نظرةعرفانية على آية قرءانية نورانية

طرح شخص هذه الأسئلة على النايت سنة 2013 :

قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

1 – — مافائدة حرف التوكيد والنصب في بداية قول الله تبارك وتعالى ( إن ) ؟

2 – —   لماذا جاء اسم الدال على  الذات” الله “ولم يأت اسم آخر بعد إن ؟

3 – — ما الفرق في قوله تعالى “ملائكته” ولم يأت القول والملائكة أو وملائكة وهل في هذا عطف للملائكة على الله؟.

4 – — مامعني قوله تعالى”يصلون”ومافائدة التعبير بالفعل المضارع؟  

5 – — “يصلون على النبي”،ولم يأت القول على الرسول،وما الفرق بين النبوة والرسالة؟ أو على محمد بالإسم. أو أحمد. ومافائدة حرف الجر ” على”  النبي” ؟  .

6 – — النداء في قوله تعالى ” ياآيها الذين آمنوا “؟ ما يقتضي هذا النداء؟.

7 –  — و التخصيص الوارد لأهل الإيمان في النداء ؟.

8 – — ما الفرق بين” ياآيها الذين آمنوا ” و” ياأيها المؤمنون” . وما قيمة التعبير بالاسم الموصول الجمعي ؟

  9 — ما قيمة الأمر في “صلّوا عليه” والإمتثال والطاعة لهذا الأمر ؟.

10 – — قال الله تعالى “وسلموا تسليما” ولم يأت القول سلموا سلاما وما الفرق بين التسليم والسلام ؟.

11 – — أقوال العلماء ،والصالحين، والمفسرين، والسادة الصالحين والأولياء في الصلاة والسلام عليه صلوات الله وسلامه عليه ؟

نوقشت هذه الاسئلة بمنتدى التصوف العرفاني إبان اشتغاله فكانت الاجوبة  التالية.    

السؤال الأول

1 –  مافائدة حرف التوكيد والنصب في بداية قول الله تبارك وتعالى ( إن ) ؟

الجــواب1 : كما هو ظاهر، فهو يفيد التوكيد لغة، وأما باطنا، فهو يفيد استرسال الكون وأهله في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،دون أن يقيد ذلك بزمان ولامكان. وبدخول “إن” تُصبح الجملة إسمية لا فعلية ،بينما لو قال [الله وملائكته يصلون] لكانت الجملة فعلية. وفي هذا نكتة عظيمة: وهي أن الجملة الإسمية لا تقيد بالزمان ،وكما تفيد الماضي فهي تفيد كذلك المضارع، والمستقبل. و هذا دليل على أقدميته صلى الله عليه وسلم فهو الأول والآخر .

 الجــواب2: جواب شافي . و لي سؤال لندرجه أيضا ضمن التساؤلات ماهي صلاة الله على نبيه عليه الصلاة و السلام ؟و ما هي صلاة الملائكة ؟ على النبي صلى الله عليه و سلم، وكيف هي صلاة المومنين؟ .

الجواب 3 :    1 – مافائدة حرف التوكيد والنصب في بداية قول الله تبارك وتعالي ( إن) ؟: حرف التوكيد يشير  إلى أهمية الصلاة على النبي ويؤكد حقيقة ما. حقيقة هذا النبي الذي كان قبل القبل. قال تعالى ” قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين” ..وقوله صلى الله عليه وسلم ” كنت نبيا وآدم بين الماء والطين” ” أول ما خلق الله نور نبيك ياجابر” .فالنبوة رحمة للكون الإلهي ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” والله غني عن العالمين فصلاته على النبوة تعود بالرحمة على الكون الإلهي، و تلطف من حرارة التجليات الإلهية (قولنا اللهم ألطف بنا، بنا = 53  أي  أحمد ).فنبوة مولانا رسول الله واسطة في كل تجل”  ” فأينما تولوا فثم وجه الله ” ، ولاشئ إلا وهو به منوط ، وكيف لا وقد تحلى صلى الله عليه وسلم بجميع الأسماء الإلهية وبالاسم الجامع [ الله] قال تعالى ” إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله “وسماه الخليفة ” اني جاعل في الارض خليفة “ولابد للخليفة أن يظهر بصورة من استخلفه ، وإلا فليس بخليفة .فكان من اللازم أن تتوجه الإرادة ،والعناية الالهية، الى هذا الوسيط البرزخي لأنه أصل الكون ومحتده ،فهو صلى الله عليه وسلم  المتأحد في عين الكثرة,المتكثر في عين الوحدة (كما تقول عبارة الشيخ الكتاني).قال أحد العارفين “لحقيقته صلى الله عليه اسماء على عدد الاشياء”.فما في الكون إلا تجليات الأسماء الإلهية  وسيدنا محمد هو لاهوت الجمال بتحليه بهذه الأسماء ،و هذا الجمال هو الحسن الذي ظهرت به الأسماء الإلهية، الظاهرة بمعاني وصور الوجود. وما من شئ في الوجود إلا وله مرتبة ترجع به إلى مقتضى اسم من الأسماء الإلهية منها مدده. وجمال كل شئ بمرتبته لا بصورته ،فما في عالم الـملك و الـملكوت إلا الجمال،لأن مولانا رسول الله هو عين حياة ذلك الحسن. قال الصديق رضي الله عنه :ما رأيت  شيئا إلا رأيت الله فيه. قال ابن مشيش للشاذلي: حدد نظر الإيمان ترى الله قبل كل شئ، وبعد كل شئ ،ومع كل شئ، وفي كل شئ.

 قال الجيلي :

فكل قبيح إن نظرت لحسنه *** أتتك معاني الحسن فيه تسارع.

قال تعالى ” قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ” أعطى كل شئ خلقه أي كماله الذي يستحق فما في العالم نقص أصلا ،فلا يصدر على الكامل إلا الكمال،فما في الكون إلا الجمال “وليس بالإمكان أبدع مما كان”(كما قال الغزالي).الوجود كله عطاء ،واعوجاج القوس استقامته لما أريد له.لأن ما في الوجود إلا الأسماء الإلهية ومقتضياتها،وما ثم أشرف من الأسماء الإلهية عرف ذلك من عرفه ,وذهل عنه من ذهل . وهذا من اسرار توكيد الصلاة على النبوة ب”إن” والمضارع يفيد الاستمرار.

الجواب 4 :

ومن غرائب (إن) في هذه الآية حروفها، فهي ألف ونون:

1= الألف : هو أكثر الحروف إرتفاعا، ورسمه لا يشوبه إنخفاظ (ليس كاللام مثلا التي ترتفع وتنخفظ عن السطر) فهو أقرب الحروف اشارة الى  الحقائق العلية وهو الفرق بين أحمد ومحمد. فالألف حرف الحقائق الرباني، فكسره يساوي 1 ،وبسطه وكسره يعادل 120   وهو من الحروف النورانية .

2=النون تدنو من السطر وتنخفظ عنه ثم تعاود للصعود لترجع إلى

السطر. نكتب ن و نقرأ نون .نون = 53+53. أي أحمدأحمد

. أما بسطه وكسره فهو يساوي 165= لا إله إلا الله

الجواب 5:

الالف يشير الى الاحدية ، والنون ..نون = 106=53+53=  أحمد

والالف له وجة واحدة و أعلاه كاسفله : ا

و ” ن ” له وجهتان وجهة الى الاعلى حيث توجد النقطة ووجهة الى الاسفل.

السؤال الثاني

2 –  – – لماذا جاء اسم الدال على الذات” الله”ولم يأت اسم آخر بعد” إن” ؟.

الجواب1 : اسمه تعالى “الله” هو الاسم الجامع لجميع الاسماء والصفات الإلهية ،و هو رئيسها فحينما نقول يا الله فنحن ندعوا الله  بسائر الاسماء  الالهية كاللطيف و الغني و النافع و ….. وهو الذي اختص بالتوحيد : لاإله إلا الله محمد رسول الله . و هو الاسم الدال على الذات الالهية .

الجــواب2 :

 الاسم الدال على الذات جاء لأنه هو أساس التوحيد” لااله الا الله محمد رسول الله” وتأمل فليس بين اسم الجلالة و اسم محمد حرف فاصل بينهما ( مثلا لا إله إلا الله و محمد رسول الله) لأنه قريب من رب العزة ،فليس هناك خطابا بين الله وسيدنا محمد، فلا تجد في القرءان” يا محمد” . بل تجد:يا آدم ..يا نوح ..يا ابراهيم ..يا موسى. ….يا عيسى وتجد ”  قال نوح رب …قال ابراهيم  رب…و لاتجد قال محمد: رب.

وباقي الأسماء الإلهية داخلة تحت حيطة اسم الجلالة “الله” حتى اسمه تعالى الرحمن فهو اسم مرتبة قال تعالى ” قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى”، والاصطحاب بين النبوة  والاسماء الإلهية ،وقع في دائرة اسم الجلالة وكذا الترجمة هي في هذه الدائرة. جاء لفظ الجلالة “الله ” في القرآن الكريم بالضمة” اللهُ” 980مرة ، بالفتحة “واللهَ”  592مرة، وبالكسرة  “اللهِ” 1126مرة ،حسب إحصاء  المعجم المفهرس لألفاظ القرآن..

الجواب 3  :

سأحاول أن ألقي بدلوي في هذا الباب رغم أن الأخوة قد فصلوا في الأمر وأفادوا. لماذا الإسم الله دون غيره من الأسماء، يرجع هذا في نظري لأسباب:

1=  الإسم : الله:  جامع لجميع الأسماء، مهيمن عليها، فكان شرفا وتعظيما لسيد الوجود أن تكون الصلاة عليه برئيس الأسماء الإلهية.

2=  هناك علاقة خاصة بين النبي صلى الله عليه وسلم والاسم الله، وهذا ما بينته الشهادة حيث كتبت “لا إله إلا الله محمد رسول الله” ، فجاء التعبير ب “الله محمد” دون أن يكون بينهما فاصل ، وهذا هو حقيقة الأمر، فالنبوة مجلى للكون الإلهي ووسيط  في ظهوره. وهذا المقام هو الذي عبر عنه سيدي محمد الكتاني بالإصطحاب، أي إصطحاب الصفة بموصوفها في دائرة الإسم “الله”دائرة الالوهية ،لتظهر جميع المقتضيات الكونية.وقد عبر عنها في الصلاة الأنمودجية قائلا :[ الذي جعلت اسمه متحدا باسمك ونعتك]. وقال في صلاة [المتردي الملتحف بوحدات الذات]. بل وجعل الشيخ الكتاني قدس الله سرة إسم الجلالة جامعا لمراتب الوجود فجعل الألف منه للأحدية ،واللام الأولي للأحمدية، واللام الثانية للمحمدية ،والهاء لبيان أن الأحمدية هي المحمدية.

3=  ويؤكد هذا المعنى حساب الجمل. فالألف مرتبته 1 وهو الواحد الأحد، والنون مرتبتها 40 على عدد الدوائر الكونية، وفي هذا من الدلالة على أنه صلى الله عليه وسلم هيولى الوجود وأصله.

السؤال الثالث

3  : مالفرق في قوله تعالى “ملائكته” ولم يأت القول والملائكة أو وملائكة،وهل في هذا عطف للملائكة على الله ؟

الجواب1 :         

نستمر في الإجابة على أسئلة الأخ الكريم على قدر فهمنا.

قال تعالى: إن الله وملائكته. قال الألوسي في تفسيره: وقيل : { *ملائكته } ولم يقل الملائكة إشارة إلى عظم قدرهم ومزيد شرفهم بإضافتهم إلى الله تعالى وذلك مستلزم لتعظيمه صلى الله عليه وسلم بما يصل إليه منهم من حيث أن العظيم لا يصدر منه إلا عظيم ، ثم فيه التنبيه على كثرتهم و أن الصلاة من هذا الجمع الكثير الذي لا يحيط بمنتهاه غير خالقه متجددة عليه صلى الله عليه وسلم على ممر الأيام والدهور كل وقت وحين ،وهذا أبلغ تعظيم وأنهاه وأشمله وأكمله وأزكاه .

قلت : وهو كذلك. فعطف الملائكة على مرتبة  الألوهية تعظيم لقدرهم ،وبيان جليل على أن من يصلي على هذا النبي الكريم يرفع إلى أعلى مقامات القرب، فيستحق بذلك العطف على اسم الجلالة. و الواو من معانيها الإصطحاب(واو الاصطحاب في اللغة) ، فيقال جئت وفلانا أي جئت بصحبة فلان. وهذا مما يعني أن الصلاة ترفع صاحبها ليحصل له الإصطحاب بنور هذا النبي الكريم.

ومن فوائد هذا العطف كذلك أن الله تكفل بالصلاة على نبيه قبل القبل فكفى نبيه،وهو سر قوله تعالى: فإن تولوا فقل حسبي الله. أي حسبك ربك عرفك وتكفل بك ولم يَكِلك للكائنات.”ما عرفني حقيقة غير ربي”. فجعل الله تعالى بهذا نبيه غنيا و مستغنيا عن الكون كله. “إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين”.

ثم تكفلت بهذه الصلاة خيرة الملائكة الأقرب فالأقرب، فرفعوا بها مقامات عظيمة. فكانت الملائكة كذلك ممن انتفعوا بهذا النبي الكريم بفضل الصلاة عليه. فواو العطف في الآية عطفت الأدنى بالأعلى، وألحقت الآدنى بالأعلى فدلت على فضل الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم وبينت أن من اشتغل بها تطوى له المسافات ويرفع إلى أعلى المقامات.

الجــواب2:

و أما قوله تعالى “إن الله و ملائكته”، فهذا راجع على الملائكة باعتبار دورها في الكون مربوطا بدائرة الالوهية. فصلاة الملائكة على النبي صلى الله عليه و سلم هو خدمة للكون و تسخير لبني ادم *  فسجدوا * و كذا المساهمة في استخراج الخبايا و الخفايا . و لما كانت علاقة الملائكة بالأسماء الالهية وثيقة جدا ،علاقة فاعل وخادم للفاعل “لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون ” ولأجل الدور الذي لمحت إليه كان عطف اسم الجلالة الله باعتباره الاسم الجامع رئيس الاسماء  على الملائكة المنطوية تحت قدرته وسلطانه : كلها بدون استثناء ،وكيف لا ،و عالم الظهور أعطيت انطلاقته من هذا البساط : بساط الألوهية.

إذا  ” إن الله و ملائكته” : راجعة على كل الملائكة بدون استثناء و عطفها على اسم الجلالة لطبيعة دورها في الكون و وساطتها في انفعال الاسماء الالهية وظهور مقتضياتها. و الله اعلم

الجواب 3 :  

يقول الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني رحمه الله: اعلم أن معنى صلاة اللـه عليه صلى اللـه عليه وسلم، هو ما يتلى عليك وذلك لأن الصلاة في اللغة هي الوصلة ولا غرو أن صلة كل أحد على قدر معرفته ،وقد قال صلى اللـه عليه وسلم: أنا أعرفكم بالله. وليست الوصلة اللائقة به إلا وطئ مقتضيات بطون الإسم الباطن لكن مقامه فيه في الفلك السادس وقد أراد أن يزج الفلك السابع فسمع :الله أكبر . ولما كان هذا هو معنى صلاة الله عليه نطق وجده صلى اللـه عليه وسلم وقال: جعلت قرة عيني في الصلاة، أي صلاة الله عليَّ في هذه المواكب المضروبة بصحاري ارتفاع البين من البين ” إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا “. واعلم أن الجناب الأقدس لما أمرنا بالصلاة على محبوبه وعلم صلى الله عليه وسلم التحافنا بأُزُر التقييد قال: قولوا اللهم صل ،أي إذا أردتم الصلاة علي فتشبثوا بأذيال كعبة التحقيق، واطلبوا من الله أن يصلي علي. وأما أنتم فعاجزون عن هذا البساط. هكذا أخبر الناموس الجمعي. إذ الحق أمرنا بالصلاة على محبوبه وهو صلى الله عليه وسلم أمرنا بأن نطلب من الله أن يصلي عليه. وإذا تحققت بهذا أرشدت إلى أن المصلي عليه ليس لـه من أمر الصلاة إلا أن يطلب من الله بتلك النسبة الكسبية التي هي مناط التكليف أن يصلي على حبيبه الأكرم ومحبوبه الأعظم صلى الله عليه وسلم. ” اللهم صل” أي يا الله ابسط شعاع المواصلة على كل نعت من نعوت هيكله الجامع ليصير هيولى تنطبع فيه أشتات المزايا و الكمالات الإلهية. فإن قلت هل ثم من يقدر على أن يصلي على البرزخ الجامع بلسان الأزل مجلى الإحاطات الإطلاقية ؟ قلتُ: من انبسطت عليه أشعة المحبية إلى أن كان لسانه يأتي ويتطلع على هذا السر من قوله (إن الله وملائكته يصلون على النبي) كلُّ بإطلاق شمول إطلاق وسع مقتضيات كمالاته (يا أيها الذين ءامنوا) أن الألف نفس العدد وإن كان عند الحيسوبيين ليس بعدد وعندنا نفس العدد، (صلوا عليه) بذلك اللسان الشمولي. وصاحب هذا المقام إن تجوهر مطلقا، تصدر الصلاة بغير حرف ولا صوت، وإن تقيد له أن يقول أصلي ،أو كما شاء سيما وقد ورد “من رآني فقد رأى الحق” . انتهـى ( كتاب خبيئة الكون).

الجواب 4:

إذا قلنا: إن الله والملائكة ،هذا يفيد أن هناك ملائكة لا يصلون على النبي بخلاف قولنا ” وملائكته ” تشمل جميع الملائكة  دون استثناء اي لا يوجد ملك لايصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.  

 والواو لا أظن أنها للعطف لأنه  لا مناسبة ولا مجانسة بين الله والملائكة حتى تعطف عليه . الواو  واو الحال أي وحال الملائكة كذلك  مشغولين بالصلاة على نبي الله. والله أعلم.

الجواب 5:

إذا اعتبرناها واو الحال أي كما قلتم سيدي أي وحال الملائكة كذلك  مشغولين بالصلاة على نبي الله: فالصلاة عليه دائمة مستدامة .لم يبقى حالا بل صفة دائمة ،ثم الملائكة يمكن أن تعطف على الله باعتبار وظيفتها في الكون كما قلت و اعتبار أن وضيفتها تابعة لإرادة الله وللأسماء الالهية،رئيسها ،الاسم الجامع الله. فصلاة الله و ملائكته على النبي صلى الله عليه و سلم هو القران الكريم دستور الكون  “ما فرطنا في الكتاب من شئ”. تدبيرا محكما .” ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت” .

الجواب 6:  

قلت : وحال الملائكة كذلك مشغولين …وبما أن الصلاة دائمة مستدامة فبطبيعة الحال حالهم صفة ملازمة لهم .وصفة الشئ هي الحالة الدائمة التي هو عليها باعتبار أن الصفة ملازمة للموصوف بها  والواو هنا يمكن ان تجمع بين كونها واو الحال و العطف لإطلاقية القرءان، كلام الله، الغير مقيد باللغة العربية.فهي للحال وهي للعطف باعتبار (كما قلت) اسم الجلالة الذي يدخل تحت كنفه الكون كله.

السؤال الرابع

4  : مامعني قوله تعالي يصلون ومافائدة التعبير بالفعل المضارع ؟

الجواب1 : المضارع يفيد  الاستمرارية والتجدد، فصلاة الله عليه هي مدحه ،وذكره، والثناء عليه في القرءان ،ومن المعلوم أن القرءان استمراري ولا تنقضي عجائبه والتجليات تسايره “فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم ” الحديث . أما صلاة المومنين فهي الصيغ  الواردة على ألسنة بعض الصالحين من زمن الصحابة الى يومنا هذا.

قال القفال في فتاويه :ترك الصلاة يضر جميع المومنين .لأن المصلي يقول : اللهم اغفر لي وللمومنين والمومنات ،ولابد أن يقول في التشهد: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .فيكون مقصرا في أمر الله وفي خدمة رسول الله ،وفي حق نفسه، وفي حق المومنين كافة ،ولذلك عظمت المعصية بتركها .انتهى.

الجواب 2:  

كما قلتم المضارع يفيد الاستمرارية، و كما سبقت الاشارة إليه فصلاة الله على نبيه صلى الله عليه و سلم هي القرءان نعوتا ظاهرة ” و إنك لعلى خلق عظيم” أو باطنة مستورة في باطن الايات القرءانية “حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم “ويكون بروزها للوجود تبعا لإرادة الله

و وفق التجليات الاسمائية .

الجواب 3:  

قال تعالى﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾. وردت يصلون بالمضارع، الذي يفيد التجدد والاستمرار.ية أي التغيير الذي تنتجه التجليات الإلهية ،فكل ما يُظْهِره الله في الكون، هو تابع لتجل الأسماء والصفات الإلهية وللمقتضيات القرءانية .” ما فرطنا في الكتاب من شئ” .والتجليات الإلهية تتطلب وساطة حقيقته المحمدية، للإنفعال في الكون الإلهي،وبالتالي فكل ما يَظْهر في الكون هو منوط بصلوات الله على النبوة .فما ظهرت الإبتكارات العلمية والتطورات التكنلوجية إلا بعدما ظهرت صلوات تعنون عن الصفة الأحدية, التي من مقتضاها الحقيقة الـمحمدية. وصلاة الله عليه هي تلك الشعلة التي تربط الألوهية بالمألوهين ،والكون بخالقه ،لاستمرارية الوجود حسب ما قدر في بساط الرحمانية. لهذا ورد اسم مـحمد متحدا باسم الله ونعته ,وكذا في كلمة الشهادة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. ولو لم يكن هذا الإتحاد لكانت هناك واو عطفية [لاإله إلا الله ومحمد رسول الله]،وما صح التوحيد. وبصلاة الله عليه تعم الرحمات ،وتظهر المقتضيات،ويشمل اللطف كل الكائنات،ويصبح الوجود صالحا للوجود،إذ لولا وساطته لذهب كما قيل الـموسوط .فهو نفس الوجود، وروح الوجود، وسر الوجود ،الذي لولاه لانهد الوجود ،وما استطاع الصمود، أمام حرارة التجليات الإلهية ،خصوصا إن هي جاءت على وفق المقتضى” وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ” .قال تعالى” إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً “. وقال رسول الله “من صلى علي صلاة صلى الله عليه بـهـــا “. فبالصلاة عليه ينال الـمصلي حظه من هذه الخلافة، خصوصا إن كانت الصلاة نعتية راقية تحرك القدر, وراثة مـحمدية، ويكون نائبا عن الحضرة الـمحمدية،وخليفة لها،إما خلافة عامة ” وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَ ئِفَ الأَرْضِ”  أوخلافة خاصة  “وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ” .”الأرض” في الآيتين إشارة إلى سيدنا مـحمد ،ويكون التشوف القَدَري لهذا الـمصلي،( الغوث محل نظر الله من العالم كما قالوا).قال  صلى الله عليه :إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلف نبي ، وأنه لانبي بعدي إنه سيكون خلفاء”رواه أحمد  .أما قوله تعالى”  ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَ ئِفَ فِي الأَرْضِ”  تعني الأرض التي نعيش عليها. فأدخل صلى الله عليه وسلم  أمته في دائرة الخلافة، وجَلبِ النفع لعباد الله “خيركم أنفعكم للناس” الحديث. فالمنفعة الحقيقية تـمر عبر الصلاة عليه، لذا قال صلى الله عليه وسلم ” البخيل من ذكرت عنده ولم يصل عليَّ ” وهذا أكبر بخل وليس بعده إلا البخل بكلمة الشهادة. فخيرنا من يصلي على نبينا بصلاة موافقة للقدر وتابعة للتجليات الإلهية(صلاة تليق بك منك إليه كما قال الـمشيشي رحمه الله )تستجلب الرحمات،وتستخرج النفحات، وتمد كل الحضرات. لهذا شغل الله العوالم كلها بالصلاة عليه ,لأنه لا نسبة بين الخالق والخلائق ، نسبتهم مع نور النبوة، أي مع حقيقة سيدنا محمد ” أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر”. “أنا من الله والمؤمنون من نوري ” (رواه الديلمي والعجلوني).وهذا هو سر إتصال الميم (المدغمة الباطنة في اسم محمد.”مـحـمـمـد”.) باسم الجلالة “اللهم” .قال تعالى” إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُو نَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ “بصيغة المضارع .فكل صلاة نعتية راقية تتغزل في الحقيقة الـمحمدية ,إلا وهي مبايعة له ،وبصلاتنا عليه ندخل في دائرة الـمفلحين” قَـدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى” ونبايعه ونكون من الـمقربين من نبوته,من الموقنين بـحقيقته, ومن الـمصدقين بكل ما جاء به. قال ابن شافع :انبسط جاهه حتى بلغ الـمصلي عليه لهذا الأمر العظيم ،وإلا فمتى يحصل لك أن يصلي الله تعالى عليك.

الجواب 4

ما معنى يصلون على النبي؟  القرآن الكريم عربي لنبحث  عن معنى الصلاة. لقد قمت بجولة سريعة في “لسان العرب” لابن منظور ونظرت في معاني فعل صلى ،وهذه بعض النتائج :

1=  المعنى السائد وهو أن الصلاة تعني الدُّعاء والاستغفار. فيصلون تعني بذلك يدعون. فما هو دعائهم؟ دعائهم هو اللهم صل، أي أنهم يعترفون بالعجز عن إيتاء هذا النبي حقه والعجز عن معرفة كنه حقيقته ويطلبون من رب العزة أن يتكلف بالصلاة على حبيبه. وكلمة “اللهم” تفيد برزخيته صلى الله عليه وسلم على الكون من باب ” وإذا سألك (أنت يا محمد) عبادي عني”  ومن أسرار ” اللهم” أن حسابها بالجمل 106 = أحمد+أحمد .

2=  الصلاة من الله تعالى بمعنى الرحمة، وهو كذلك .فالصلاة تجلب الرحمة للعالمين، وتربط الأمة بنبيها وتخولها القرب منه.

3=  وقالوا كذلك : يصلى أي يلزم، قال الزجاج الأَصلُ في الصلاةِ اللُّزوم، قلت وهو كما قالوا فيصلون على النبي أي يلزمون بابه ويتعلقون بأعتابه ويقفون في حضرته.

4=  وقالوا الصلاة بمعنى التعظيم. فالصلاة من الله تعظيم لقدر هذا النبي الكريم، ومن الخَلْق طلب لمعرفة عظمته وتعظيم له صلى الله عليه . قال تعالى “وإنك لعلى خلق عظيم” فإن كان خلقه عظيما فما بالك بعظمة حقيقته.

5=   وقالوا صَلَّى الفَرَسُ إذا جاء مُصَلِّياً فالسابقُ الأَولُ والمُصَلِّي الثاني. وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،فهو أصل الكون ومبدأه. فهو السابق إلى الوجود والكل بعده. فالمصلي على النبي معترف بسبق هذا النبي الكريم ومصلي بعده أي تابع له لاحق بأثره ” قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ” ، الكون كله تابع لك ياسيدي يارسول الله.

هذه معان عربية فصيحة وكلها ولله الحمد يحتملها القرآن الكريم ، وما تعدد المعاني إلا لتبيان أن اللغة رغم سشاعة ألفاظها عاجزة عن أوصاف هذا النبي الكريم . قال ابن الفارض رحمه الله:

وعلى تَفَنّنِ واصِـفيهِ بِحُسْنِهِ =يَـفنى الزّمانُ وفيه مالم يُوصف

وهذه الأبيات هدية إليكم وهي للشيخ العز بن عبد السلام :

أيها العاشق معنى حسننا == مهرنا غال لمن يطلبنا

جسد مضنى وروح في العنا == وجفون لا تذوق الوسنا

وفؤاد ليس فيه غيرنا  ==  وإذا ماشئت أد الثمنا

فافن إن شئت فناء سرمدا == فالفنا يدني إلى ذاك الفنا

واخلع النعلين إن جئت  == إلى ذلك الحي ففيه قد سنا

وعن الكونين كن منخلعا == وأزل ما بيننا من بيننا

الجواب 5:

قال صلى الله عليه  وسلم  “يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها”أي صلاة نعتية راقية تحرك القدر. فالتجديد ليس في الامور الدينية من صلاة وصيام فإنها واضحة . التجديد في الصلاة على النبي (إن الله وملائكته يصلون على النبي …..) بالمضارع  الذي  يفيد التجدد ، أي ظهور صلاة لم تكن عند من سبقك تحرك القدر وتظهر المقتضيات حسية ومعنوية.

الجواب 6 :

قال الله تعالى:   إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلاَّ الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ .وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ .لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ .وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ .وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ .إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ.وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ .فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ.وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ.وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ.وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ “سورة المعارج

فلو كان  الامر يتعلق بالصلوات المكتوبة فقط دون الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم على اله ,لما ذكر ت الصلاة مرتين(“على صلاتهم يحافظون” على صلاتهم دائمون”) , فأتى بها القرآن على وجهين, الاولى صفة {دائمون} و الثانية بالمضارع { يحافظون} .و كما تعلمون فهما يعنيان تقريبا نفس المفهوم و هو : المواظبة و المثابرة , على الصلاة  سواء  المكتوبة  أو الصلاة على النبي على أي معنى {دائمون – يحافظون} تحتمل الوجهين :

فالفقراء المصلون على النبي صلى الله عليه و سلم الذاكرين الله كثيرا, دائمون عليها هي قوتهم اليومي وزادهم الروحي بها قوام    انفسهم ، إن تماطل عن ادائها لأسباب قهرية تجده مضطرب المزاج لقوة الصلة معها . قال الله تعالى : “يصلون على النبي” فالاستمرار و التجدد و المثابرة كما هو مطلوب في الصلاة المكتوبة مطلوب ايضا في الصلاة على سيد الكون سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.

الجواب 7 :

 الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ”  دائمون على صلاتهم على نبيهم  .” وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ” الحفاظ على الصلوات الخمس المكتوبة ” إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا”

السؤال الخامس

السؤال الخامس:قال تعالى ” يصلون على النبي”  ولم يأت القول على الرسول، فمالفرق بين النبوة والرسالة، أو على محمد بالإسم أو أحمد ومافائدة حرف الجر  على النبي ؟

 الجواب1 :

السؤال الذي لم يطرح صاحب الأسئلة هو لماذا قال تعالى” يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه ” بالضمير” عليه “، ولم يقل صلوا على النبي بالبيان . الضمير يعني الغياب والتستر. فإذا كانت صلاة الله على النبوة صلاة عن معرفة بها ولأنه خالقها قال صلى الله عليه وسلم (ما عرفني حقيقة غير ربي) ،وصلاة الملائكة عن مشاهدة لحقائق النبوة في الكون ،فصلاة المؤمنين متباينة حسب مقام كل مصلي من العارفين و عن مشاهدة ، ولذلك جاء ضمير الغائب، فالنبوة غائبة مستورة عنا ،وكل يصلى على قدر معرفته به” صلوا كما رأيتموني” (الحديث).

والصلاة المطلوبة هي الصلاة على النبوة وليست على الرسالة، إذ النبوة صفة تخصه صلى الله عليه وسلم لم يشاركه فيها أحد ،وهي صفته القديمة التي لم تفارق الموصوف بها لحظة، فبهذا الصلاة على النبوة هي صلاة عليها قبل وجود الكائنات وبعد وجودها. وأما الرسالة فصفة متعلقة بالكون فهي دستور الكون وفهرسته. فالمطلوب أن تصلى بالرسالة على النبوة فتكون الصلاة بذلك منه به عليه. فافهم يالبيب.

وأما الأحمدية والمحمدية؟ فالمحمدية هي النبوة والتي كانت قبل القبل وما زالت ،زيد مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا متلثما بالبشرية فجاءته الصفة الرسالة أي الاحمدية عند تمام الاربعين، فاصطحبت الصفتان قال تعالى “ومبشرا برسول يأتي من بعدي إسمه أحمد” وسماه رسولا قبل القبل .

وأما سر الحرف “على” في الآية، فلها معاني كثيرة فمن معانيها أنها تفيد الوسيلة (جئت على العربة أي بواسطتها) وهذا بمعنى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة للكون وأهله وواسطة بين الكون وربه، فكانت بذلك الصلاة على النبي كالشيخ المربي لصاحبها فتختصر له الطريق ويترقى بها ما لا يصله غيره السنين العديدة  .  

الجــواب2  : 

” على النبي”  ولم يأت القول علي الرسول ومالفرق بين النبوة والرسالة ؟ أو على محمد بالإسم أو أحمد ؟ ومافائدة حرف الجر   على النبي ؟. النبوة قديمة  قال الله  تعالى “قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين” وقال صلى الله عليه وسلم: أول ما خلق الله نورنبيك يا جابر  , وقال : كنت نبيا و آدم  بين الروح والجسد.

أما الرسالة أي  القرءان ظهرت بعد ظهور الجسد المحمدي الشريف. وفي  الحديث : قال صلى الله عليه وسلم إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، وقل : اللهم أسلمت وجهي إليك ،وفوضت أمري إليك ،وألجأت ظهري إليك ،رهبة ورغبة إليك،لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك،آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت،فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول . فقلت أستذكرهن : وبرسولك الذي أرسلت . قال : لا ، وبنبيك الذي أرسلت   المصدر: صحيح البخاري.

اما عن حرف  الجر “على” : فنحن لا نصلي على النبي إنما نطلب من الله أن يصلي عليه فنقول : اللهم صل على سيدنا محمد ،والحق سبحانه وتعالى له العلو.

الجواب 3:

قال تعالى ” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ” و قوله تعالى” وَإِذَا جاءَهم أَمْرٌ من الأَمْنِ أَو الخوف أَذاعُوا به” .و الخوف،العِلْم، وبه فسر اللحياني قوله تعالى: “فمَن خافَ من مُوصٍ جَنَفاً أَوإثْماً ” .” فَمَنْ خَافَ”  فمن توقع وعلم .ومنه ” وإن امرأةٌ خَافَتْ من بَعْلِها نُشُوزاً أو إِعْراضاً”  أي توقعت منه ذلك, لما لاح لها مخايله و أماراته .وهذا في كلام العرب  شائع يقولون :أخاف أن ترسل السماء ،يريدون التوقع والظنّ الغالب.” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ ” أي اطلعه الله على أسرار النبوة أما الوصول إلى مقام النبوة فلا مطمع لأحد.

“وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ”مقام ربه :مقام النبوة {الجنة الاولى}.الجنة الثانية: معرفة سر النبوة وهي التي توصلك إلى أعلى المقامات.  

الجواب 4 :

” إن الله و ملائكته يصلون على النبي ,ياأيها الذين ءامنوا صلوا عليه” هذه آية الانوار ،جمعت الالوهية،والنبوة القديمة ،والملائكة والمومنين. فالله نور السموات والارض والملائكة من نور وسيدنا محمد نور ” قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين”

والمومنون أنوار:وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ “.

السؤال السادس

 السؤال السادس:  النداء في قوله تعالى ياآيها الذين آمنوا ؟ ما يقتضي هذا النداء؟

 الجواب1: النداء:”يا أيها “في القرآن الكريم أمره عجيب فمن حيث الإحصاء، وردت “ياأيها” في المصحف الشريف 143 مرة ،إثنان منهم محذوفتا الألف ، قوله تعالى”وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ” وقوله تعالى ” سنفرغ لكم أيه الثقلان” . و143 هي 13 ×11 أي  كسر الصفة أحد × كسر “هو”، وهذا فيه من الدلالة على أن هذا النداء فيه من سر الأحدية ما فيه ،والأحدية محتد النبوة، والهوية حجاب بل حجب وهي بساط مشترك، فمن عرف نبيه فقد علم سر النداء واهتدى،و به في كل أموره اقتدى. ومن حجبته بشريته تاه وما اهتدى .ومن العجيب كذلك أن “يا أيها النبي” ذكرت في القرآن الكريم 13 عنونا عن الأحدية .فدل هذا على  الحجاب المسدول دون الأحدية من طرف الهوية (إذ النداء العام في القرآن 13 ×11 = أحدية في هوية )والنداء الخاص للنبوة ،ورد دون حجاب إذ الأحدية محتدها فافهم . و ألحقت “يا أيها” بالإسم الموصول ” الذين”  92 مرة، أي عدد كسر إسم محمد، محمد = 92. منها 89 نداء  “للذين آمنوا”  ،و 1 نداء “للذين أوتوا الكتاب”، و1 نداء “للذين هادوا “،و 1 نداء “للذين كفروا” . والإسم الموصول يفيد كما يقول اللغويون التعيين والتخصيص، فكأن في هذا العدد دلالة على أنه بالمحمدية وقع التعيين والتخصيص في الكون فاختصت أهل الإيمان بالفضل الكثير. ولم يرد النداء بصيغة يا أيها الرسول إلا في موضعيين من القرآن الكريم .

وصيغة النداء “يا أيها “جمعت بين ثلاث حروف: (يا ) (أي) (ها). فيا أداة نداء للبعيد ،وأي أداة نداء للقريب، وها أداة صلة. فانظر إلى هذا السر العظيم المخزون في هذا النداء فهو يجمع بين متناقضين فهو يبدأ بنداء بعيد ويتبعه نداء قريب ثم صلة. والذي نراه والله أعلم، أن هذا النداء يعنون عن برزخيته صلى الله عليه وسلم ” فأوحى إلى عبده ما أوحى” . ومن حيث الرسم القرآني، حذفت ألف نداء البعيد (يا) للإصطحاب بين الصفة وموصوفها، وتبثت ألف نداء القريب رحمة بالكون وأهله “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” . فبهذا لم يكن في الكون إلا الجمال، وجمال الجلال. 

ولنرجع إلى آية الصلاة، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تقرب الأمة من نبيها وتعرفهم به،وبفضله العظيم، وأنه المُخاطب الأول والمخاطِب الثاني للكون كله . والنداء كما يعرفه اللغويون هو طلب توجه المخاطب إلى المتكلم ،فنداءه صلى الله عليه وسلم للكون عنوان على أن معرفته صلى الله عليه وسلم والإستجابة له واجبة ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ” ولم يقل تعالى إذا دعوكما ،والنداء دعاء ،فلاَحِظ كيف أن الآية أشارت إلى أن النداء بيا أيها هو نداء من الله ورسوله.واختص صلى الله عليه وسلم أهل الإيمان من أمته فجعل لهم الحظ الأكبر من هذا النداء وهذا من فضل الصلاة على النبي في هذه الأمة (ألا ترى كما مر بنا  أن المخاطبين الأكثر من حيث العدد بنداء ” يا أيها” هم الذين أمنوا .

الجــواب2 :

قال تعالى: يا ايها الذين آمنوا صلوا

فجاء النداء ب “يا” للتنبيه ،” أيها” بالتأييه ، وذلك ليكون أقوى في التنبيه ،لتلقى الامر الذي يرد بعده فيكون ذلك من التحريك إلى التشويق ثم التذويق ،والشوق إذا تقدم عن الذوق يكون التذوق أكمل   وأعلى وأتم.وتعليق النداء على صفة الايمان ” ياأيها الذين آمنوا” نداء لأهل المحبة قال صلى الله عليه وسلم : لن يومن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين (الحديث).  وأكد تعالى ذلك ب ” ال” التعريفية” النبي ” لأنه صلى الله عليه هو المعروف الحقيقي بوصف النبوة .” صلوا ” هذا أمر فمن ترك هذا الامر وتخلف عنه فقد خدش في إيمانه وتعرض للخطر وهذا نظير قوله تعالى: ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.

ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام .

ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة.

فإمتثال أمره تعالى في قوله “صلوا عليه” ،هي قضية إيمان وليست قضية امتنان على هذا النبي الكريم. وقد رأينا من يعتني بلحيته وقص شاربه وتقصير ثوبه أكثر من الصلاة على الحبيب. فاختر لنفسك وصلي عليه صلى الله عليه  .

والله ولي التوفيق

السؤال السابع

         التخصيص لأهل الإيمان في النداء

الجواب  1 :

توجيه الخطاب للمؤمنين بيان على خصوصية الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلو شأنها، فشرط في المصلي تحقيق مقام الإيمان حتى يكون أهلا للصلاة على النبوة. فلا يصلي على النبوة إلا أهلها، وقد انتخبت النبوة أهلها، قال تعالى: “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليهم ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم” .فاختص المؤمنون بالرحيمية  .وأما الرحمانية فبساط عام الكل تحت كنفها  “قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن” . وذلك لأن مقام الإسلام متعلق بالرسالة (الشهادة، الصلاة، الزكاة…) وأما مقام الإيمان فله تعلق بالغيب،ولما كانت النبوة عين الغيب إذ هي بطون كان الإيمان له تعلق بالنبوة.

الجواب 2:

قال تعالى : قلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ” .

قال صلى الله عليه وسلم: لا يومن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ماله وولده والناس أجمعين ( الحديث) ، لهذا خص أهل الايمان بالصلاة على مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

السؤال الثامن

    8 – ما الفرق بين يا آيها الذين آمنوا ويا أيها المؤمنون . وقيمة التعبير بالاسم الموصول الجمعي ؟

الجواب1:

الفرق بين الجملتين هو الفرق بين الإسم والفعل، فالإسم لا تعلق له بالزمان بينما الفعل مقيدبالزمان. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا صلوا. فخاطبهم بالفعل بيانا أن أمر الصلاة إستمراري أبدي، فكلما زاد إيمان الشخص وزادت معرفته زادت صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا سر الفعل، فالفعل يفيد التجدد والإسم يقتضي الثبوت ومسالة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في تجدد مستمر تابع لترقي التجليات الالهية وحسب مقامات العارفين .

أما التعبير بالإسم الموصول [ الذي ] فالاسم الموصول كما يعرفه اللغويون لفظ يدل على معين بواسطة جملة تذكر بعده تسمى صلة الموصول ،مشتملة على ضميره. فبهذا الموصول يدل على التخصيص أي أعني هذا وليس غيره. فلو قالت الآية يا من آمنوا صلوا لكان هذا عاما وأما وقد قال ” يا أيها الذين آمنوا “فقد خصصت أهل الإيمان تخصيصا. فالإسم الموصول يدل أن المتكلم عالم بمن يخاطبه بالإسم الموصول بينما إستعمال “من” لا يقتضي علما بالمخاطب. ولمزيد من التوضيح أعطي مثالا بسيطا: فلو قلنا يا من سرق النقود أرجعها، فهذا يدل أننا لا نعلم من سرق النقود ونخاطبه بصفته وأما إذا قلنا يا أيها الذي سرق النقود أرْجِعْـها،فهنا يفهم أن القائل يقصد شخصا بعينه يعرفه. وهذا فيه مزيد من الخصوصية لأهل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم،فبصلاتهم على رسول الله صاروا معروفين مُعَرفين عند ربهم فناداهم بالإسم الموصول [الذي]. وهذا سر قوله صلى الله عليه وسلم إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي.

الجــواب2:

8 – مالفرق بين ياآيها الذين آمنوا وياأيها المؤمنون . وقيمة التعبير بالاسم الموصول الجمعي ؟

“يا أيه المومنون “هي الوحيدة خطاب ونداء للمومنين ،في القرءان (سورة الزخرف)

وكذلك “يا أيها الكافرون” الوحيدة(سورة الكافرون).

يا أيه بدون الالف أي لم تكتب “يا أيها ” لأن المومنين متفاوتون في الايمان وليسوا سواسية إيمان هذا أكبر من هذا، وهكذا. أما ياأيها الذين امنوا فهذا الخطاب موجه لمومنين مخصوصين ومعروفين.

الجواب 3:

8 – مالفرق بين ياآيها الذين آمنوا وياأيها المؤمنون . وقيمة التعبير بالاسم الموصول الجمعي ؟ التعبير بالفعل دلالة على التغيير والزيادة بينما الاسم جامد لا يتغير. فأهل الصلاة عليه صلى عليه وسلم هم في زيادة في الإيمان. وكذلك الفعل دلالة على العمل والاسم دلالة على الصفة فكانت الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مطية  لمن شمر عن ساعدي الجد و  الاجتهاد وسعى في نيل  المقامات.  وليست الثرى كالتريا.

السؤال التاسع

     9 = ماقيمة الأمر في قوله تعالى “صلّوا عليه” والإمتثال والطاعة لهذا الأمر ؟

الجواب 1:

فعل الأمر لا يحصره زمان فهو في الماضي والحاضر والمستقبل فأينما كان المأمور وجب له امتثال الامر. فهذا أمر لكل مسلم مومن أن يصلي على رسول صلى عليه وسلم. وكون الصلاة جاءت هنا بالضمير حيث قال [عليه] ولم يقل على النبي إضمار لحقيقة هذا النبي الكريم، وبيان أن المصلين متفاوتون في صلاتهم. فمنهم من يصلي على سيدنا محمد الذي يأكل ويشرب وينام، ومنهم من يصلي على سيدنا محمد المبعوث الذي خص بالرسالة الى أهل الكون. ومنهم من يصلي على الحقيقة الأزلية الأبدية لهذا النبي العظيم. وكما قال صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتموني” . أي كما شهدتم حقيقتي.

الجــواب2 :

يكفيك في قيمة هذا الامر أن الله وملائكته يصلون على هذا النبي الكريم . قوله نعالى ” صلوا” أمر و إذن بالصلاة. ولذلك ذهب جمهور العلماء أن الصلاة عليه وسلم فرض على كل مؤمن ولو مرة في العمر. وكذلك هي إذن لأهل الخصوص للبحث والتنقيب على صفات نبيهم التي وصفه بها الله في كتابه الكريم.

السؤال   العاشر

 قال الله تعالى: وسلموا تسليما ولم يأت القول سلموا سلاما ومالفرق بين التسليم والسلام ؟

الجواب 1:

السلام : قولنا السلام عليك أيها النبي كما في التشهد.

التسليم:  هو أن تعتقد أنه صلى الله عليه وسلم تعرض عليه صلاتك وتسليمك ويرد عليك و أنه خليفة الله في أرضه.

“فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً”

الجــواب2 :  

كلمة [تسليما ] وردت 3مرات:

“ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما “

“وما زادهم إلا إيمانا وتسليما “.

“وسلموا تسليما “.

وباستقراء كلمة السلام و أنها في الغالب للتحية وإلقاء السلام هذا أولا . وثانيا : في قوله تعالى “ويسلموا تسليما “بمعنى :انقيادا وخضوعا وإذعانا ,وفي قوله “إيمانا وتسليما “:استسلاما ورضا وسكونا تحت مجاري الأقدار.

ثالثا: و بما أنه لاترادف في الكتاب العزيز ،و لاتكرار عند أولي البصائر والتمييز إذاً “وسلموا تسليما “يعني قولوا :السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ,وبهذا المعنى فَهِمَها الصحابة الكرام لما نزلت الآية قالوا :قد علمنا السلام عليك فكيف نصلي عليك ؟ قالوا السلام عليك ولم يقولوا السلام لك لأن التسليم فهموه وفقهوه والتزموا به عند نزول قوله تعالى “ويسلموا تسليما “وهذا في التشهد بعد التحيات لله …. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ،ثم تختم صلاتك بالصلاة عليه “اللهم صل على سيدنا محمد” وقال صلى الله عليه وآله وسلم :” ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي فأرد عليه السلام ” قال :يسلم علي ولم يقل يسلم لي أو إلي لأن التسليم له فهم من قوله “ما من مسلم”فلن يتم الإسلام إلا بالتسليم للحكمة والأحكام والانقياد المطلق والاستسلام :” فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيماشجر بينهم …. الآية ” فصلاة المؤمنين على النبي :قول , والسلام أيضا :قول. والمؤمنون  قال تعالى في حقهم:” وهدوا إلى الطيب من القول “.فصلوات الله وسلامه على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.

وأما قوله تعالى :”وسلموا تسليما “فتأكيد السلام هنا في حقنا نحن لأن الخطاب لنا [وسلموا تسليما ] فبعضهم فهم الأمر على ظاهره وقال :اللهم صل على سيدنا محمد وسلم تسليما , وبعضهم فهمها على أنها تأكيد للأمر بالسلام والإكثار منه والمداومة عليه والاعتناء به وحين نقول :يارب سلم تسليما فإننا ندعو الله تعالى أن يسلم على حبيبه نيابة عنا لأننا غير مؤهلين للسلام المباشر عليه ،فهذا معنى التسليم من الله فتسليمنا لله :الانقياد والإذعان, وتسليم الله :مضاعفة السلام والأمان .تسليمنا لله :خضوع وإقرار ,وتسليم الله :مواصلة الفضل المدرار , وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

الجواب 3 :

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى أَثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيُصَلِّي رَكْعَةً وَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ التَّسْلِيمِ فَإِنْ كَانَتْ الرَّكْعَةُ الَّتِي صَلَّى خَامِسَةً شَفَعَهَا بِهَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ وَإِنْ كَانَتْ رَابِعَةً فَالسَّجْدَتَانِ تَرْغِيمٌ لِلشَّيْطَانِ (البخاري).

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا التَّسْلِيمُ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ قُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْبِئِينِي عَنْ وَتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ لِمَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ لَا يَجْلِسُ فِيهِنَّ إِلَّا عِنْدَ الثَّامِنَةِ فَيَجْلِسُ فَيَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَدْعُو ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا .

اللغة: وسلمته إليه تسليما فتسلمه  أي(أعطيته فتناوله ) وأخذه.

 ( والتسليم الرضا) بما قدر الله وقضاه والانقياد لأوامره وترك الاعتراض فيما لا يلائم ( و ) التسليم ( السلام ) أي التحية وهو اسم من التسليم .قال المبرد وهو مصدر سلمت ومعناه الدعاء للإنسان بأن يسلم من الآفات في دينه ونفسه.( وأسلم ) الرجل (انقاد) وبه فسر الحديث “ولكن الله أعانني عليه فأسلم” أي انقاد وكف عن وسوستي،(و) قيل أسلم دخل في الاسلام و ( صار مسلما ) فسلمت من شره وقوله تعالى “قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا

ولكن قولوا أسلمنا”.

الصحاح  في اللغة : والسَلامُ: الاسمُ من التسليم. والتَسْليمُ السَلامُ.

لسان  العرب: وأَما الغِرَارُ في التسليم فنراه أَن يقول له: السَّلام عليكم، فَيَرُدُّ عليه الآخر: وعليكم، ولا يقول وعليكم السلام؛ هذا من التهذيب. قال ابن سيده: وأَما الغِرارُ في التّسليم فنراه أَن يقول سَلامٌ عليكَ أَو يَرُدَّ فيقول وعليك ولا يقول وعليكم،

وفي الحديث: الصلاة تحريمها التكبير وتَحْلِيلها التسليم أَي صار المُصَلِّي بالتسليم يَحِلُّ له ما حرم فيها بالتكبير من الكلام والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالها، كما يَحِلُّ للمُحْرِم بالحج عند الفراغ منه ما كان حَراماً عليه.

السؤال الحادي عشر

11أقوال العلماء والمفسرين والسادة الصالحين والأولياء في الصلاة والسلام عليه صلوات الله وسلامه عليه ؟

الجواب 1:  اختلفت آراؤهم وأقوالهم وكلهم أكدوا على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم و الاكثار منها.

قال تعالى بعد هذه الاية” ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنوا” أي من يطعن في قيمة ومكانة هذا النبي الكريم عند الله فهو ملعون. فهو صلى الله عليه و سلم عبد محض و أول العابدين وهو نور من الله ” قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله “ولم يقل تعالى يهدي بهما الله .

فكن عارفا بقدر نبيك موقنا بحقيقته.

وصدق تغنم ولا تنكر تحرم وسلِّم تسلم.

الصلاة على رسول الله على ثلاثة انواع:

صلاة الله هي ذكره ومدحه والثناء عليه  بالنعوت الواردة في القرءان وصفاته الظاهرة والباطنة .

صلاة الملائكة بالشمائل المحمدية.

صلاة المومنين من السيرة العطرة.

وصلاة الصالحين نعوتها مأخوذة من القرءان ومن باطن الايات كقول القائل اللهم صل على من منه انشقت الاسرار وانفلقت الانوار ….

الجــواب2:  

إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي:  هذا إخبار.

 يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً هذا تشريف لنا

قال تعالى ” والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها” . حقا هم فيها في الدنيا . فالصلاة على النبي تدخل صاحبها هذا الفردوس الدنيوي. قال سادتنا الصوفية : نحن على لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها.

فالصلاة على نبينا تقاوم الغضب وتستوجب الفضل .فما شغل الله تعالى العوالم ,كلها علوية أو سفلية ,ملكية أو ملكوتية, إلا بأعظم الطاعات, وأفضل القربات ,ومنح المصلين عليه بما أكرم به الذاكرين والتالين لكتابه ﴿وَتُسَبِّحُوهُ﴾.قال صلى الله عليه وسلم:ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله ولم يصلوا على نبيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة “،يقتضي أن الصلاة عليه شرط. فلنجتهد ,فكيف يطمع في الوصول من ليس معه محصول, وكيف يطمع معرفة الخليفة الكلي السائد من ليس له قائد.

وصلى الله على سيدنا ونبينا ومولانا محمد.

سنة 2013

المشاركون من اصحابنا : ابن المبارك، أبو أحمد،جمال، عبد النبي، ابن الفاطمي.المتوكل.

حصل المقال على : 2٬020 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد