حكم و اقوال
قال علي رضي الله عنه: لا تكونن ممن يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، وينهى ولا ينتهي،ويأمر الناس بما لا يأتي، يحب الصالحين ولا يعمل بأعمالهم، ويبغض المسيئين وهو منهم، يأخذ من الدنيا ما يفنى، ويترك من الآخرة ما يبقى، يكره الموت لذنوبه، ولا يدع الذنوب في حياته.
قال السري السقطي: كل معصية في شهوة يؤمل غفراﻧﻬا، وكل معصية في كبر لا يؤمل غفراﻧﻬا، لأن معصية إبليس كانت من كبر، ومعصية آدم كانت من شهوة.
وقال الفضيل بن عياض: قال إبليس: يا رب، الخليقة تحبك وتبغضني، وتعصيك وتطيعني، فقال الله سبحانه: لأغفرن لهم طاعتهم إياك ببغضهم لك، ولأغفرن لهم معصيتهم إياي بحبهم لي
وقال أبو بكر الواسطي: العارف ينظر إلى الخلق فيرى فيه ربوبيته، وينظر إلى الدنيا فيرى فيها خيال آخرته.
وقال أبو بكر أيضًا: هيبة العارف بالله تعالى ممزوجة بسروره، وخوف مفارقته ممزوج برجاء اتصاله، وشوقه إلى لقائه ممزوج بالحياء منه، فلا هيبته تذهب بسروره، ولا خوف مفارقته يغلب رجاء اتصاله، ولا الحياء منه ينفره عن الشوق إلى لقائه.
وقال أبو بكر الواسطي: العارفون وحش الله في أرضه، لا يستأنسون بغيره.
وقال أعرابي: الرزق الواسع لمن لا يستمتع به بمنزلة الطعام الموضوع على قبر
وقال بعض السلف: العلوم أربعة : الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنجوم للأزمان، والنحو للسان.
وقال أرسطاطاليس: كما أن البهيمة لا تحس من الذهب والفضة والجوهر إلا بثقلها فقط ولا تحس بنفاستها،كذلك الناقص لا يحس من الحكمة إلا بثقل التعب عليه منها ولا يحس نفاستها.
نظر حمصي إلى ابنته وأعجبته عجيزﺗﻬا فقال: يا بنية طوبى لنا لو كنا مجوسيين.
قال أعرابي: هلاك الوالي في صاحب يحسن القول ولا يحسن العمل.
قال المعتمر بن سليمان: الشيب أول مراحل الموت.
قال قيس بن عاصم: الشيب خطام المنية.
وقال فيلسوف: الشيب توأم الموت.
وقال يحيى بن خاقان: الشيب موت الشعر، وموت الشعر علة موت الجسد.
وقال العتابي: الشيب تاريخ الكتاب.
وقال فيلسوف: الشيب نذير الفناء.
وقال أعرابي: الشيب بريد الهلاك.
قال فيلسوف: لا ينتفع بالعقل إلا مع العلم، ولا ينتفع بالعلم إلا مع العقل، ولا ينتفع بالعلم والعقل إلا مع الأدب، ولا ينتفع بالأدب إلا مع الأجتهاد، ولا ينتفع بالأجتهاد إلا مع التوفيق
.
عليك بتقوى الله ، فإﻧﻬا أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل
ما أدخرت، أعانني الله وإياك عليها، وأوجب لنا ولك ثواﺑﻬا.
كتاب : البصائر والذخائر
المؤلف : أبو حيان التوحيدي