعجبا لمن رآى أن التصوف فلسفة ،وبين الصوفية أمييون،والفلسفة ناتجة عن عقل مفكريصيب ويخطأ،وحقائق التصوف من ثمرات الذ كر،وصِدق التوجه الي الله .الشيخ عبد العزيز الدباغ ،صاحب الابريز كان أميا ،والشيخ أبو يعزى كذلك لامعرفة لهم ربما حتى بكلمة فلسفة..    يقول ابن عربي في الفتوحات ج1 ص32 :ولايحجبك أيها الناظر في هذا الصنف من العلم الذي هو العلم النبوي الموروث منه صلوات الله عليه، إذا وقفت على مسألة من مسائلهم قد ذ كرها فيلسوف،أومتكلم ،أو صاحب نظر،في أي علم كان ، فتقول في هذا القائل الذي هو الصوفي المحقق أنه فيلسوف…فإن الفيلسوف قد قال بها ولادين له…  ويقول ج2/ ص523:” الفيلسوف معناه محب الحكمة لأن سوفيا باللسان اليوناني هي الحكمة ،وقيل هي المحبة، فالفلسفة معناه حب الحكمة ،وكل عاقل يحب الحكمة،غير أن آهل الفكر خطأُهم في الإلهيات أكثر من إصابتهم، سواء كان فيلسوفا،أومعتزليا،أو أشعريا،أو كان من أصناف أهل النظر.فما ذمت الفلسفة لمجرد هذا الإسم،إنما ذموا لما أخطأوا فيه من هذا العلم الإلهي،مما يعارض ما جاءت به الرسل… انتهى.

خطأهم في الإلهيات أكثر من إصابتهم وهذا هو سر جواب ابن عربي لإبن رشد: نعم، لا. فالفلاسفة أصحاب وحدة الوجود، ينكرون علم الله بالجزئيات ،وينكرون الحشر الجسماني،لا يرون في الكون إلا المادة،ويعتبرون ان علومهم مكتسبة بالعقل.أما الصوفي فيبدأ بمعرفة  نفسه (من عرف نفسه عرف ربه) وعندما يصل الى وحدة الشهود،فلا يرى في الكون إلا التجليات الإلهية،وهذه المعرفة عند الصوفية فضل من الله وهبة . سئل ذو النون المصري، بما عرفت ربك قال” عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي “.وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 974 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد