- في سورة النمل قال تعالى (إِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهۡلِهِۦٓ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا سَـَٔاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ ءَاتِيكُم بِشِهَابٖ قَبَسٖ لَّعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ).
في طه قال تعالى (إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْأَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى).
وفي القصص (فَلَمَّا قَض۪يٰ مُوسَي اَ۬لَاجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِۦٓ ءَانَسَ مِن جَانِبِ اِ۬لطُّورِ نَاراٗۖ قَالَ لِأَهْلِهِ اِ۟مْكُثُوٓاْ إِنِّيَ ءَانَسْتُ نَاراٗ لَّعَلِّيَ ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ اَوْ جِذْوَةٖ مِّنَ اَ۬لنّ۪ارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّآ أَت۪يٰهَا نُودِيَ مِن شَٰطِےِٕ اِ۬لْوَادِ اِ۬لَايْمَنِ فِے اِ۬لْبُقْعَةِ اِ۬لْمُبَٰرَكَةِ مِنَ اَ۬لشَّجَرَةِ أَنْ يَّٰمُوس۪يٰٓ إِنِّيَ أَنَا اَ۬للَّهُ رَبُّ اُ۬لْعَٰلَمِينَ).
لما جاء التعبير في الاية الاولى بالمجئ وفي الايتين بالإتيان؟.
المجئ مادي نفعي :راء موسى نارا فظن أن هناك أناسا سيهدونه الطريق ،ويزودونه بقبس منها،ولكن عندما سمع النداء ولم يرى المنادي(فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنۡ حَوۡلَهَا)” نودي” مبني للمجهول ولم يُعرف المنادي نفسه،فلم يتغير حاله .
اما في اية طه والقصص فالمنادي عرَّ ف نفسه(يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) (إِنِّيَ أَنَا اَ۬للَّهُ رَبُّ اُ۬لْعَٰلَمِينَ)
فعرف أنه الوحي ،فتغير باطنه،ونسي القبس من النار الذي جاء من أجله،والخبر الذي يطلبه،واصبحت المسائل روحية معنوية،فعبر القرءان بالإتيان.
قال الله تعالى في سورة الاعراف (قالوا اوذينا من قبل ان تاتينا ومن بعد ما جئتنا )الاتيان بالدعوة ،أمر روحي معنوي، أما المجيء فحضوره بينهم جسديا.
سيدنا موسى قال لأهله(إِنِّي آنَسْتُ نَارًا) (نارا) نكرة بينما عندما جاءها ذكرها القرآن بالتعريف (بورك من في النار)فهو تجلي الربوبية في الصور،تجلت في عين ما كان يطلبه موسى(ياايها الناس انتم الفقراء الى الله) فكل ما يفتقر اليه يصب في مقتضى اسم إلهي.وتبع هذه الاية التنزيه (وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ) تنزيه الله عن الحلول او الوحدة او الاتحاد،فهو تجل إلهي،وتبقى الذات الالهيه في غناها المطلق، حتى عن التجلي،وعن موسى.
يقول الامير عبد القادر الجزائري :…وبعدما كَتبت هذا الموقف [الموقف الأول بعد المائة]،خَطر في بالي أنه إذا وَقف عليه بعض مَن لم يُكشَف له سِرّالحقيقة المحمدية،ربما يقول ما قال الحافظ ابن تيمية لما وَقف على شفاء عيّاض:[لقد تغالى هذا المُغَيربيّ] ثُمّ نِمْتُ فقيل لي في المنام: زِدْ،وهي: “نار موسى، وعصى موسى،ونفس عيسى،الذي كان يُحيي به الموتى ويُبرئ الأكمه والأبرص”، فلما استيقظت زِدْتُها انتهى.
وللاشارة فعند القدامى كل نور هو نار،إذ لم يكونوا يعرفون أداة للإستضاءة غيرها،ومنها قولنا إستنارأي أضاء.
(أَنۢ بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنۡ حَوۡلَهَا)
كانوا لا يعرفون النور إلا بواسطة النار فكان التجلي في النار ،فظاهرها نار، وباطنها نور مبارك،وعمت البركة كل من حوله
و كلمة بورك في حساب الجمل تعطي: 228 أي 19 مضروبة في 12. و 19 عدد حروف البسملة،طلسم النبوة والتي بركتها عمت المكان.والله اعلم.