التنبيه التاسع عشر:الاية الكبرى،والحقيقة الكونية العظمى

تنبيهات عرفانية على علو مقام النبوة المحمدية.

شمولية الرسالة المحمدية لكل الأزمنة

اعلم ايه المحب لهذا النبي الكريم الباحث عن تفاصيل جمل قدره العظيم ان الرسالة المحمدية شاملة لكل الازمنة والعصورما تقدم وما تأخر،ولكل العوالم ما ظهر وما عن الابصار تستر.

قال تعالى :”وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ”هذه الآية مُعْرِبة عن عظمة نبوته، التي لاتضاهى ،ومسفرة عن قدره العلي،وجاهه العظيم ،ما لايخفى على كل ذي عقل سليم ،وفهم مستقيم. فالأنبياء كلهم تحت سلطان نبوته ،وحكم رسالته.ولولاعظمة النبوة المحمدية ما أخذ الله تعالى لها الميثاق في الأزل، ولعلو مهامها وتعدد مراتبها و حضراتها ،كان الله تعالى معهم من الشاهدين. وأداة ” إذ” تفيد التحقيق ،ولم يقل تعالى” إن جاءكم رسول ” [إن] تفيد التشكيك أي من المحتمل أن يجيئ أو،لا.

ولاشك أنه صلى الله عليه وسلم قد جاءهم  بالصفة التي أرادها الله ، وإلا لم تكن فائدة من هذا الاخبار،فالحق تعالى لا يخاطب عباده الا بما يعقلون،ولو خاطبهم بما لايعقلون لكان قد كلفهم ما لا يطيقون، والحق حكيم فلا يضع المخاطبة في غير موضعها.

وقد أمرهم بالايمان به صلى الله عليه وسلم  ” لتؤمنن به”  وسماه رسولا في تلك الأزمنة الغابرة” ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ : وأداة (ثم) تشير الى الزمن الفاصل بين نبي ونبي، ورسول ورسول.

فَأَقَرُّواْ بِحَقَّانِيَّةِ هَذِهِ الأَمَانَةِ صَاحِبَةِ هَذَا الإِصْرِ الإِلْزَامِي، وَبِـمَعِيَّةِ شَاهِدٍ رَبَّانِي.فَلاَ مَعْبُودٌ إِلاَّ اللهُ.وَلاَ رَسُولٌ حَقِيقَةً، إلاَّ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ

فهوصلى الله عليه وسلم متصف بنبوته المطلقة الأزلية ، وبرسالة لكل الخلائق شاملة أبدية.”وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ“. ” ادم ومن دونه تحت لوائي”… “كنت نبيا وآدم منجدل في طينته “.  كنت” لها الإستمرارية ،فعل وجودي .كنت نبيا وما زلت نبيا ،ولا مبرر لوجود النبوة إلا بوجود مقتضاها، ومقتضاها هو الرحمة “وما أرسلناك الا رحمة للعالمين” هي حاجزرحموتي للكون من صدمات التجليات الإلهية ،إذ لا نسبة بين الخالق والخلائق ،نسبته مع هذا النورالأولي ، البارزمن الصفة الأحدية،والذي له وجهة حقية “إن الذين يبايعونك انما يبايعون الله “. واخرى خلقية “يأكل الطعام ويمشي في الأسواق“.

 قال تعالى”لعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ “قال القاضي عياض في الشفا،معناه وبقائك يا محمد، وقيل وعيشك،وقيل وحياتك.قال ابن عباس : ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد،وما سمعت الله أقسم بحياة غيره. اهـ .

فالمعدوم الغير موجود لا حياة له.ولا يقسم بشئ لا وجود له فالنبوة حاضرة وللكون ناظرة ولأصحاب وحدة الشهود ظاهرة .

 ومن خالفني الرأي فسأضرب عنقه .

الرسول صلى الله عليه وسلم في عيون غربية منصفة.

1=يقول أحد أساتذة الفلسفة بالهند في كتابه”الإسلام والعصر الحديث: لايمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها.ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة. فهناك محمد النبي، ومحمد المحارب،ومحمد رجل الأعمال،ومحمد رجل السياسة،ومحمد الخطيب،ومحمد المصلح،ومحمد ملاذ اليتامى،وحامي العبيد،ومحمد محرر النساء،ومحمد القاضي، كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون مؤهلا لقدوم الوحي.

2= يقول مستشرق كندي في كتابه “الشرق وعاداته “: إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين،ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً،وبليغاً فصيحاً ،وجريئاً مغواراً،ومفكراً عظيماً،ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرءآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.

3= يقول مستشرق ألماني في كتابه”الشرقيون وعقائدهم”:كان محمد رئيساً للدولة وساهراًعلى حياة الشعب وحريته،وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية ،التي كان يعيش النبي بين ظهرانيها، فكان النبي داعياً إلى ديانة الإله الواحد،وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً حتى مع أعدائه،وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية ،وهما : العدالة والرحمة.

4= ويقول انجليزي في كتابه “محمد” والذي أحرقته السلطة البريطانية: إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الإحترام والإجلال ، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات،خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بَيِّنة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).

5  = ويقول أحد فلاسفة الإنجليز الحائز على جائزة نوبل في كتابه الأبطال : … لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير العظيم النفس ،المملوء رحمة ،وخيرًا ،وحنانًا، وبرًا وحكمة، وحجىً ونُهىً ـ أفكارا غير الطمع الدنيوي،ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه»…..فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير، مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ،ومات عليها، هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة.

6= ويقول أمريكي في كتابه “مائة رجل في التاريخ” : إن اختياري محمداً، ليكون الأول ،في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.

7= ويقول فيلسوف و شاعر فرنسي:” إن ثبات محمد وبقائه ثلات عشرعاما، يدعو دعوته في وسط أعدائه في قلب مكة ونواحيها، ومجامع أهلها، وإن شهامته وجرأته وصبره فيما لقيه من عبدة الأوثان، وإن حميته في نشر رسالته،وإن حروبه التي كان جيشه فيها أقل من جيش عدوه، وإن تطلعه في إعلاء الكلمة، وتأسيس العقيدة الصحيحة ،لا إلى فتح الدول وإنشاء الإمبراطورية، كل ذلك أدلة على أن محمدا كان وراءه يقين في قلبه وعقيدة صادقة تحرر الإنسانية من الظلم والهوان.

8= ويقول مستشرق إسباني في كتابه (العرب):لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مماوصفها الله بقوله :(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، كان محمد رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق”.

9=  يقول قائد فرنسي شهير بعد أن قرأ القرآن الكريم: “إن أمة ً يوجد فيها مثلُ هذا الكتاب العظيم لا يمكن القضاءُ عليها أوعلى لغتها”.

10= ويقول المؤرخ صاحب كتاب(قواعد الحركة في تاريخ العالم) :إن الأوضاع العالمية تغيرت تغيراً مفاجئـًا بفعل فرد واحد ظهرفي التاريخ هو محمد.

11=  قال مؤلف كتاب المئة الأوائل :أن رسول الله كان من أعظم الشخصيات التي هزت العالم،وقال مؤلف قصة الحضارة :وإذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس، قلنا أن محمدا كان من أعظم عظماء التاريخ. وقال مؤلف كتاب الأبطال عن النبي صلى الله عليه :لقد كان رجلا عظيما وبفطرته،لم تثقفه مدرسة ولا هذبه معلم ،وأدى عمله وحده من أعماق الصحراء.

12     يذهب كثير من الكتاب والمفكرين المسلمين إلى أن شاعر فرنسا العظيم واكبر  كاتب ،ومن أَبْدَعِ ما كتب “أحدب نوتردام ، و”البؤساء”اسلم وسمى نفسه “أبو بكر هوجو” ومن أشهر قصائده عن الإسلام قصيدته’ العام التاسع الهجرى’  ،والتى ضمنها فى ملحمته الخالدة “أسطورة القرون”  التى تحدث فيها عن تاريخ البشرية كله منذ آدم وحواء،مرورا بالمسيح عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،والزعماء والقادة والأباطرة الرومان، وبعض سلاطين الدولة العثمانية  

كما كتب قصيدة وأهداها إلى سيدنا عمر بن الخطاب،رضي الله عنه.

و إسلام هذا الكاتب الفرنسي  يعتمد على  القصائد التى قالها فى مدح النبى محمد،وعلى أن المركز الوطنى للأبحاث العلمية الفرنسى حذف كل قصائده  من على موقعه الإليكترونى.

أصحاب هاته الثناءَات العطرَة،و الشهادات المنصفة الباهرة، ليسوا مستشرقين .( المستشرقون أشبه شئ بمفتشي القمامة لا تقع أعينهم إلاعلى القذورات) سطَّرت في كتبهم، لتكون دليلاً دامغًا ،وحجة بالغة على عِظَمِ أخلاقه وشمائله، وعالمية رسالته صلى الله عليه وسلم .

هل عثروا على هذه الحقيقة الكونية العظمى ؟ وأعظم اليقينيات الكبرى ؟؟ والتي اسمها محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ،رسول الإنسانية جمعاء.  

إن قيمة المرء لا تقاس بطول لحيته،ولا بسُمْك الدينار الذي على جبهته،بل بمقدار تقديره لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وايمانه يقاس بمقدار حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين

  فانتبه نور الله قلبي وقلبك وضاعف في هذا النبي حبي وحبك.

ويجب أن نميز بين المعارف والحقائق ،إذ ليس كل مانعرف حقيقيا، فسيدنا محمد حق ولكل حق حقيقة، وحقيقة  سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، كانت قبل القبل ومازالت بعد البعد.

اصحاب هذه الثناءات لم  يروا إلا الوجهة الخلقية لمولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي محمد المولود من أم وأب، فكيف بهم لو رأوا النور الملتحف بحروف الذات اللابس حلل “إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله“.كيف بهم  لوعرفوا ولو القليل عن حقيقته المحمدية .؟ 

عرف البعض منها العارفون،فتاهوا وحقٌ لهم أن يتيهوا، ولم تساعدهم العبارة ولم تسعفهم الاشارة فشطحوا ، ونفذ حكم الاعدام في حق بعضهم . تاهوا  بين حقيقته وصور تجلياتها  فالإنسان يمكن أن تكون له صور بعدد مايقبله من المرايا ، وبعدد ما يقابله من الأنوار،تكون له ظلال

وهو واحد من حيث ذاته متكثر من حيث تجليه في المرايا ،أوظلالاته في الأنوار ، فهي المتعددة لا هو، وليست الصورغيره “ماعرفني حقيقة غير ربي”  

المتأحد في عين الكثرة ،والمتكثر في عين الوحدة.

قال تعالى”ورفعنا لك ذكرك “رفع الحق تعالى ذكرسيدنا محمد، فاستحالت رؤيته ،وصعب إدراك حقيقته “والعجز عن الإدراك إدراك” تعددت صور الحقيقة المحمدية واستحالت معرفتها .فهو سر الوجود ومبدأة ،ودليله ،وقائده، وشفيعه.

قال تعالى “وَمَاعَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ” والضمير في قوله تعالى وما علمناه الشعر يعود على سيدنا محمد وكذا الهوية  في قوله تعالى  إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ : أي محمد صلى الله عليه وسلم ذكر و قرءان مبين .ومبين تعني ظاهر ، ظاهر لمن فتح الله بصيرته وأما غيره فحق عليه قوله تعالى :وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ” لايبصرون حقيقتك مع انهم ينظرون إليك   .

فهو صلى الله عليه وسلم وسيط برزخي بين الألوهية والمخلوقات ممد لكل ذرة من ذرات الكون بما يناسبها من الفيوضات.

فانتبه نور الله قلبي وقلبك وضاعف في هذا النبي حبي وحبك.

هذا التنبيه التاسع  عشر  والاخير ، 19 بعدد حروف البسملة الشريفة طلسم النبوة المحمدية وهذه التنبيهات حجج ودلائل كلها مستمدة من القرءان الكريم على علو كعب النبوة المحمدية، وعلى عظمة مهامها ومراتبها وحضرتها.

قال تعالى ” وذكر فإن الذكرى تنفع المومنين”

فإن كنت من المومنين فهذه التنبيهات ستنفعك في معرفة نبيك وستزداد حبا فيه وتعلقا بشخصه الشريف وقربا منه.

وإلا فاستيقط من نومتك ، وتوضأ من جنبات غفلاتك، ولا توليه ظهرك وتقول  له أريدك ، فالمحبة تقتضي المعرفة

وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً

حصل المقال على : 1٬158 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد