قصة وعبرة
يُحكى أن أحد الملوك تأخرتْ زوجته في إنجاب ولي العهد
فأرسل في إثر الأطباء من كل أرجاء المملكة
و شاء الله أن يُجري شفاء الملكة على أيديهم ،فحملتْ الملكة بولي العهد،و طار الملك بذلك فرحاً وأخذ يعد الأيام لمقدم الأمير، وعندما وضعت الملكة وليدها ، كانت دهشة الجميع كبيرة ،
فقد كان المولود بأذن واحدة !
انزعج الملك لهذا و خشي أن يصبح لدى الأمير الصغير عقدة نفسية،تحول بينه و بين كرسيّ الحكم ، فجمع وزراءه و مستشاريه و عرض عليهم الأمر ، فقام أحد المستشارين و قال له :
الأمر بسيط أيها الملك اقطع أذن كل المواليد الجدد و بذلك يتشابهون مع سمو الأمير
أُعجب الملك بالفكرة
و صارت عادة تلك البلاد أنه كلما وُلد مولود قطعوا له أُذنا ، وما أن مضت عشرات السنين حتى غدا المجتمع كله بأذن واحدة
و حدث أن شاباً حضر إلى المملكة و له أذنان كما هو في أصل خلقة البشر فاستغرب سكان المملكة من هذه الظاهرة الغريبة
و جعلوه محط سخرية و كانوا لا ينادونه إلا ذا الأذنين،حتى ضاق بهم ذرعا وقررأن يقطع أذنه ليصير واحداً منهم.
هل يمكن لمجتمع ما أن يكون معاقاً بالكامل ؟
نعم و قد حدث هذا مئات المرات في تاريخ البشرية
و كان الله تعالى يرسل الأنبياء ليصححوا إعاقات المجتمعات الفكرية و السلوكية و الدينية
فمجتمع سيدنا إبراهيم عليه السلام كان معاقاً بالشرك ، و كان سيدنا إبراهيم بينهم غريباً ، لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم ، و مجتمع لوط كان معاقاً بالشذوذ ، و كان لوط بينهم غريباً لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم،و مجتمع شعيب معاقا بالربا والتطفيف ، و كان شعيب بينهم غريبا لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم.
• عندنا قاعدة فقهية تقول : (اجماع الناس على شيء لا يُحل
• الخطأ يبقى خطأ و لو فعله كل الناس
• و الصواب يبقى صوابًا و لو لم يفعله أحد !
لا تقطع أُذنك !
إذا كنت على يقين أنك على صواب فلا تتنازل عنه لإرضائهم
• إذا كانوا لا يخجلون بخطئهم ،فلم تخجل أنت بصوابك.؟
• و تذكر دومًا أن قوله تعالى ” أكثر الناس ” ما جاءت في القرآن إلا و تبعها : لا يعقلون ، لا يعلمون ، لا يشكرون