الطبيبة عائشة بنت ابي الجيار

الطبيبة عائشة بنت ابي الجيار

عائشة بنت ابن الجيار،هي ابنة الشيخ الكاتب الوجيه أبي عبد الله ابن الجيار المحتسب بسبتة. برزت عائشة خلال القرن 14م بالمغرب الأقصى في فترة حكم المرينيين، نبغت في الصناعة الطبية وكانت لها معرفة بالأدوية والعقاقير، فداع صيتها في باقي ربوع المغرب والأندلس حتى أن أمراء بني مرين كانوا يكرمونها بالهدايا والتحف لأجل ماعرف عنها من نبوغ ودراية في الطب والصيدلة.

ترعرعت الطبيبة في مدينة سبتة،وتنحدر من أحد البيوتات السبتية العريقة في العلوم والأدب،عرف أبوها الشيخ أبي عبد الله ابن الجيار ببراعته في الكتابة،إذ تقلد خطة الحسبة بمدينة سبتة خلال القرن الثامن الهجري -الرابع عشر الميلادي-، وقد أتاح هذا الوسط العملي لها إمكانية التعلم والاحتكاك بالعلم والعلماء منذ نعومة أظافرها لم تتعلم الطب وهي صغيرة بل تعلمت في صغرها أشياء أخرى،حفظت القرآن الكريم وتعلمت العلوم الإسلامية وكل ما ينفعها في التفقه في أمور دينها.

يعد العصرالمريني من أنصع العصور الذي ظهرت فيه مختلف العلوم الشرعية والعلمية والطبية والفلكية وعلم الكلام،فأولى أمراء بني مرين اهتمامهم بالعلوم،خاصة الطب، فكانت له مكانة مرموقة،وفي ظل هذه الأجواء العلمية المتاحة والمتميزة نبغت العالمة السيدة عائشة بنت الجيار السبتية،فتعلمت الطب وكل ما يتعلق بالصيدلة من صهرها الشيخ الشهير أبي عبد الله الشريشي،وهو الطبيب الماهر المعروف بمكانته المكينة عند الأمراء والملوك،والمشهور عند العامة بحكيم الرعاء.

فبلغت السيدةعائشة في كل ذلك وأصبحت مشهورة،ليس في سبتة وحدها بل في المغرب كله وسائر الأندلس أيضا،فكانت تطلب في الأندلس من قبل الأمراء وكبار القوم بسبب براعتها.وبسبب علمها الكبير،وسمو أخلاقها ائتمنها سلاطين بني مرين على صحة نسائهم،لقد كانت الطبيبة الخاصة بنساء السلطان، فأتحفوها بالهدايا والتحف لقاء خبرتها ومهارتها؛إذ أتقنت الطب علما وعملا،وبرعت فيه براعة معلمها أبي.عبد الله الشريسي، وقد كانت عارفة بالأدوية والعقاقير

 كانت امرأة حكيمة،وعاقلة، وذات رأي،ورقي في الأخلاق وفي السلوك، كسبت محبة وثقة الناس بسبب أخلاقها وأصبحت مرغوبة حتى اشتهرت بين أطباء عصرها من الرجال،وفي هذا المضمار يقول عنها المؤلف المجهول لكتاب«بلغة الأمنية ومقصد اللبيب فيمن كان بسبتة في الدولة المرينية من مدرس وأستاذ وطبيب» : «كانت امرأة عاقلة عالية الهمة نزيهة النفس معروفة القدر لمكان بيتها لها تقدم بالطبع وجزالة في الكلام»

وإلى جانب علمها وأخلاقها كانت السيدة عائشة بنت ابن الجيار معروفة بنشاطها الاجتماعي،فهي لم تكن معزولة عن الجماهير والمجتمع بل كانت تخدم أبناء بلدها بعلمها في الطب وبمالها الذي كسبته، بل أكثر من هذا تركت وصية في أخر عمرها أن كل ما تملك هو وقف على خدمة المساكين والفقراء.

كما تم إدراج اسمها ضمن معلمة المغرب كإحدى الطبيبات البارعات،ونجد اسمها أيضا ضمن الأعلام الذين ذكرهم محمود عبد العزيز الزعبي في كتابه «المحكم في تاريخ الطب»أما شوقي ضيف فقد اعتبرها من أوليات المغربيات اللاتي برعن في علم الطب خلال العصر المريني بعدما كان حكرا على نساء بني زهر خلال العصر الموحدي.

توفت عائشة بنت الجيار في أواخر القرن 14م،وقد بلغت من العمر نحو 70 سنة، ويقول عنها مؤلف كتاب «بلغة الأمنية ومقصد اللبيب فيمن كان بسبتة في الدولة المرينية من مدرس وأستاذ وطبيب»: أدركتها رحمة الله عليها وقد بلغت من السن نحوا من سبعين سنة، وكانت امرأة عاقلة عالية الهمة نزيهة النفس معروفة القدر لمكان بيتها لها تقدم بالطبع وجزالة في الكلام عارفة بالطب والعقاقير وما يرجع إلى ذلك  …. إلى أن توفيت بعد أن عهدت بتوقيف رباعها في وجوه البر وسبيل الخيرات… منقول

حصل المقال على : 15 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد