الولي ابو الحسن الصرصري

قطب صوفي كبير,عاش في نهاية القرن العاشروبداية القرن الحادي عشر الهجري؛ حيث كانت وفاته سنه 1027هـ.
انه الولي الصالح ابو الحسن علي بن احمد المغاسي, الصرصري ,الجرفطي ,الفيجيجي النسب, دفين جبل صرصر المشرف على مدينة وزان ومدينة القصر الكبير.
لقد ترجم لسيدي علي بن أحمد الصرصري ترجمة وافية في “معلمة المغرب” ج16 ص5531، وذلك بقلم الأستاذ: محمد العمراني..وأشار لمصادره في “ممتع الأسماع”، و”نشر المثاني”، و”التحفة القادرية”..
وهاك نص الترجمة بحروفها:
الصرصري علي بن أحمد: من أشهر أولياء بلاد الهبط خلال العهد السعدي، ينتسب إلى الأسرة الغيلانية ببني جرفط، حسب عمود نسب متداول. ولد في أوائل القرن العاشر (16م)، بقرية الشنايلة الجرفطية، وبعد وفاة والده هاجر مع أمه وأخيه إلى قبيلة آل سريف وقطن بقرية المنجرة، درس بزوايا ومدارس القصر الكبير وتطوان، ثم شد الرحال إلى فاس للاستزادة من المعرفة، فأخذ على يد كبار علمائها العلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير، أمثال الشيخ محمد القصار ورضوان الجنوي.
ويظهر أن سيدي علي بن أحمد كان عالما متمكنا من علوم عصره كما يدل على ذلك فهرسته، غير أنه اشتهر في ميدان التصوف.
اتصل في بداية رحلته الصوفية بالشيخ يوسف الفاسي الذي سكن من روعه وبعث في نفسه الطمأنينة حسب جل الروايات، كما أخذ عن الشيخ عبد الرحمن المجذوب وعن الشيخ علي الشلي (ت981/ 1573) دفين أبي جديان بآل سريف، وعلى الشيخ الحسن بن عيسى المصباحي (ت970/ 1572) دفين الدعادعة الواقعة على وادي مضى ببلد البروزيين (سوق الأربعاء)، من عمل القصر الكبير، ويعتبر ابنه عيسى (ت982/ 1574) عمدته في التصوف.
انتقل سيدي علي بن أحمد بعد وفاة شيخه عيسى بن الحسن المصباحي إلى جبل صرصر، وسكن بمدشر المغاصي وتصدر للتدريس، ويظهر أنه أسس زاويته بنفس المكان بعد معركة وادي المخازن، ولا نستبعد مشاركته في هذا الحدث بحكم قربه من الميدان، وملازمته لشيخه المصباحي الذي أكدت المصادر مساهماته في الجهاد.
اشتهرت الزاوية الصرصرية بإطعام الطعام، وتدريس العلوم الدينية كالتوحيد والفقه والتصوف والتفسير والحديث والمنطق والبلاغة والبيان والمعاني والبديع واللغة والتنجيم…وذلك على غرار باقي الزوايا الهبطية، وتجاوز إشعاعها النطاق المحلي، بدليل وجود أتباع من مختلف مناطق المغرب.
اختلف كتاب التراجم في تاريخ وفاة الشيخ، والشائع أنه توفي سنة 1027/ 1617، وهذا التاريخ يتطابق مع بداية تأسيس الزاوية الوزانية على يد تلميذه ووارث سره الشيخ عبد الله بن إبراهيم العلمي، (مولاي عبد الله الشريف الوزاني)، ولعل اختيار سيدي علي بن أحمد للشريف العلمي في توريث الولاية له ما يبرره في المصادر، ذلك أن الشيخ شعر بضعف مصداقية ابنائه الذين مالوا إلى الفروسية والاهتمام بأمور الدنيا حسب رواية عبد السلام القادري. وقد كان لهذا الانتقال تأثير سلبي في مسار الزاوية الصرصرية، حيث إنها تعرضت للإهمال، واندرست معها قرية المغاصي إلى أن أقام الشرفاء الوزانيون بتجديد ضريح الشيخ سيدي علي بن أحمد، وبنوا عليه قبة وعملوا على ترسيم حرمه ، فتكونت حوله قرية الزاوية الحالية، ولعل التفاتة الوزانيين نحو شيخ جدهم هي التي ضمنت استمرار سلطة الولي الروحية في قبيلة صرصر، وضمنت لأبنائه السند المعنوي المتجلي في الحرمة والوقار من طرف المخزن ، فهؤلاء أصبحوا ينعتون في المراسلات المخزنية بالشرفاء أولاد سيدي علي بن أحمد.

حصل المقال على : 1٬887 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد