قال الإمام الكتاني قدس الله سره في كتاب ‘ الديوانة’
قال بعض الفضلاء : الروح عالمة بالأشياء، مطلعة عليها، سواء توجهت إليها أم لا، بخلاف . الذات؛ فإنها لا تدرك إلا ما توجهت إليه ، ورتب عليه سر سهوه صلى الله عليه وسلم.
ونحن نقول: لا والله ما هو كذلك، بل جميع ما تطلع عليه الذات، تطلع عليه الروح بدون فرق، والترقيات بينهما واحدة، تختلف باختلاف المقامات، فالذات تملي على الروح والروح تملي على الذات؛ للازدواج الحاصل لهما من أول قدم، وذلك لأن نهاية جميع الرسل ذاتا وروحا هي بداية روحانيته وجسمانيته ظهورا بلسان الفرق، ووساطة جميع الرسل كان حصل لهم فيها الاصطحاب قطعا، فأحرى نهايتهم التي هي بداية له!.
و لا نقول كما قال بعض النظار: إن نهاية أرواح الأنبياء هي: ما بلغ إليه جسمه الشريف، والروح من وراء ذلك لا؛لا ,,,,بل نهاية أرواحهم وذواتهم هي بداية لـه، وأول قدم، وهي الاصطحاب التام والسلام.
قال شيخنا قدس الله سره:
الاصطحاب هي المساوات التي وقعت بين الصفة والموصوف أي بين الاحمدية و المحمدية أو بين الروح الكليه والجسم الكلي .فعبروا عن الاحمد ية بالمائية وعن المحمدية بالكائسية أو بالأواني والمعاني وهو قولهم لون الماء لون ا ناءه فأراد ابن الفارض قدس الله سره أن يجمع بينهما فقال : صفاء ولاماء ولطف ولا هوى = ونور ولانار وروح ولاجسم
والاصطحاب هو بدايه ونهاية الخلق وما فوقه خاص بالله تعالى
لولا الاصطحاب لكان توحيدنا: لا إله إلا الله وكفى كما هو الحال بمن سبقنا من الانبياء والرسل
لا اله الا الله محمد رسول الله
فليس بين اسم الجلالة واسم محمد فاصل وهو ما عبر عنه شيخنا بقوله : الاتصال الفرقي . وهذا غاية التعريف بهذا الاصطحاب بين الالوهية والمحمدية بين الرب والمربوب اتصال فرقي ليبقى الرب رب والعبد عبد الى ما لانهاية
قال الكتاني قدس الله سره: سمعت سيدنا ومولانا صلى الله عليه وسلم في بعض المشاهد يقول : { لا مرمى دون مرماي، ولاكشف لأحد عن طلعة ظاهر باطن مُحَيَّاي {قل الروح من أمر ربي} ما عرفني حقيقة غير ربي
بمعنى انه لا يصل واصل الا اليه وأن حقيقة باطنة بطون محتدها.
العارف بالحقيقة المحمدية محمد بن المبارك