وقالوا كن عصامياً لاعظامياً ومعناه لا تفتخر بشرف آبائك ولكن بما يؤثر من أنبائك
وعصام المشار إليه كان رجلاً سوقة ثم صار حاجباً للنعمان ابن المنذر فسئل عن سبب وصوله إلى هذه المنزلة العالية والرتبة الحالية فقال نفس عصام سودت عصاماً وعلمته الكر والاقداما وصيرته ملكاً هماماً وقالوا شرف الأعراق يحتاج إلى شرف الأخلاق ولا حمد لمن شرف نسبه وسخف أدبه
يحكي في هذا أن رجلاً من بني هاشم تخطى رقاب الناس في مجلس أحمد بن أبي دواد فقال له أحمد يا بني الأدب ميراث الأشراف ولست أرى عندك من سلفك ميراثاً فاستحسن كلامه من حضر مجلسه شاعر وقال:
وإذا افتخرت بأعظم مقبورة = فالناس بين مكذب ومصدّق
فأقم لنفسك في انتسابك شاهداً = بحديث مجد للقديم محـقـق
قال آخر
إذا ما الحيّ عاش بذكر ميت= فذاك الميت حيّ وهو ميت
قال المتنبي
ولم أر في عيوب الناس شيأ = كنقص القادرين على التمام
منقول من كتاب غرر الخصائص الواضحة الوطواط