عن كتاب خبيئة الكون للغوث محمد الكتاني يقول:…..
وأما الاكتفاء بكتب الصوفية وإرادة الوصول بما تَصف،هيهات.وذلك لأن كل واحد من مشايخ الطريق إنما يصف في كتبه الطريقة التي نصبت له في ابتداء سيره إلى انتهائه،وآخر يصف المدرجة التي درج عليها، وآخر،وهلمّ جراً.وما تجلّى الله سبحانه لشخص بمثل ما تجلّى للآخر،فكيف يأتي هذا المتأخّر ويأخذ تلك الكتب ويُحبّ أن يصل إلى الله تعالى على ما وصفت،مع أن:واحداً ربما يكون مرّعلى طريق الصبر،لأن الغالب عليه وصف الهلوعية.وآخرعلى طريق الشكر،لاستدعائها المزيد.وآخر على طريق الرضا،لَما كان الغالب عليه منازعة المقدور في مُرّه وشرّه.وآخر على طريق الزهد،لما كان الغالب عليه الرغبة.وآخر على طريق المحبة والشوق.وآخر على طريق التوكل،لما كان يتّهم ربه في الأرزاق.وآخرعلى طريق الخوف،لما أن الغالب عليه التساهل في منهيات التكاليف مثلاً.وآخر على طريق التوبة،وإن كانت هذه الطريقة تلزم جميع أهل هذه المسالك،لأنها من المقامات المُستصحبة في الدنيا والبرزخ والجنة،كالإيمان والمحبة. وآخر درج على طريق الأدب.وآخر درج على طريق الصلاة،فتجده مُكثراً لها كألف ركعة فأزيد. وآخر على طريق الصوم.وآخر على طريق السياحة في الأرض.وهلم جراً.ولامِرية أن كل من حبّبت إليه طريق من هذه الطرق تجده يصفها،ويصف أولها ووسطها وآخرها،ويرغّب فيها ويُحبّبها للناس،وهكذا. ثمّ إذاجاء هذا المريد للسلوك وأراد السلوك،فمن الجائزأن يجد الناس يثنواعلى واحد من أهل هذه المراتب، فيحبّها هؤلاء لأجل السلوك والترييض،بل لأجل أن يمدح فتجده يبحث عن ذلك المسلك مثلاً. وهكذا الوصف في الجميع.. فكيف يمكنه أخذ الطريق من كتب القوم،إنما تتلقّى من أفواه الرجال وتلقّفات هِمَمهم وتوجّهات التفاتاتهم إليهم.وأيضاً هذا المريد للسلوك ينبغي له أن ينظر القاطع الكبيرعنده ما هو؟ ثم يتسبّب في اجتنابه.وهذا أمرلاتُعطيه له كتب القوم ولايستمده منها،لأن كل أحد إنما يصف طريقه هو التي سلك عليها.فلا بدّ من المربّي.. وليت علمي:هل هؤلاء الذين يقولون بأنهم يتربّون من الميت،هل يعرفون هذه الموارد ويُسلّكهم عليها وهوفي القبر؟.. وأيضاً تجليات تلك الكتب لا يُعاد التجلي بها على أحد للوُسع الإلهي،فلا يمشي هذا المتأخر تحت فلك ذلك التجلي المُتجلّى به على ذلك المتقدّم،وإنما يتجلّى تعالى بتجلّ آخر. ولهذا لا يصحّ الوصول إلى الله تعالى يكتب القوم،وإنما يحصل منها أمور،ومنها: التشويق لمن نَحا ذلك النحو يصل إليه،على اختلاف المشارب والأذواق،ويأخذ بالأيدي حتى يوصل.انتهى(كتاب خبيئة الكون لابي الفيض محمد الكتاني
فكما ترى الشيخ محمد الكتاني ،ينفي امكانية تربي المريد على يد شيخ ميت ،كما ينفي ان تكون تربية عرفانية بمجرد قراءة كتب التصوف .وعلل كلامه بأن التجليات الالهية تتغير من زمان الى اخر فيجب سلوك الطريق على يد الشيخ الذي يواكب التجليات
في حين الشيخ الجيلي يرى غير ذلك:
يقول القطب عبد الكريم الجيلي قدس الله سره في مقدمة كتابه ” الكهف والرقيم” ….من كان ذا عقل ذكي، وفهم علي، وإيمان قوي،يأخذ من كتبنا كل ما يأخذه،وينال منها كل مقصده،ولقد رأيت في زمننا من أجناس العرب،والفرس والهند كلهم بلغوا بمطالعة كتب الحقيقة مبالغ الرجال… فمن اضاف بعد ذلك الى علمه، وفضله، سلوكا واجتهادا صار من الكمل و كان من العارفين.انتهى..
فأسأل الله تعالى أن ينتفع بنا كل من يصاحبنا في هذا الزاوية العنكبوتية الافتراضية.فقد بيننا لكم الكثير من الحقائق التي لم نسمعها من أفواه الشيوخ المعاصرين: كالاصطحاب،والوجهة الحقية ،والوجهة الخلقية لإسم الجلالة “الله” كذلك الوجهة الحقية والخلقية للنور المحمدي.وميزنا بصفة دقيقة بين المحمدية والاحمدية، وقدمنا شروحات لصوات العارفين ،وتحليلات لكلامهم ….وكل ما يكتب هو موافق لتجليات عصرنا والحمد لله..
وهذا دون افتخار ودون تطاول على أحد،ولانرى أنفسنا خير من أحد، ولا أعرف من أحد، والله يشهد،وليست بغيتنا استقطاب مريدين لطريقتنا،لا والله، التصوف ليس بالسهل هو طريق شائك صعب المسالك،ولقد رأينا فتور أصحابنا وتكاسلهم وبعدهم عن أبجذيات التصوف العرفاني ،فهم يروننا ونراهم،ومع ذلك بقوا بعيدين عن روح التصوف العرفاني،هل يقدرونه حق قدره؟،وهل يعطونه الاعتبار الذي يستحق؟..لا ادري.فمنهم من لا يعرف من هذه القناة إلا الاسم؟.
فكيف بمن يبعد عنا أميال الكيلومترات،فالتصوف الذي يسلك بك الى معرفة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، يتطلب المواضبة على الفرائض والسنن،والنوافل (ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) الصيام وقيام الليل، والابتعاد عن مجالس اللهو،واللغو،والسهو،وحقائق التصوف العرفاني تنفلت بسهولة ،لذا يجب مراجعتها مرارا حتى تستقر وبالتكرار يقع الاستقرار …وزمننا كثرت في الملاهي والشهوات…والهاتف المحمول وقنوات التواصل الاجتماعية، زادت الطينة بلة،فأصبحت الصدارة للمسائل التافهة….
وعلى اي قصدنا وجه الله، فإن اصبنا فمن الله ،وإن أخطأنا نرجو الله تعالى أن يسامحنا
بغيتنا التعريف بالنبوة المحمدية،وعظمتها ودورها في الكون الإلهي، والتعريف بالتصوف العرفاني الحق ،لأننا رأينا أن ،الساحة الصوفية كثر فيها المدعون ،والمشعوذون والدواب بدون رأس ،والرويبضة،.
فأعينونا بدعائكم