بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع انجز ردا على سؤال بعض الإخوان . منطق الختمية يفترض نهاية أمرما،فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيئين به انتهت النبوة،والاولياء المحمديون ورثوا علوما لدنية وأسرارا ربانية،ومنطق الوراثة يقوم على ابتداء امر ما،والولي عندما يبلغ مقام الغوثية،يكون على اطلاع على كل علوم من سبقه من الاولياء ذوقيا،ويضيف إليهاعلوما لم يفتظ بكارتهاغيره ،فيرث مقام الختمية اذ هو قدعرف كل ماعرفوا، وزاد عليه،فهو ختم على كل من سبقه،لاعلى اللاحقين،لأن التجليات الالهية في ترق والكون في ترق ،لا من حيث النفحات الربانية،ولامن حيث العلوم الدنيوية،لأن كل الإختراعات العلمية،والتقدمات التكنولوجية،تتبع تغزلات الغوث في الحقيقة المحمدية.فلو كُشِف النقاب عن بعض النعوث الأحمدية،مثلا في زمن ابن مشيش،لظهرالهاتف المحمول في زمانه،ولكن طلسمت الأمورعليه “ولاشئ الا وهو به منوط”.وهذا سر من اسرار افضلية الأمة المحمدية على سائر الامم” كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ”، وبالتالي فلاوجود لولي ختم على كل الاولياء،وعلى كل الازمنة.فالغوث الختم نائب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ومحل نظر الله تعالى من الكون،فهل يكون نائبا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو تحت التراب،وكيف يكون محل نظر الله، ومقتضى اسمه تعالى”المميت” قد جرى حكمه عليه. قال تعالى” قل هذه سبيلي ادعوا الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني” وكلام الله استمراري أزلي أبدي،فالمقتفون اثررسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا،الدعاة الى الله على بصيرة، أي العارفون المحمديون لم ينقطعوا ولن ينقطعوا ومقاماتهم لن تتوقف. فإذا افترضت وجود ختم على كل الازمنة،وليس بعده من هواكبر منه معرفة،فقد قيدت عطاء الله،وأوقفت التجليات الالهية مع من اعتقدت فيه الختمية المطلقة، “وما كان عطاء ربك محظورا”. قال تعالى” هُمْ دَرَجَٰتٌ عِندَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌۢ بِمَا يَعْمَلُونَ”وكتبت درجات بالألف المحذوفة لتفاوت درجات العارفين،وجعلهم الحق تعالى عين تلك الدرجات فهي صفة ملازمة لهم يبعثون عليها يوم القيامة،في حين قال تعالى في حق عامة المومنين “اوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ” ” لهم” بعملهم.فمع أصحاب المقامات ورد ذكرالألوهية”عند الله” ومع عامة المومنين ورد ذكر الربوبية “عند ربهم”. كما أن المقامات الصغرى من أجراس ونقباء،ورجباء…..يكون الترقي فيها بواسطة شيخك بعد استشارة القطب الختم.أما المقامات الكبرى فتكون بترشيح من شيخك،الذي يقدم ملفك،الى الختم،إن لم يكن هو الختم، ثم الى مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.الترقي الى المقامات الكبرى بداية من الأبدال ،والأوتاد….تكون بإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.والنساء موجودات بكثرة حتى مقام الأبدال،والخضر من الأبدال. فمن يعتقد في شيخ ما،مات الختمية على جميع الأزمنة،ولايعتقد هذا،في غوث زمانه، فمن أين سيأتيه الترقي، ومن سيرشحه للترقي. وكل طريقة حصرت الختمية في شيخها يصيبها العقم،ولا يتخرج من مشربها طرق اخرى.فالأختام متساوون في المقام مختلفون في المعرفة والعلوم اللدنية،والقرب من مولا نا رسول الله صلى الله عليه وسلم.فكل من وصل الى مقام الختمية لا ياتي الا من هو أفيح منه،وأرجح،وأنمى،وأبرك حتى يبعث الله سيدنا عيسى عليه السلام في اخرالزمان،فتثبت له الختمية المحمدية على كل الاولياء،وعلى كل الأزمنة.فمن ميزة الأمة الاسلامية ان ختم الاولياء نبي ورسول من أولي العزم. كما أن الختمية لها شروط ،فما كل من ادعاها نصدقه بل لا بد ان يثبت صدق دعواه بعلوم لدنية ،وفتوحات ربانية وصلوات عرفانية بها نعوث احمدية،تساير التجليات الالهية أي يطعمنا لحما طريا لا قديدا كما قال ابو مدين الغوث لأصحابه “اطعمونا لحما طريا لا قديدا” وأن يحدث بها، فالمعرفة أكبر نعمة ،قال تعالى “أما بنعمة ربك فحدث” وأخبرنا الحق تعالى عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال “ماهو على الغيب بضنين” أي لم يكن بخيلا بالعلوم الغيبية فإسراؤه ومعراجه صلى الله عليه وسلم من عالم الغيب،وأخبرنا به. فظهورالولي يكون باذن،وخفاؤه بأمر وكما قالوا ” الظهور يقسم الظهور” قال تعالى”يوم ينفع الصادقين صدقهم “وهو اليوم الذي” ليسأل الصادقين عن صدقهم” فما بال المدعين.وكما شرع الله الطلاق بين الزوجين إذا تعذر التعايش، وغاب التفاهم، كذلك في العلاقة بين الشيخ المريد اذا لم يجد ضالته عند الشيخ وجب عليه البحث عن غيره،قال تعالى”وان تعاسرتم فسترضع له اخرى” قال شيخي رضي الله عنه معناها الباطني يشمل كذلك شيوخ التربية. فمن شروط الغوثية صلاة على النبوة المحمدية،بالنعوت القرءانية،من أحمديته على محمديته،نعوت جديدة وليس اجترارا لكلام السابقين بأسلوب لغوي جميل وبلاغي مسجوع،تذر الرماد في أعين الغافلين،فصلاة كل عارف تعنون عن مقامه :الصلاة المشيشية،الصلوات البكرية،الصلوات البدوية،جوهرة الكمال التجانية، صلوات أحمد بن أدريس،جوهرة الاسرار للرفاعي… صلوات محمد الكتاني …رضي الله عنهم كلها صلوات راقية تشير إلى علو كعب صاحبها،ورسوخه في مقام القطبانية. ويرى ابن عربي أن القطب يمثل النبي صلى الله عليه وسلم في الزمان والمكان،ولا يتمكن من مقام القطبانية إلا بعد أن يحصِّل على أسرار الحروف،التي في أوائل السور. وعندما يصل العارف إلى مرتبة القطبانية فمن الممكن أن ينطق بلسان الحقيقة المحمدية، قال سلطان العاشقين : فلاحي إلا مَن حياتي حياته●وطوع مرادي كل نفس مريدة
وقال الشيخ ابراهيم الدسوقي:
أنا القطب المبارك قدره ●وأن مدار الكل من حول ذروتي
ولولازنادي في الطبيعة قادح●لماقامت الأشخاص من فلك
طينتي
وحكمي في سائرالأرض كلها●وفي الجن والأشباح والمردة
وماقلت هذا القول فخرا وإنما●آتى الإذن كي لايجهلون طريقتي
وقال الشيخ ماء العينين :
شربت شرابا لاذوو الخمرتشرب=وشاهدت ما الابصارعنه تُحجب
وخضت بحارا لاتخاض بحيلة=ولكنها فضلا تخاض وتُشرب
قال الشيخ أحمد البدوي :
دعني لقد ملك الغرام أعِـنتي●لكنني خضت البحار بهمتي
فظاهرختم هذا الزمان،هوباطن الختم الذي قبله،فما بالك بباطنه،الذي يستمد مباشرة من الحضرة المحمدية،نائب عنها بالخلافة الجزئية، محل نظر الله من العالم بالتبعية.ولو اجتمع ختم هذا الزمان مع الاختام الذين سبقوه لقدموه اماما لهم. فحكِّم عقلك،ولا تكن اسير تقليد احد يقول ابن خلدون” التقليد الاعمى احياء للموتى”ولاتبهرك البهرجة والطبول،فالتصوف باطني،وقد ظهرمؤخرا تصوف إتجاري يبيع البعض دينه بدنياه.كما أن الكشف وبعض الاخبارات الغيبية تكون كذلك عند علماء سر الحروف، وعلماء خواص الأسماء،ومنهم من لاعلاقة له بالتصوف كما تكون عند أولياء الشيطان فحذار،فلا صفة للعارف سوى المعرفة، العارف لا هيئة تدل عليه،لا طول لحيته يعنون عن مشيخته،ولا السبحة في عنقه ترمز لولايته،ولا لباسه يدل على عرفانه ” كم من اشعث اغبرذي مطرين لايؤبه له لو اقسم على الله لأبره”
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، الَّذِي جَعَلَ اللهُ أَسْرَارَ نُبُوَّتِهِ تُوَرَّثُ ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّاوَحيًا أَومِن وَرَايِٕ حِجَابٍ﴾فَأَطْلَقَ وَعَمَّمَ.فَأَنْوَارُ النُّبُوَّةِ بَاطِنَةٌ حَتَّى قِيَامِ السَّاعَةِ. مُسْتَمِرَّةٌ فِي الدَّاعِينَ إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ.فَكُلُّ وَلِيٍّ عَلَى قَدَمِ نَبِيٍّ﴿مَثَلُهُم فِي ٱلتَّورَىٰةِ وَمَثَلُهُم فِي ٱلإِنجِيلِ﴾ *مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ إِبْرَاهِيمَ… *أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى*. *العُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ*وَرِثُوا المَنْزِلَةَ دُونَ اللَّقَبِ.*يا رَسُولَ اللهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ… بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رَجَالٌ ءَامَنُواْ بِاللهِ وَصَدَّقُوا الرُّسُلَ *.*عَلَى مَنَابِرِ مِنْ نُورٍ يَغْبِطَهُمْ الأَنْبِيَاءُ وَالصِّدِّيقُونَ*﴿وَمَاكَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحظُورًا﴾خَاضُوا بَحْرَ الحَقِيقَةِ وَقَفَ غَيْرُهُمْ بِسَاحِلِه﴿أَلَم أَقُل إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبرا﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.