صلوات مراتب الوجود وحقيقة الشاهد المشهود
أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ الرَّجِيمِ.بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ، أَرْحَمِ ٱلرَّاحِمِينِ،وَخَيْرِ ٱلرَّاحِمِينِ،وَأَحْكَمِ الحَاكِمِينَ،وَخَيْرِ الحَاكِمِينَ،وَأَحْسَنِ الخَالِقِينَ،وَخَيْرِ الرَّازِقِينَ،الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ،وَعَلَّمَهُ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا بِحَضْرَتِهِ،وَأَكْرَمَهُ بِسُجُودِمَلَائِكَتِهِ،وَسَخَّرَ لَهُ الطَّبِيعَةَ وَالأَكْوَانَ.فَلَهُ الْفَضْلُ وَالإِمْتِنَانُ،وَكُلُّ مَا فِي السَّمَوَاتِ والارْضِ دَلِيلٌ عَلَى الخَالِقِ وَاضِحُ البُرْهَانِ.خَلَقَ الدَّوَائِرَ الكَوْنِيَّةَبِقُدْرَتِهِ،وَدَبَّرَ أَمْرَهَا بِحِكْمَتِهِ.فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ عَلَى أَسْرَارِهَا عَاثِرٌ، فَفِيهَا الكُنُوزُ وَ الذَّخَائِرُ.وَيَاحَسْرَةَ الحَائِرَ الَّذِي عَلَى فَتْحِ أَقْفَالِهَا غَيْرُ قَادِرٍ. وَأُصَلِّي عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ،أَوَّلِ العَابِدِينَ،وَ أَوَّلِ المُسْلِمِينَ،النُّورِ المُتَقَلِّبِ فِي السَّاجِدِينَ،ذِي القَدْرِ العَظِيمِ وَالشَّأْنِ الجَلِيلِ،رَسُولِهِ الأَحْمَدِ،وَعَرْشِهِ الكَرِيمِ الأَمْجَدِ،وَكُرْسِيِّهِ المُحَمَّدِيِّ الأَوْحَدِ،الَّذِي بِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ لاَيَغِيبُ وَلَا يُفْقَدُ. اِعْلَمْ أَنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الحَقُّ الوَاجِبُ الوُجُودِ،خَلَقَ الخَلْقَ لَا لِحَاجَةٍ لَهُ بِهِ إِنَّمَا لِإِظْهَارِ صِفَاتِهِ وَأَسْمَائِهِ. فَبَطُنَتْ تَجَلِّيَّاتُهَا وَظَهَرَتْ مُقْتَضَيَاتُهَا﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾فَبُطُونُهُ عَيْنُ ظُهُورِهِ،وَظُهُورُهُ عَيْنُ بُطُونِهِ،مِنْ حَيْثِيَّةٍ وَاحِدَةٍ أَنَّهُ وَاحِدٌ.خَلَقَ بَرْزَخًا نُورَانِيًّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ هُوَ النُّورُ المُحَمَّدِيُّ،لَهُ وِجْهَةٌ حَقِّيَّةٌ بَاطِنَةٌ،وَ وِجْهَةٌ خَلْقِيَّةٌ ظَاهِرَةٌ. فَعَمَّتِ الرَّحْمَةُ الدَّوَائِرَ الكَوْنِيَّةَ،وَتَمَيَّزَتِ الرُّبُوبِيَّةُ عَنِ الَمرْبُوبِيَّةِ. فَمِنْ حَقِيقَتِهِ تَفَرَّعَتِ الحَقَائِقُ كُلِّهَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا،أَوَّلَا وَآخِراً،عُلُوًّا وَسُفْلًا،وَلَمْ يَزَل الحَقُّ تَعَالَى غَنِيّاً عَنِ العَالَمِينَ، لاَيَحُدُّهُ مَكَانٌ،وَلَا يَقِلُّهُ زَمَانٌ،بَلْ كَانَ وَلَا مَكَانٌ، وَهُوَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ. تَعَالَى أَنْ تَحُدَّهُ الْحَوَادِثُ أَوْ أَنْ يَحِلَّهَا،أَوْ يَكُونَ بَعْدَهَا أَوْ قَبْلَهَا بَلْ” كَانَ اللهُ وَلَا شَيءَ مَعَهُ”فَإِنَّ القَبَلَ والبَعْدَ،مِنْ صِيَّغِ الزَّمَانِ الَّذِي أَبْدَعَهُ الحَقُّ تَعَالَى،وَهُوَ الآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ. كَتَبَ المَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بِخَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ.﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
1 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ.فِي بِسَاطِ الأَحَدِيَّةِ أَعْلاَ مَرْتَبَةٍ وُجُودِيَّةٍ،لاَتَعَلُّقَ لَهَا بِالخَلْقِيَّةِ،وَلاَ تَجَلٍ بِهَا بِالكُلِّيَّةِ،سَحْقِيَّةٍ مَحْقِيَّةٍ،مِنْ مُقْتَضَاهَا النُّقْطَةُ النُّورَانِيَّةُ،وَالفَيْضَةُ القُرْءَانِيَّةُ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
2 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،مَرْكَزِ دَائِرَةِ الأَسْمَاءِ الإِلَهِيَّةِ وَفَاعِلِهَا،وَقَائِدِ التَّجَلِّيَّاتِ الأَسْمَائِيَّةِ ومُدَبِّرِهَا،وَشُعْلَةِ الدَّوَائِرِ الكَوْنِيَّةِ وَمُحَرِّكِهَا.جَمَعَتْ حَقِيقَتُهُ بَيْنَ الاضْدَادِ فَظَهَرَتِ الدَّوَائِرُ بِلَوْنِيَّتِهَا،فِيهَا مَا أَرَادَهُ الحَقُّ وَرَضِيَّهُ،وَمَا لَمْ يَرُضَاهْ،وَأُنِيطَتْ بِهَا مَهَامٌ جِسَامٌ، وَحِكَمٌ وَ أَحْكَامٌ،ظَهَرَ فِيهَا الجَلَالُ وَالجَمَالُ،وَالتَّفْصِيلُ وَالإِجْمَالُ،فَرِيقٌ فِي الْجِنَانِ وَفَرِيقٌ فِي النِّيرَانِ. وَرُتِّبَتْ تَرْتِيبًا تَنَازُلِيّاً عَلَى وِفْقِ التَّقْدِيرَاتِ الأَوَّلِيَّةِ، لِيَتَرَبَّعَ الخَلِيفَةُ الكُلِّيُّ إِنْسَانُ عَيْنِ الْوُجُودِ عَلَى رَأْسِ الوُجُودِ حِسًّا وَمَعَنًى،صُورَةً وَسُورَةً ،خَلْقًا وَخُلُقًا،حَائِزًا عَلَى ذِرْوَةِ الكَمَالِ،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ. 3 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ في بِسَاطِ الهُوِيَّةِ،حُجُبٌ بِلَا ظُهُورٍ وَلَا دُهُورٍ،جُمِعَتْ بِهَا كُلُّ المُقْتَضَيَاتِ الكَوْنِيَّةِ،فَتَعَرَّفَتِ النُّقْطَةُ النُّورَانِيَّةُ المُتَّصِفَةُ بِالعُبُودِيَّةِ،عَلَى سِرِّ وَ سَيْرِ الْكَائِنَاتِ ﴿وَقِيلَهُ يَارَبِّ إِنَّ هَٰؤُلَاءِقَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ فَلَا يُفَاجِئُهَامَنْ عَصَى الأَمْرَ،وَخَالَفَ الشَّرِيعَةَ وَ أَنْكَر،فَسُلْطَانُ التَّجَلِّي حَاكِمٌ وَلاَمَنَاصَّ مِنْهُ وَلَا مَفَر﴿مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ. 4 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،الَّذِي بَرَقَ نُورُهُ مِنْ مُقْتَضَى الأَحَدِيَّةِ، فَأَخْرَجَ الوُجُودَ مِنَ العَدَمِ، هِي فَجْرُ عَبْدِيَّتِهِ وَنُورُ حَقِيقَتِهِ، وَطَلَعَ صُبْحُهَا فِي بِسَاطِ الهُوِيَّةِ، وَمَكَثَ طَوِيلاً لِيَتَعَرَّفَ عَلَى المُوَافَقَاتِ، وَالمُخَالَفَاتِ الكَوْنِيَّةِ، وَلِيَتَبَيَّنَ لَهُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ، فِي دَيْجُورِ حُجُبِهَا، وَأَشْرَقَتْ شَمْسُ ضُحَاهُ فِي بِسَاطِ الأُلُوهِيَّةِ،وَطَالَ مُكُثُوهُ فِيهِ يَنْتَظِرُ الفَيْضَةَ القُرْءَانِيَّةَ ﴿بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا القُرْءَآنَ وَإِن كُنْتَ مِن قَبْلِهِ﴾ فَكَانَ الإِصْطِحَابُ مَعَ مَيَازِبِ الذَّاتِ العَلِيَّةِ، وَمَعَ الإِسْتِمْدَادَاتِ النُّورَانِيَّةِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
5 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَامُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَ مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ مُخْرِجِ الْكَنْزِيَّةِ الإِلَهِيَّةِ مِنْ بُطُونِهَا الذَّاتِي،وَتَسَتُّرِهَا الصِّفَاتِي” كَانَ رَبُّنَا فِي عَمَاءٍ مَافَوْقَهُ هَوَاءٌ وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ” إِلَى بِسَاطِ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ،وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ،وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا،فَأَقَامَ عَبْدُهُ مَقَامَهُ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ﴾وَأَقَامَ نَفْسَهُ مَقَامَ عَبْدِهِ “يَا ابْنِ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي”فَكَانَ الظُّهُورُمِنْ خَلْفِ حِجَابِ الانْوَارِ،وَ سُرَادِقَاتِ الاسْتَارِ، فَمَا أَدْرَكَتْهُ البَصَائِرُ وَلاَ الابْصَارُ. تَجَلَّى فِيهِ الحَقُّ فَطَلَبَهُ الخَلْقُ،شَاهَدُوهُ وَمَا حَقَّقُوهُ،خَاطَبَهُمْ وَمَاعَقَلُوهُ،نَظَرُوا إِلَيْهِ وَمَا أَبْصَرُوهُ﴿وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾عَرَّفَهُمْ بِخَالِقِهِمْ فَعَرَفُوهُ،كُلٌّ عَلَى قَدْرِ قَابِلِيَّتِهِ وَمَقَامِهِ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾﴿كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
6 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،فِي بِسَاطِ الإِسْمِ الجَامِعِ،دَائِرَةِ الأُلُوهِيَّةِ حَيْثُ تَخَلَّقَتِ النُّقْطَةُ النُّورَانِيَّةُ بِالأَسْمَاءِالإِلَهِيَّةِ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ﴾فَمَعَ الفَيْضَةِ القُرْءَانِيَّةِ وَقَعَ الإِصْطِحَابُ﴿بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْءَآنِ لَايَأْتُونَ بِمِثْلِهِ﴾فَكَانَ النُّزُولُ لِعَالَمَ الفَرْقِيَّاتِ لِإِظْهَارِ الْمُقْتَضَيَاتِ.فَلَا يَمُرُّ عَصْرٌ مِنَ الاعْصَارِ إِلاَّ وَيُظْهِرُ اللهُ شَيْئًا مِنْ مُعْجِزَاتِ القُرْءَانِ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾مِنْهَا مَا هُوَ حِسِّيٌّ ظَاهِرٌ وَضَّاحٌ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾وَمِنْهُ مَا هُوَ غَيْبِيُّ يُشَاهَدُ بِالبَصِيرِةِ،وَالكَشْفِ الصُّرَّاحِ﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾فَهُوَ الوَاسِطَةُ الكُبْرَى،وَالوَسِيلَةُ العُظْمَى،رَئِيسُ دِيوَانِ الحَضْرَةِ الإِلَهِيَّةِ، وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ. 7 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،فِي بِسَاطِ الرُّبُوبِيَّةِ.الدَّائِرَةُ الشَّامِلَةُ لِكُلِّ الْخَلَائِقِ الْوُجُودِيَّةِ،فَظَهَرَ الحَمْدُ الاوَّلِيُّ فِي مَرْتَبَتِهَا﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ثَنَاءٌ عَلَى الأُلُوهِيَّةِ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَصَدَرَ الِميثَاقُ الأزَلِيُّ بِاسْمِهَا﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ﴾وَالرُّؤْيَا لاَ تَقَعُ إِلاَّ عَلَيْهَا﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾فَهُوَ حَضْرَةُ الحَضَرَاتِ،سَارٍ فِي كُلِّ المَرْتَبَاتِ، فَظَهَرَتْ فِيهِ الذَّخَائِرُ المُحَمَّدِيَّةُ،فَالبَرْزَخُ النُّورَانِي رَبٌّ لِلْعَالَمِ أَيْ مُرَبِّيهِ وَ سَيِّدُهُ، وَوَلِيُّ نِعْمَتِهِ ” أُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُوتِيتُ مَفَاتِحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي”” إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَخَازِنٌ وَاللهُ يُعْطِي “وَعَبْدٌ للهِ. لَهُ وِجْهَةٌ حَقِّيَّةٌ مِنْ مُقْتَضَى الأَحَدِيَّةِ وَوِجْهَةٌخَلْقِيَّةٌ مِنْ مُقْتَضَى الأَسْمَاءِ التَّشَاجُرِيَّةِ، فَتَبَايَنَتِ المَرَاتِبُ،وَتَمَيَّزَتِ المَشَارِبُ. فَافْهَم الخِطَابَ تَكُونُ مِنْ أُولِي الأَلْبَابِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
8 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي لَبِسَ حُلَلَ أَسْمَاءِ الرُّبُوبِيَّةِ،مِنْ جِهَةِ مَرْتَبَتِهِ الحَقِّيَّةِ، أَمَّا مِنْ جِهَةِ بَشَرِيَّتِهِ فَهُوَ مُتَّصِفٌ بِالعُبُودِيَّةِ.وَ وَرَدَ الإِسْمُ نَكِرَةً حُكْمُهُ تَابِعٌ إِلَى مَا اِقْتَضَتْهُ مَرْتَبَةُ المُضَافِ إِلَيْهِ﴿رَّبِّ العَالَـمِينَ﴾﴿وَهُوَ رَّبُّ كُلِّ شَيءٍ﴾﴿رَّبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ﴾﴿رَّبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾﴿إِنِّي أَنَا رّبُّكَ﴾﴿وَرَبُّكَ الغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ﴾ ﴿وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ﴾فَقَيَّدَتْهُ الَمرْتَبَةُ،وَأَخْرَجَتْهُ مِنَ الإِطْلاَقِيَّةِ، رَحْمَةً بِالبَرِيَّةِ،وَتَرَبَّعَ عَلَى بِسَاطِ الطَـــلَبَاتِ وَالنَّفَحَاتِ،دَائِمَ التَّجَلِّيَّاتِ﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ﴾وَ تَعَلَّقَتْ بِهِ بَرَازِيخُ الوَحْيِّ الأَوَّلِيَّةِ ﴿النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ﴾وَاتَّصَلَتْ أَوَّلُ الدَّوَائِرِ بِآخِرِهَافَحَازَ عَلَى الحَمْدِ الأَوَّلِي وَالِميثَاقِ الازَلِي،وَالُمشَاهَدَةِ العِيَّانِيَّةِ فِي الجَنَّاتِ الجَزَائِيَّةِ،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
9 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ فِي الوَاحِدِيَّةِ،دَائِرَةِ القَالَبِ الاحْمَدِي،وَالشَّكْلِ المُحَمَّدِي،فَكُلُّ مَنْ وُضِعَ عَلَى القَالَبِ صَحَّتْ لَهُ الحَيَاةُ الدُّنْيَوِيَّةُ.هُوَ بِسَاطٌ تَسَاوَتْ فِيهِ المُقْتَضَيَاتِ الاسْمَائِيَّةُ،فَالضَّارُ هُوَ النَّافِعُ ،وَالُمعْطِي هُوَ الَمانِعُ .كَثْرَةٌ فِي عَيْنِ الوَحْدَةِ،وَ وَحْدَةٌ فِي عَيْنِ الكَثْرَةِ. هِيَ مَقَامُ الجَمْعِ، وَبِدَايَةُ الإعْدَادَتِ،وَ مَرْكَزُ الإِضَافَاتِ. فَالوَاحِدُ أُسُّ الأَعْدَادِ وَبَاطِنُهَا،لَهُ أحَدِيَّةٌ عَدَدِيَّةٌ، وَلَهُ الْفَرْدَانِيَّةُ وَالأَوَّلِيَّةُ وَالآخِرِيَّةُ.تَلَوَّنَ عَنِ الابْصَارِ وَالبَصَائِرِ،فَكَمْ لَهُ مِنْ غَارِبٍ وَشَارِقٍ،وَصَامِتٍ وَنَاطِقٍ،وَرَاتِقٍ وَفَاتِقٍ، وَرَطْبٍ وَيَابِسٍ،وَأَدْوَارٍ وَ أَكْوَارٍ،وَتَكَثُّرَاتٍ وَآثَارٍ،أَخْفَى سِرَّ الوَاحِدِ فِي الوَاحِدِ، وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
10 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،الَّذِي أَسْبَغَتْ عَلَيْهِ الأَسْمَاءُ الإِلَهِيَّةُ أَوَصَافَ الرُّبُوبِيَّةِ “مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآى الحَقَّ”.وَ بِسَاطُ الرُّبُوبِيَّةِ هُوَ الَّذِي رَتَّبَ الَمخْلُوقَاتِ،تَرْتِيباً مُحْكَماً وِفْقَ الإِرَادَةِ الإِلَهِيَّةِ،وَدَفَعَهُمْ إِلَى الوَاحِدِيَّةِ،حَتَّى يَصِلَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ مُقَدَّرٌ لَهُ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾وَمَنْ تَكَفَّلَ بِهِ بِسَاطَا الرُّبُوبِيَّةِ وَالوَاحِدِيَّةِ،يَصِيرُ شَيْئاً مَذْكُوراً﴿هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
11 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَاوَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ في بِسَاطِ الرَّحْمَانِيَّةِ،نَقِيبِ الأَسْمَاءِ الإِلَهِيَّةِ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ﴾فَاحْتَضَنَ التَّرْجَمَةَ القُرْءَانِيَّةَ ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾هُوَ بِسَاطٌ مُشْتَرَكٌ،جَامِعٌ لِكُلِّ المَظَاهِرِ الوُجُودِيَّةِ،وَالحَقَائِقِ الكُلِّيَّةِ وَالجُزْئِيَّةِ،الحَقِّيَّةِ وَالخَلْقِيَّةِ،بِمَا فِي ذَلِكَ الحُروفُ الهِجَائِيَّةُ﴿الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْءَانٍ مُّبِينٍ﴾﴿طَسِ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْءَانِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ﴾فَكُلُّ شَيْءٍ فِي الرَّحْمَانِيَّةِ مُسَطَّرٌ،بِالمَشِيئَةِ الإِلَهِيَّةِ مُسَيَّرٌ،بِالنُّبُوَّةِ مُيَسَّرٌ، قَدَّرَ المَقَادِيرَ،وَ وَضَعَ المَوَازِينَ،فَمَنْ سَأَلَ فَمَاخَرَجَ مِنَ القَضَاءِ، وَمَنْ تَرَكَ السُّؤَالَ فَمَا خَرَجَ مِنَ القَضَاءِ،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
12 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الَمرْسُولُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ قَبْلَ خَلْقِ العَالَمِينَ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾”رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي” مَرْتَبَةٌ خُصَّتْ بِالإِسْتِوَائِيَّةِ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى﴾وَرُسِمَتْ بِالحَذْفِيَّةِ،لِتَشْمَلَ كُلَّ المَخْلُوقَاتِ النُّورَانِيَّةِ، وَالنَّارِيَّةِ، وَالتُّرَابِيَّةِ،وَوَرَدَ مُعَرَّفَا بِالأَحْمَدِيَّةِ وَالمُحَمَّدِيَّةِ،وَلَوْ زَالَتَا عَنْهُ،لَدَخَلَهُ التَّنْكِيرُ، وَجَذَبَتْهُ الاضَافَةُ،وَسَلَبَتْهُ الإِسْتِضَافَةَ، فَالرَّحِيمُ لَهُ السُّورَةُ وَٱلرَّحۡمَٰنُ لَهُ الصُّورَةُ “خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَةِ ٱلرَّحۡمَٰنِ”صُورَةِ الحَضْرَةِ الاسْمَائِيَّةِ. فَالْحَقُّ تَعَالَى، خَالِقٌ لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ مَخْلُوقٍ،وَ رَازِقٌ،لَابُدَّ لَهُ مِنْ مَرْزُوقٍ،وَقَادِرٌ لَابُدَّ لَهُ مِنْ مَقْدُورٍ، وصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
13 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ فِي بِسَاطِ الرَّحِيمِيَّةِ﴿تَنْزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَـنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإِنْسَانَ﴾رَحِيمٌ بَيْنَ رَحْمَانَيْنِ، وَمُسْلِمٌ بَيْنَ بِسَاطَيْنِ, وَكُلُّ دَاخِلٍ تَحْتَ الإِحَاطَةِ فَهُوَ مُحَجَّرٌ وَمُتَنَاهٍ،فَلَا غِنًى لِلرَّحِيمِيَّةِ عَنْ بِسَاطِ الرَّحْمَانِيَّةِ،إِذْ مِنْهُ تَنْتَخِبُ أَهْلَهَا الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ الهِدَايَةُ الرَّبَّانِيَّةُ، وَالعِنَايَةُ المُحَمَّدِيَّةُ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
14 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَامُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَاوَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ العَقْلُ الاوَّلُ الَّذِي أَمَدَّ كُلَّ العُقُولِ،كَنْزُ العِلْمِ وَخَزَائنُ المَعْلُومِ، مِشْكَاةُ الإِدْرَاكَاتِ وَالفُهُومِ،مِنْ عُلُومِهِ إِسْتَمَدَّتِ العَنْكَبُوتُ نَسِيجَهَا،وَأَنْتَجَتْ أُخْرَى حَرِيرَهَا،وَالنَّحْلَةُ شَرَابَهَا،وَأَحَاطَ الهُدْهُدُ بِعَظِيمِ جَيْشِهَا وَعَزِيزِ مُلْكِهَا، وَهَاجَرَ طَائِرٌ مِنْ مَشَارِقِ الارْضِ إِلَى مَغَارِبِهَا﴿هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ﴾فَالتَّجَلِّيَّاتُ الأَوَّلِيَّةُ أَبْرَزَتْ مَخْلُوقَاتٍ، أَعْجَزَتْ بِسُلُوكِهَا البَشَرِيَّةَ أَبْدَ الدَّهْرِيَّةِ “أَوَّلُ مَاخَلَقَ اللهُ العَقْلَ”فَلَهُ الاوَّلِيَّةُ وَرُتْبَةُ الفَاعِلِيَّةُ،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
15 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ القَلَمُ الاعْلَى،الَّذِي كُتِبَ بِهِ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ،وَالقَدَرُ النَّاطِقُ الصَّادِقُ، وَلِكُلِّ مَرْتُوقٍ فَاتِقٌ. أَبْرَزَ الكَائِنَاتِ مِنْ وُجُودٍ عِلْمِيِّ إِلَى وُجُودٍ عَيْنِيّ ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾فَالحَقَائِقُ فِي حَالِ عَدَمِهَا لَهُ مَشْهُودَةٌ، وَقَبْلَ نَشْأَتِهَا لَهُ مَعْلُومَةٌ﴿أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا﴾ عَلِمَ الاشْيَاءَ قَبْلَ وُجُودِهَا،ثُمَّ أَوْجَدَهَا عَلَى وِفْقِ مَا قَدَّرَهُ لَهَا﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾فَلَمْ يَزَلْ عَالِماً بِالأَشْيَاءِ،وَلَمْ يَتَجَدَّدُ لَهُ عِلْمٌ عِنْدَ تَجَدُّدِهَا ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ﴾خَزَائِنُ الاَسْمَاءِ ،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
16 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي مَعْرِفَةُ اليَسِيرِ مِنْ مَرَاتِبِ نُبُوَّتِهِ،وَ مِنْ أَسْرَارِ خِلاَفَتِهِ،يُيَسِّرُ العُرُوجَ الرُّوحَانِي،وَالتَّرَقِي العِرْفَانِي،فَتُصْبِحُ فَرْدَانِيَّ زَمَانِكَ،وَوَحْدَانِيَّ عَصْرِكَ،وَمَحَلَّ اِسْتِقْرَارِ الصِّفَةِ فِي وُجْدَانِكَ،مِنَ الاحَادِيِّينَ فِي الارْضِ وَ مِنَ الكَثِيبِيِّينَ يَوْمَ العَرْضِ، وَيَضَعُ لَكَ القَبُولَ فِي الارْضِ”إِنَّ اللهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْداً أَمَرَ جِبْرِيلَ وَالمَلاَئِكَةَ بِحُبِّهِ فَيُحِبُّوهُ” فَمَنْ عَرَفَ حَقِيقَةَ مَرْتَبَتِهِ أَحَبَّهُ.وَالظَّاهِرُ مَحْذُوفٌ فَلاَ تَغْتَرَّ بِهِ، وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
17 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،الأَحَدِيِّ الفَرْدَانِيِّ.فَالأَحَدِيَّةُ مَحْتِدُّهُ،وَ الفَرْدَانِيَّةُ تَطْلُبُهُ، وَ الكَوْنُ وَأَهْلَهُ فِي مَرْتَبَةِ الشَّفْعِيَّةِ،وَ الوَحْدَانِيَّةُ تُمَيِّزُهُ لِصِفَاتِهِ الرَّبَّانِيَّةِ،وَ الوَاحِدِيَّةُ عَدَّادٌ جَمْعيٌ لِكَثْرَةِ تَجَلِّيَّاتِهِ الرَّحْمُوتِيَّةِ،فَلَا تِكْرَارَ فِي الوُجُودِ، وَ إِنْ ظَهَرَفِي الشُّهُودِ لِلْوُسْعِ الإِلَهِي﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
18 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،الفَاتِحِ لِمَرَاتِبِ الوُجُودِ وَالمُرَاقِبِ لَهَا،وَالحَاضِرِ فِي التَّجَلِّيَّاتِ وَالمُدْخِلِ الرَّحْمَةِ عَلَيْهَا،وَالمُظْهِرِ لِمُقْتَضَيَاتِهَا. فَالحَقُّ تَعَالَى مَا أَوَجَدَ مَرْتَبَةً مِنَ المَرَاتِبِ، وَلَا حَقِيقَةً مِنَ الحَقَائِقِ إِلاَّ فِي مَكَانِهَا الَّذِي يَنْبَغِي لَهَا فَلَا أَكْمَلَ مِنْ هَذَا الوُجُودِ.* وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلجَاءَ بِقَوْمٍ غَيْرِكُمْ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ* فَهُوَ الرَّحْمَةُ الُمهْدَاةُ الَّتِي سَبَقَتِ الغَضَبَ،وَعَمَّ اللُّطْفُ كُلَّ الرُّتَبِ وَصَحْبِهِ وسلم.
19 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي اِصْطَحَبَ مَعَ الاَسْمَاءِ الحُسْنَى،والصِّفَاتِ العُلاَ فَلَا تَجَلٍ إِلاَّ عَبْرَ وَسَاطَتِهِ وَلَا ظُهُورَ لِمُقْتَضَى إِلاَّعَبْرَ قَهْرَمَانِيَّتِهِ.فَكُلُّ ذِي نَفْعٍ عَيْنٌ مِنْ أَعْيَانِ النَّافِعِ، وَكُلَّ ذِي عَطَاءٍ عَيْنٌ مِنْ أَعْيَانِ الُمعْطِي، وَقِسْ عَلَى هَذَا بَاقِي الأَسْمَاءِ. فَلَا حَقِيقَةَ إِلاَّمِنَ اللهِ صَدَرَتْ،وَلَا وُجُودَ لِعَيْنٍ مِنَ الْأعْيَانِ إلاَّمِنْ عِنْدِ اللهِ ظَهَرَتْ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾﴿قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
20 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ سِرِّ ﴿قِيلَ﴾وَ﴿قُلْ﴾ وَ﴿قَ﴾ وَ﴿ن﴾وَ﴿كُنْ فَيَكُونْ﴾ وَكُنْ عِبَارَةٌ عَنْ تَجَلٍ مُجْمَلٍ ،فَكَافُهَا اشَارَةٌ إِلَى الدَّوَائِرِ الكَوْنِيَّةِ،فَالأَحْمَدِيَّةُ تَكَفَّلَتْ بِعِشْرِينَ مِنْهَا وبِتَفَاصِيلِ الأَقْوَالِ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾وَنَظِيرُهَا لِلْمُحَمَّدِيَّةِ و تَكَفَّلَتْ بِتَفَاصِيلِ الأَفْعَالِ﴿وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ وَالسَّبْعُونَ حِجَابًا حَاجِزاً دُونَ إِدْرَاكِ البُطونِ الذَّاتِي المُسْتَهْلَكَ فِيهِ الاَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ الإِلَهِيَّةِ وَ” نُونُهَا ” تُشِيرُ إِلَى البَرْمَجَةِ الأَوَّلِيَّةِ،أَيّْ إِلَى القُرْءَانِ دُسْتُورِ الوُجُودِ.فَلَا يَظْهَرُ شَيْءٌ إِلاَّ بِتَقْديرٍ تَابِعٍ لِلرَّحْمَانِيَّةِ،وَتَرْتِيبٍ زَمَانِيٍّ خَاضِعٍ لِلْقَيُّومِيَّةِ ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
21 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ المُصْطَحَبِ مَعَ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ،وَالحَاضِرَ فِي كُلِّ التَّجَلِّيَّاتِ،فَمَا مَنْ شَيْءٍ فِي الوُجُودِ إِلَّا وَلَهُ مَرْتَبَةٌ تَرْجِعُ بِهِ إِلَى مُقْتَضَى اِسْمٍ إلَهِيٍّ مِنْهُ مَدَدَهُ. وَجَمَالٌ كُلِّ شَيْءٍ بِمَرْتَبَتِهِ لَا بِصُورَتِهِ. وَمَا ثَمَّ أَشْرَفُ مِنَ الأَسْمَاءِ الإِلَهِيَّةِ. فَمَا فِي عَالَمَيِّ المُلْكِ وَ الـمَلَكُوتِ إِلَّا الجَمَالُ﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّـقَــواْ مَاذَا أَنــزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً﴾ ﴿صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً﴾أَيْ كَمَالُهُ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ،فَمَا فِي العَالَمِ نَقْصٌ أَصْلاً،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
22 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الُمنَزَّلِ عَلَيْهِ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾فَكُلُّ صَلَاَةٍ تُثْنِي عَلَى المُحَمَّدِيَّةِ بالأَحْمَدِيَّةِ،إِلَّا وَهِي مُبَايَعَةٌ لَهُ،تَحْتَ تَشَاجُرِ الأَسْمَاءِ الإلَهِيَّةِ،تُظْهِرُ المُقْتَضَيَاتِ القُرْءَانِيَّةِ،وَالتَّطَوُّرَاتِ العِلْمِيَّةِ، لِكَيْ لَا يَتَعَطَّلَ سَيْرُ الدَّوَائِرِ الكَوْنِيَّةِ،وَلِتَتَحَقَّقَ لَهَا الإِسْتِمْرَارِيةُ،حَسَبَ مَا هُوَ مُقَدَّرٌ فِي بِسَاطِ الرَّحْمَانِيَّةِ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾وَتَمْنَحَ العَارِفِينَ العُلُومَ اللَّدُنِيَّةَ،فَحِينَمَا يُبَارِكُ اللَّهُ فِي النُّقْطَةِ النُّورَانِيَّةِ تَصِلُ البَرَكَةُ إِلَى سَائِرِ الأَكْوَانِ الوُجُودِيَّةِ. وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
23 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،الَّذِي تَلَقَّى الفَيْضَ الُمحَقَّقَ مِنَ الذَّاتِ،لِلذَّاتِ،بِالذَّاتِ فِي الذَّاتِ.فَالأَحَدِيَّةُ ذَاتٌ،وَ الأُلُوهِيَّةُ ذَاتٌ وَالأَسْمَاءُ الإِلَهِيَّةُ ذَاتٌ،وَالنُّبُوَّةُ ذَاتٌ.أَمَّا الذَّاتُ الإِلَهِيَّةُ فَوَرَاءَ كُلِّ ذَلِكَ لَا مَعْبُودَةٌ وَلَا مَشْهُودَةٌ، وَلاَ تُدْرَكُ بِمَفْهُومِ عِبَارَةٍ،وَلَا تُعْلَمُ بِمَعْلُومِ إشَارَةٍ: تَفَكَّرُوا فِي آ لَاءِ اللهِ وَلَا تَفَكَّرُوا فِي ذَاتِ اللهِ” فَنَحْنُ إِلَى آلَاءِ نَصِلْ،وَبِحَقَائِقِ مُقْتَضَيَاتِ الأَسْمَاءِ نَتَّصِلْ،وَالتَّجَلِّيَّاتِ زَادُنَا وَعَنْهَا لَا نَنْفَصِلْ.فَطَلَبُ العِلْمِ بِهَا،لَا يُوصِلُكَ إِلَّا لِعِزَّتِهَا﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ الأَحَادِيِّينَ.الَّذِينَ نَزَّهُوهُ عَنِ الصِّفَةِ وَالنَّعْتِ،وَعَنِ الزَّمَانِ وَالجِهَاتِ السِّتِّ، وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
24 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي اصْطَحَبَ فِي بِسَاطِ الأُلُوهِيَّةِ مَعَ الفَيْضَةِ القُرْءَانِيَّةِ وَمَعَ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ،فَهُوَ بِسَاطٌ حِجَابٌ لِلذَّاتِ،الَّتِي اِحْتَفَظَتْ بِغِنَاهَا المُطْلَقِ وَبِوُجُودِهَا الوَاجِبِ المُحَقَّقِ،فَلَا يَقَعُ عَلَيْهَا اِسْمٌ، وَلَا صِفَةٌ،وَلَا نَعْتٌ،وَلاَيَصِحُّ فِي حَقِّهَا سِوَى صِفَاتُ السَّلْبِ أَمَّا الْأَوْصَافُ الثُّبُوتِيَّةُ(1) فَتَتَعَلَّقُ بِمَرْتَبَةِ الأُلُوهِيَّةِ.وَمَنْ تَوَقَّفَ وَصْفُهُ عَلَى شَيْءٍ كَانَ مُفْتَقِرًا لِذَلِكَ الشَّيْءِ،فَالإِسْمُ لَا يُوصِلُ إِلَى الذَّاتِ،وَإِنْ كَانَ يَدُلُّ عَلَيْهَا،وَهُوَ نَفْسُهُ سِتْرٌ وَحِجَابٌ.خَلَقَ الْعَرْشَ لَا مَكَانَا لِذَاتِهِ،إِنَّمَا لإِظْهَارِ حِكَمِهِ وَأَحْكَامِهِ. فَالْعَارِفُ بِاللهِ،هُوَ الْعَارِفُ بِمَا اِقْتَضَتْهُ مَرْتَبَةُ الاِصْطِحَابِ، وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
25 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَاسِطَةِ التَّجَلِّيَّاتِ، المُظْهِرِ لِلْمُقْتَضَيَاتِ. فَالتَّجَلِّي يَدُلُّ عَلَى الغِنَى المُطْلَقِ للهِ وَيُظْهِرُ المُقْتَضَى، وَالمُقْتَضَى يَطْلُبُ التَّجَلِّي حِينَ يَصِلُ إِبَّانُهُ،وَلَا تَجَلٍ بِالأَحَدِيَّةِ فَضْلًا عَنِ الذَّاتِ الإِلَهِيَّةِ. فَخُذْ مَا حَقَّقْتَ وَدَعْ عَنْكَ شَيْئًا سَمِعَتْ بِهِ،فَفِي طَلْعَةِ البَدْرِ مَايُغْنِيكَ عَنْ زُحَلٍ. وَكُنْ شَارِبًا بِكَأْسَيْنِ نَاظِرًا بِعَيْنَيْنِ،مُسْتَمِدًامِنْ بَرْزَخَيْنِ. وَصَحْبِهِ وَسَلِّم
26 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي فَلَقْتَهُ مِنْ نُورِ أَحَدِيَّتِكَ وَجَعَلْتَهُ قَادِراً عَلَى التَّخَلُّقُ وَالتَّحَقُّقِ بِصَفَاتِكَ وَأَسْمَائِكَ وَتَبْلِيغِ رِسَالَاتِكَ،وَحَمْلِ أَسْرَارِ خِلاَفَتِكَ قَبْلَ وُجُودِ خَلْقِكِ. فَطَلْسَمْتَهُ فِي البَسْمَلَةِ،وَ سَتَرْتَهَا بِسِرِّ القَدَرِ،فَمَا عُثِرَ لَهَا عَلَى أثَرٍ.أَمَدَّتِ الأَكْوَانَ وهَيْمنَتِ عَلَى كُلِّ المَرَاتِبِ وَالأَزْمَانِ،غَابَتْ عَنْ أَهْلِ الدَّوَائِرِ وَلَمْ يُفْتَحُ لِأَحَدٍ فِيهَا إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ وَالعِرْفَانِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ
27 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي اِصْطَحَبَ مَعَ الأَسْمَاءِ الإِلَهِيَّةِ،وَمَعَ الفَيْضَةِ القُرْءَانِيَّةِ،فَأَعْطَى الاِنْطِلَاقَةَ لِلدَّوَائِرِ الكَوْنِيَّةِ، وَلِظُهُورِ المُقْتَضَيَاتِ الوُجُودِيَّةِ،وَإِطْفَاءِ عَدْلَ مَا اِقْتَضَتْهُ مَيَازِبُ الذَّاتِ العَلِيَّةِ.فَلَبِسَ حُلَلَ اِسْمِ الأُلُوهِيَّةِ الجَامِعِ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ﴾فَهُوَ الرَّحْمَةُ الُمهْدَاةُ لِلْخَلاَئِقِ أَجْمَعِينَ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾وَ ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾تَقَدَّسَتْ حَقِيقَتُهُ، وَتَنَزَّهَتْ عَنْ صِفَاتِ النَّقْصِ تَنْزِيهًا ذَاتِيًّا وَصِفَاتِيًّا،وَ سَلِمَتْ حَقَائِقُ الوُجُودِ بِهِ مِنَ العَدَمِ،وَ اِكْتَسَبَتْ اسْتِمْرَارِيَتَهَا،وَمِنْ فَيْضِ نُبُوَّتِهِ نَالَتِ الكَرَمَ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾فآمِنَتِ الكَائِنَاتُ مِنَ العَاهَاتِ وَمِمَّا لَا تَقْتَضِيهِ نَشْأَتُهَا مِنَ الاسْتِعْدَادَاتِ “كُلٌّ مُيَسِّرٌ لَمَا خُلِقَ لَهُ” فَهُوَ المَلِكُ المَالِكُ،بِيَدِهِ القَضَاءُ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
28 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،الَّذِي اصْطَحَبَ مَعَ مَيَازِيبِ الذَّاتِ العَلِيَّةِ،وَمَعَ الفَيْضَةِ القُرْءَانِيَّةِ،فَبَيَّنَ كَيْفَ نُسِجَتِ الدَّوَائِرُ الكَوْنِيَّةُ حَسَبَ المُقْتَضَيَاتِ الاسْمَائِيَّةِ فَاصْطَحَبَ بِاسْمِهِ تَعَالى العَزِيزِ﴿وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُومِنِينَ﴾فَكَانَتْ حَاجِزًا دُونَ مَعْرِفَتِهِ،وَحَائِلًا دُونَ الوُصُولِ إِلَى كُنْهِ حَقِيقَتِهِ، فَتَخلَّقَ بِالقُرْءَانِ، وَبِأَسْمَاءِ الرَّحْمَانِ،وَصَارَ اِسْمُهُ يُنَادَى بِهِ فِي جَوْفِ السَّمَاءِ إِشَارَةً إِلَى الجَمْعِيَّةِ الكُبْرَى وَالمَكَانَةِ العُظْمَى وَإِلَى ﴿قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
29 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَامُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّد،الَّذِي تَحَلَّى بِاسْمِهِ تَعَالَى العَلِيمِ،فَهُوَ ذُو عِلْمٍ وَعَلِيمٍ. وَالعِلْمُ أَشْرَفُ مَا فِي الوُجُودِ وَبِهِ فُضِّلَ ءَادَمُ عَلَى المَلَائِكَةِ وَاِسْتَحَقَّ السُّجُودَ.وَهُوَ أَقْرَبُ الصِّفَاتِ إِلَى الحَيَاةِ﴿أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾وَلَهُ سِعَةُ الرَّحْمَةِ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾ فَالمَوْجُودَاتُ تَخْرُجُ لِلوُجُودِ وِفْقَ الإِرَادَةِ الإِلَهِيَّةِ، مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ وَلَا سَبَبٍ، حَسَبَ مَا اقْتَضَاهُ العِلْمُ،مِنَ العَدَمِ المَحْضِ إِلَى الوُجُودِ المَحْضِ .وَمَنْ أُوتِيَ عُلُومَ الأَوَّلِينَ وَالآخَرِينَ،وَ وُضِعَتْ مَفَاتِحُ خَزَائِنِ الأَرْضِ فِي يَدَيْهِ،حَصَلَ عِنْدَهُ العِلْمُ بِكُلِّ شَيْءٍ “سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ “وَ يَكُونُ حَاضَرًا فِي الوُجُودِ،وَيَفْتَحُ جَمِيعَ أَقْفَالِ الوُجُودِ،وَكُلُّ خَلِيفَةٍ لَا يَنْفُذُ حُكْمُهُ فِي المُلْكِ فَلَيْسَ بِخَلِيفَةٍ،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ
30 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍالَّذِي نَزَلَ مِنْ بُطْنَانِ العَرْشِ الغَيْبِيِّ إِلَى الاصْطِحَابِ،فَكَانَ رَحْمَةً لِلْخَلَائِقِ وَدَلِيلَهُمْ عَلَى الخَالِقِ،عَفُوٌ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ﴾غَفُورٌ﴿وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ﴾مَاحِي، حَاشِرٌ،هُوَ الرُّوحُ الكُلِّيَّةُ الَّتِي اِتَّقَدَتْ مِنْهَا جَمِيعُ السُّرُجِ الكَوْنِيَّةِ.هُوَ الشَّاهِدُ وَ المَشْهُودُ،وَ الوَاحِدُ المُتَجَلِّي فِي مَرَاتِبِ الوُجُودِ.هَيْمَنَ عَلَى عَالَمِ اللَّاهُوتِ بِصِفَتِهِ فَكَانَ شَاهِدًا﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا﴾ وصُوِّرَتِ الخَلاَئِقُ عَلَى قَالَبِهِ﴿وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ فَكَانَ شَهِيدًاعَلَى مَنْ سَبَقَ ،وَعَلَى مَنْ لَحِقَ ﴿وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ﴾فَهُوَ الخَلِيفَةُ،وَعَلَى عِلْمٍ بِأُمُورِ الخَلِيقَةِ،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
31 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،البَارِزِ مِنْ بُطْنَانِ الأَزَلِ، وَ لَيْلِ العَتَمِ،خَلَقَهُ مِنْ نُورِ الأَحَدِيَّةِ عَلَى وِفْقِ الإِرَادَةِ الازَلِيَّةِ،وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَأَحْمَدًا. نُبُوَّةٌ مُحَمَّدِيَّةٌ ،وَ رِسَالَةٌ أَحْمَدِيَّةٌ.فَكَانَ الاصْطِحَابُ،وفُتِحَتْ لِلدَّوَائِرِ الأَبْوَابُ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا زُلْزِلَتِ الاَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الاَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾فَظُهُورُ المُقْتَضَيَاتِ مَنُوطٌ بِالفَيْضَةِ القُرْءَانِيَّةِ والتَّغَزُلاَتِ الأَحْمَدِيَّةِ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ فَازْدَادَتْ حَرَارَةُ التَّجَلِّيَّاتِ، وَ تَكَاثَرَتِ الكَائِنَاتُ، وَظَهَرَتِ الإِبْدَاعَاتُ، وَالاِخْتِرَاعَاتُ ﴿فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
32 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي أُرْسِلَ بَرْزَخاً نُورَانِيًّا هَادِيًّا﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ﴾فَهُوَ الهَادِي وَعَيْنُ الهِدَايَةِ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ ﴾وَ هُوَ الرَّقِيبُ إِذْ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَعْمَالُ أُمَّتِهِ.ظَهَرَ بِوِجْهَتَيْنِ،لِيُنَاسِبَ الحَضْرَتَيْنِ فَفِي وِجْهَتِهِ الخَلْقِيَّةِ ظَهَرَ مِنْ جِنْسِ مَنْ اِسْتُخْلِفَ عَلَيْهِمْ،فَحَارُوا بَيْنَ نُورَانِيَّتِهِ وَ مُتَطَلَبَاتِ بَشَرِيَّتِهِ، فَشَكَّكُوا فِي حَقِيقَتِهِ،وَلَمْ يُقِرُّوا بِأَنَّهُ هُوَ المُرَادُ المَقْصُودُ،وَالحَقُّ المَشْهُودُ. فَاللهُ تَعَالَى لَمْ يُوجِدِ الوُجُودَ لِحَاجَةٍ لَهُ بِهِ، إِنَّمَا لإِظْهَارِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ.فَأَوْجَدَ النِّسْبَةَ أَوَّلاً، ثُمَّ أَوْجَدَهُمْ لِيَعْرِفُوهُ بِهَا.فَهِيَ نَائِبَةٌ عَنِ الحَقِّ فِي الظُّهُورِ.هِيَ وَجْهُ اللهِ المَشْهُودِ،فِي ذَرَّاتِ الوُجُودِ ﴿فَأَينَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجهُ ٱللَّهِ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
33 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الوَاحِدِ فِي مَرْتَبَتِهِ،الوَحْدَانِيِّ فِي صِفَاتِهِ،الخُصُوصِيِّ فِي فَرْدَانِيَّتِهِ،الفَانِي فِي مَحْبُوبِيَّتِهِ،المُسْتَهْلِكِ فِي عُبُودِيَّتِهِ وَالُمتَسَرْمِدِ فِي أَحْكَامِ وَحِكَمِ رَحْمَانِيَّتِهِ، هُوَ الفَاعِلُ وَمَنْ سِوَاهُ فِعْلٌ، رَتَّبَ البَسَائِطَ الأَوَّلِيَّةَ،وِفْقَ مَيَازِبِ الذَّاتِ العَلِيَّةِ،فَلَا يَظْهَرُ فِي الكَوْنِ إِلاَّ سِرُّ مُقْتَضَيَاتِهَا بَعْدَ تَجَلِّي الحَقِّ فِيهَا. هُوَ آدَمُ لِآدَمَ،فَعَلَّمَهُ الأَسْمَاءَ،وَكَانَ مَعَ نُوحٍ فِي الفُلْكِ حِينَ غَمَرَهَا المَاءُ،وَمَعَ إِبْرَاهِيمَ حِينَ سَأَلَ عَنْ سِرِّ القَدَرِ وَالقَضَاءِ،وَخُوطِبَ مُوسَى بِإِنِيَّتَيْنِ الأُولَى غَيْبٌ وَالثَّانِيَةُ عَمَاءٌ.أَخَذَ دَاوُودُ مِنْ كُهُوفِ ذَاتِهِ دَالَيْنِ،فأَوَّبَتْ مَعَهُ الجِبَالُ وَالطَّيْرُ،وَلاَنَ لَهُ الحَدِيدُ بِلَا نَارٍ وَلَا ضَيْرْ. وَسَالَتْ لِسُلَيْمَانَ عَيْنُ القِطْرِ،وَرِيحٌ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَ رَوَاحُهَا شَهْرٌ.وَظَهَرَ عِيسَى بِرُبُوبِيَّةِ الخَلْقِ وَالجَعْلِ،وَاِسْتَغْنَى عَنِ الأَبِ، وَ مَرْيَمُ عَنِ البَعْلِ.وَكَانَ﴿قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ﴾فَعَمَّ الهَنَا،ورُفِعَ العَنَا،وَرَجَعَ لَنَا،مُحَمَّدًاأَحْمَدًا،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
34 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ أَنِيَّةِ الهُوِيَّةِ،وَ مَاهِيَّةِ الأَنِيَّةِ،فَهُوَ بَرْزَخٌ فَاصِلٌ بَيْنَ قَوْسَيْ الحَقَّانِيَّةِ وَ العُبُودِيَّةِ،السَّادِلُ حُجُبَ الأَسْتَارِ عَنِ الذَّاتِ،فَلَا تُدْرِكُهَا الابْصَارُ،وَلَا تَصِلُهَا الأَفْكَارُ،إِنَّمَا يُرَى نَبِيُّهُ وَيُسْمَعُ مِنْهُ”مَنْ رَآنِي فَقَدَ رَآى الحَقَّ” لِأَنَّ مَحْتِدُّهُ الأَحَدِيَّةُ، وَبَاقِي الخَلَائِقِ مِنْ مُقْتَضَى الأَسْمَاءِ التَّشَاجُرِيَّةِ فَتَرْجَمَ القُرْءَانَ وَظَهَرَتْ بِهِ أَسْرَارٌ رَبَّانِيَّةٌ لَا تَسْتَطِيعَ حَمْلَهَا العَرَبِيَّةُ﴿الٓمٓ﴾﴿الٓمٓصٓ﴾﴿الٓر﴾﴿الٓمٓر﴾﴿كٓهيعٓصٓ﴾ ﴿طَهَ﴾﴿طسٓمٓ﴾﴿طسٓ﴾﴿يَسٓ﴾﴿صٓ﴾﴿حمٓ﴾﴿حمٓ عٓسٓقٓ﴾﴿قٓ﴾﴿نٓ﴾وَلاَ يُحَاطُ بِأَسْرَارِهَا إِلاَّ بِالتَّقْوَى وَ إِخْلاَصِ العُبُودِيَّةِ﴿وَاتَّقُواْ اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
35 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ نُورِ المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ،وَسِرِّ غَيْبِ أَسْرَارِ الجَبَرُوتِ.الظَّاهِرِ لِلنَّاسُوتِ بِالنَّاسُوتِ،وَالبَاطِنِ بِمَيازِبِ الذَّاتِ لِلاَّهُوتِ،قَهْرَمَانُ التَّجَلِّيَّاتِ،وَ وَجْهُ اللهِ الَمشْهُودِ فِي سُرَادِقَاتِ المُقْتَضَيَاتِ.صَاحِبِ الآيَاتِ الكُبْرَى، وَسِرِّ الصَّلَاةِ الوُسْطَى. تَجَاوَزَتْ نُبُوَّتُهُ النُّبُوَاتِ، وَنَعْلُهُ الشَّرِيفُ فَوْقَ كُلِّ الحَضَرَاتِ،عِنْدَ سِدْرَةِ مُنْتَهَى المَقَامَاتِ،فَعُرِجَ بِهِ إِلَى حَيْثُ لَا زَمَانٍ وَلَا مَكَانٍ، وَلَا أَيْنٍ، وَ لَا آنْ ﴿فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
36 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ قُطْبُ رَحَى التَّجَلِّيَّاتِ الإِلَهِيَّةِ،المُسَيِّرَةِ لِلْكَوْنِ بآيَادٍ خَفِيَّةٍ، فَالوُجُودُ كُلُّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى تَقَلُّبَاتِهِ فِي الآيَاتِ القُرْءَانِيَّةِ،وَ ظُهُورِ نُعُوتِهِ الأَحْمَدِيَّةِ،فِي تَغَزُّلاَتٍ عِرْفَانِيَّةٍ، لِأَنَّ التَّشَوُّفَ القَدَرِي لَهُ بَدْءًا وَخَتْمِيَّةً.فَالُمخَاطِبُ الأَوَّلُ هُوَ اللهُ،وَ المُخَاطَبُ الأَوَّلُ هُوَ مُحَمَّدٌ، فَمَا سَمِعُوا مِنْ سِوَاهَا،وَمَا شَاهَدُواغَيْرَهَا﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ﴾أَرَادَ كَشْفَ الغَيْبِ ،لاَ نَفْيَ الرَّيْبِ, فَظَهَرَ لَهُ سِرُّ القَدَرِ فِي الأَثَرِ. تَبَرَّأَ مِنَ الشَّمْسِ،وَالقَمَرِ،وَالكَوْكَبِ الَّذِي البَرْزَخُ الأَحْمَدِي فِيهِمْ تَجَلَّى وَبَطَنَ،لَا بِهِمْ ظَهَرَ، وَسَجَدُوا لِيُوسُفَ فَانْقَلَبَ المَعْبُودُ عَابِدٌ. فَالتَّجَلِّيَّاتُ الأَحْمَدِيَّةُ كَانَتْ سُلْطَانًا لِلأَزْمِنَةِ الَماضِيَّةِ﴿هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
37 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَامُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي سَتَرَتْهُ صِفَتُهُ الرِّسَالِيَّةُ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ﴾﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتِمَ النَّبِيئِينَ﴾﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ،وَالذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ﴾وَأَظْهَرَ ظِلَّهُ بِسَاطُ الحَقِّيَّةِ﴿وَءامَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الحَقُّ ﴾”مَنْ رَآنِي فَقَدَ رَآى الحَقَّ “وَلَا يَقُومُ مَقَامَ الحَقِّ إِلاَّ الحَقُّ،فَلَمْ يُخَاطِبْهُ بِاسْمِهِ إِنَّمَا نَادَاهُ بِصِفَاتِهِ الذَّاتِيَّةِ. لأَنَّ الإِسْتِمْرَارِيَّةَ لِلْوِجْهَةِ الحَقِّيَّةِ لِهَذَا كَانَتْ نُعُوتُهُ الخُصُوصِيَّةُ مَسْتُورَةً فِي الآيَاتِ وَالضَّمَائِرَ القُرْءَانِيَّةِ،فَلَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا إِلاَّ مَنْ حَفَّتْهُ العِنَايَةُ المُحَمَّدِيَّةُ،وَصَاحَبَ خَضِرَ زَمَانِهِ، فَفَتَقَ رَتْقَ سَمَاءِ عِرْفَانِهِ مِنْ أَرْضِ ظُلْمَةِ جِسْمَانِيَّتِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
38 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي حَقَائِقُ نُبُوَّتِهِ تُوَرَّثُ،وَتُرْفَعُ مَقَامَاتُ السَّائِرينَ إِلَيْهِ،الفَانِينَ فِي مَحَبَّتِهِ،المَفْتُونِينَ بِذِكْرِهِ،المُوقِنِينَ بِحَقِيقَتِهِ “إِنْ للهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِقُرْبِهِمْ وَمَقْعَدِهِمْ مِنَ اللهِ يَوْمَ القِيَّامَةِ ” “لَيَدْخُلَنَّ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لاَ يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ،حَتَّى يَدْخُلَ آخِرَهُمْ وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ وَمَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعُونَ أَلفاً”.”ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَاءِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ” لَمَّا كَانُوا أَسْرَارًا وَأَنْوَارًا، كَانَتْ مِنْهُمْ شُمُوسًا وَ أَقْمَاراً “أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهُمْ اِقْتَدَيْتُمْ اِهْتَدَيْتُمْ” فَهُوَ سِرُّ ذَاتِهِمْ،وَرُوحُ حَيَاتِهِمْ،وَنُورُ مِشْكَاتِهِمْ، تَعَرَّفَ لِكُلٍّ فَرْدٍ حَسَبَ مَا وَسِعَتْهُ حُوِّيْصِلَتُهُ،لَا عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ “مَا عَرَفَنِي حَقِيقَةً غَيْرُ رَبِّي”وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
39 اللهم صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ. الأَمَانَةُ وَالعَرْضُ الَّذِي كَانَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ،فَكَانَ الإِشْفَاقُ وَالإِبَاءُ لِعَظَمَةِ سِرِّ الإنْبَاءِ.أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، لِيَتَرَأَّسَ يَوْمَ العَرْضِ، وَخَرَجَتِ العِبَادُ لِيَوْمِ المِيعَادِ،وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِرَبِّ العِبَادِ،وَشَخَصَتِ الأَبْصَارُ،وَصَغَتِ الأَذَانُ ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ﴾رُفِعَ حِجَابُ الشَّكِّ ،وَالشِّرْكِ وَالكُفْرِ، وَالإِفْكِ، فَيَرَوْنَهُ رَأْيَ العَيْنِ وَقَدْ اِرْتَفَعَ الكَيْفُ وَالأَيْنُ ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ
40 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَجْمَعُ شَمْلَ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ فِي بِسَاطِ الرَّحِيمِيَّةِ،وتَلْطُفُ بِهِمْ لُطْفًا خَفِيًّا،ظَاهِرًا وَبَاطِنًا حِسًّا وَمَعْنًى،وَاشْمَلْهُمْ اللَّهُمَّ بِإِمْدَادَاتِ وَنَفَحَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ التَّجَلِّيَّاتِ عَلَيْهِمْ جَمَالِيَّةً،تَقْتَضِي رُجُوعَ مَجْدِهِمْ، وَشَرَفِهِمْ، وَعِزَّتِهِمْ،كَمَا فِي عَهْدِ الخِلَافَةِ الرَّاشِدِيَّةِ وَالفُتُوحَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ فَيَعْلُو شَأْنُهُمْ الدِّينِي وجَنَابُهُمْ الدُّنْيَوِي.وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ العَقْلَ الأَوَّلَ لَهُمْ مُعِينًا،وَالقَلَمَ الأَعْلَى لَهُمْ مُنِيرًا، وَوَحْدَتَهُمْ رَتْقًا لَا فَتْقًا، وَكَلِمَتَهُمْ جَمْعًا لَا فَرْقًا، وَانْصُرْهُمْ نَصْرًا عَزِيزًا مُؤَزَّرًا، يُعِيدُ لِلإِسْلَامِ مَجْدَهُ وَهَيْبَتَهُ.وَتَجَلِّ اللَّهُمَّ بِجَلَالِكَ وَبِصِفَاتِ قَهْرِكِ وَجَبَرُوتِكَ،عَلَى مَنْ خَذَلَهُمْ وَخَانَهُمْ وَسَعَى فِي تَفْرِيقِ صَفِّهِمْ وَتَشْتِيتِ أَمْرِهِمْ، وَزَرْعِ الفِتْنَةِ بَيْنَهُمْ، وَلَا تَتْرُكُ لَهُ أثرًا﴿فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
الفقير الى عفو ربه محمد بن المبارك . كُتبت هذه الصلوات بفضل الله وبمدد من مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،وبعونِ مولاتنا الزهراء صاحبة المشرب الفاطمي رضي الله عنها، في شهر فبراير 2019 الموافق لجمادى الثانية 1440هــــــ.
1= الصفات الثبوتية تشبهها بالمخلوقات