سوق المعرفة(16)

سوق المعرفة (16)

عن أبي سعيد الخدري قال : حج عمر بن الخطاب في إمرَّته ,فلما افـتتح الطواف حاذى الحجر الأسود ,ومر فاستلمه وقبله ,وقال : أقبلك وإني لأعلم أنك حجر لا تـضر ولا تنفع , ولكن كان رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم بك حَفيّاً, ولولا أني رأيته يقبلك ما قبلتك . قـال : وكان في الحجيج علي بن أبي طالب ،فقال : بلى واللّه إنه ليضر وينفع قال : فبم قـلـت ذلك يا أبا الحسن ؟ قال : بكتاب اللّه تعالى ، قال عمر : أشهد أنك لذو علم بكتاب اللّه تعالى ،فأين ذلـك من الكتاب ؟ قال عليه السلام : قوله تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألـسـت بربكم قالوا بلى شهدنا ) أخبرك أن اللّه تعالى لما خلق آدم مسح ظـهـره فاستخرج ذريته من صلبه في هيئة الذر وألزمهم العقل , وقررهم أنه الرب وأنهم العبيد ,فأقروا له بالربوبية ,وشهدوا على أنفسهم بالعبودية , واللّه عز وجل يعلم أنهم في ذلك في منازل مختلفة , فكتب أسماء عبيده في رق وكان لهذا الحجر يومئذ عينان وشفتان ولسان , فقال: افتح فاك ,فـفتـح فـاه فألقمه ذلـك الرق ثم قال له : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة,فلما هبط آدم عليه السلام هبط والحجر معه فجعل في موضعه الذي ترى من هذا الركن, وكانت الملائكة تحج هـذا البيت مـن قـبل أن يخلق اللّه تعالى آدم عليه السلام ,ثم حجه آدم ,ثم نوح من بعده ,ثم هـدم البيت ودرست قواعده ,فاستودع الحجر من أبي قبيس ,فلما أعاد إبراهيم وإسماعيل بناء البيت وبـناء قواعده واستخرجا الحجر من أبي قبيس بوحي من اللّه عز وجل ,فجعلاه بحيث هو اليوم مـن هـذا الركن , وهو من حجارة الجنة , وكان لما أنزل في مثل لون الدر وبياضه , وصفاء الياقوت وضيائه فسودته أيدي الكفار ومن كان يلمسه من أهل الشرك ، فقال عمر : لا عشت في أمة لست فيها يا أبا الحسن .
فالحجر الاسعد تجسيم للصفة الاحمدية التي كانت مرتوقة فيه في البيت المعمور لما اخذ الله   الله من بني ادم ذريتهم     قال سيدنا علي لعمر انها تنفع وتضر وهي تشهد لمن قبلها وتشفع لمن سلم عليها                   فهي شعيرة من شعائر الله ” ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب”  وروى الإمام أحمد وغيره : الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك .
 روى الترمذي وأحمد الحاكم وابن حبان أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : ( إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب ) .
وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك والنسائي عن ابن عباس عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : ( الحجر الأسود من الجنة )
وروى الحاكم أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قبَّل الحجر الأسود وبكى طويلا ، ورآه عمر فبكى لما بكى ، وقال : ” يا عمر ها هنا تُسكب العبرات ” . رواه البخاري ومسلم .
وذكروا له ميزات خاصة : أنه لا يتأثر بأي نوع من أنواع الحرارة مهما كانت درجة الحرارة .و أنه لا ينقل الأمراض نهائياً بالرغم من أعداد المقبّلين له .
وأنه لا يحجب الضوء ، أي أن الضوء يمر من خلاله وكأنه ليس حجرا انما جسما لطيفا
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم   ليبعثنّ الله الحجر يوم القيامة له عينان، يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق  وهذا يعني انه يتجسد
وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : الحجريمين الله في الأرض فمن مسحه فقد بايع الله   .
وعن عكرمة قال : إن الحجر الأسود يمين الله في الأرض ، فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فمسح الحجر فقد بايع الله ورسوله  .

حصل المقال على : 869 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد