قال تعالى(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ-مِّن مِّثْلِهِ-وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (سورة البقرة) .
وفي سورة يونس (أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة-مثله-وادعوا من استطعتم من دون اللّه إن كنتم صادقين).
من مثله / مثله.
الآية الأولى(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ)حين كان شك أهل الريبة منصرفا فقط لما نُزِّل(مما نزّلنا) كان التحدي الإلهي لهم بالإتيان فقط بسورةٍ “مِن مثله”(اي القرءان)مِن تبعيضية: فتناسب الشك التبعيضي التحدي التبعيضي.
كقوله تعالى في سورة هود (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِسُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) اشارة الى القرءان فتحداهم بسورة، وتحداهم بعشرسور.
اما اية سورة يونس( أم يقولون افتراه قُل فأتوا بسورة -مثله-)فالضميرفي(مثله)عائد على من اتهموه بالافتراء سيدنا محمد صلى الله عليه :فاتوا بسورة مثل محمد.
فالقرءان يتحداهم ويقول لهم لن تستطيعوا ان تاتوا لابمثل القرءان ولا بمثل من انزل عليه القرءان.
لن تستطيعوا أن تاتوا بمثل الصفة ولا بمثل الموصوف بها،
تحداهم صورةً وسورةً،فكلام الله لا مثيل له ومحمد رسول الله لا ضرة له في الوجود. فقال لهم الحق تعال في الاية الموالية(فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا).ونفى عنهم الفعل حاضرا ومستقبلا،وهذا اعجاز.
في الاية الاولى ورد التبعيض،والتبعيض يقتضي الكثرة وسور القرءان 114 ،أما في الثانية فلا كثرة ولاتبعيض ،لأنه صلى الله عليه وسلم فرد في الوجود .
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.
حصل المقال على : 113 مشاهدة