وقفات مع سلمان الفارسي
• كان سلمان الفارسي ،تقيا ،نقيا ،زاهدا ورعا، أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة، وكان أبو الدرداء يقوم الليل ويصوم النهار. وكان سلمان يرى مبالغته في هذا، فحاول أن يثنيه عن صومه هذا، فقال له أبو الدرداء : أتمنعني أن أصوم لربي ذلك، وأصلي له ؟ فأجاب سلمان : إن لعينيك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا. صم ، وصلّ ونام. فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : “لقد أُشْبِعَ سلمان علما.
• قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” السُّبَّاقُ أربعةٌ أنا سابقُ العربِ وصُهيبٌ سابِقُ الرُّومِ وسلمانُ سابِقُ الفرسِ وبلالٌ سابقُ الحبشِ”.
وكان علي بن أبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم، وسئل عنه بعد موته فقال : ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟ أوتي العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف.
قال الشاعر: لعمرك ما الانسان إلا بدينه= فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد فاز بالاسلام سلمان فارس= وقد حُطَّ بالجهل الشريفُ أبو لهب
جاء في سيرة ابن هشام عن سلمان الفارسي أنه قال ضربت في ناحية من الخندق فغلظت علي صخرة ورسول الله قريب مني، فلما رآني أضرب ورأى شدة المكان علي نزل وأخذ المعول من يدي فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة، ثم ضرب به ضربة فلمعت برقة أخرى، ثم ضرب الثالثة فلمعت تحته برقة أخرى .قال قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب؟ قال أو قد رأيت ذلك يا سلمان ؟ قال نعم قال أما الأولى فإن الله فتح علي بها اليمن،وأما الثانية فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب وأما الثالثة فإن الله فتح علي بها المشرق.
لو كانت البرقة التى رآى سلمان برقة مادية لرآها للجميع ،وما سأل سيدنا رسول الله سلمان:” أو قد رأيت ذلك يا سلمان؟” الا لعلمه انها برقة لاترى بالبصر و أن الله تعالى قد فتح بصيرة سلمان فراى البرق الذي تنتجه ضربات رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحس في للصخرة وفي المعنى هي فتوحات ،فتح الله عين بصيرة سلمان فرآى ما لم يره غيره ،رآى حقيقة النبوة،وأن لها ظاهرا وباطنا، ففي الظاهر ضربٌ بالمعول ،وفي الباطن فتوحات في المشرق والمغرب في الشام وفي اليمن. رآى سلمان اسرار النبوة ،فتوحات حسية ومعنوية ، حُكم ظاهر :وأحكام وحِكم باطنة كثيرة، ولا يطلع على اسرارالبيت إلا من كان من البيت ” سلمان منا اهل البيت” .
قيل انه بيع 17 مرة ، واختلف فيه المهاجرون والانصار، من أي الفريقين هو ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سلمان منا أهل البيت(ضعفه جمهور العلماء إلا الترمذي) وكفى بذلك شرعا. فكل من اطلع على اسرار النبوة فهو من اهل البيت. محمد بن المبارك.