قال الشيخ احمد التجاني قدس الله سره : … وحقيقة سريان قيوميته صلى الله عليه وسلم في الوجود،لامطمع للعقل في دركها،ولا أن يحوم حول حماها،فما وصل إليها أحد من الخلق، ولا يعرف لها كيفية ولا صورة،وكل الوجود في حجاب عن هذا الإدراك،حتى أكابر الأنبياء والمرسلين عليهم السلام،كلهم لم يشموا لها رائحة،ومن دونهم أحرى وأولى انتهى..
للحقيقة المحمدية مراتب،أما الحضرات فلاتحصى ولاتعد،لأنها على عدد التجليات،و لأن مع كل تجل إلهي حضرة محمدية،تضفي عليه اللطف والرحمة،والتجليات مطلقة،وبالتالي فحقيقته صلى الله عليه وسلم متصفة بالاطلاق لهذا لايمكن الاحاطة بها،وقال تعالى(ورفعنا لك ذكرك)ومن رفع الحق تعالى ذكره،فهل يدركه أحد،وهل يعرفه أحد”ما عرفني حقيقة غير ربي”. هيهات هيهات. فلا الأنبياء عرفوه،أخذ الله تعالى له منهم الميثاق في الأزل(وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ)(آل عمران)، ولا الأولياء ادركوا حقيقته،كيف يعرف،وهو نور الله.ومحتده الصفة الأحدية،والأحدية حضرة سحق ومحق..ولون الماء لون إنائه.. حتى الملائكة لم يعرفوا حقيقة هذا النبي الكريم قال تعالى(وَإِن كَانُوا۟ لَیَقُولُونَ لَوۡ أَنَّ عِندَنَا ذِكۡرا مِّنَ ٱلۡأَوَّلِینَ لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِینَ)،(والاولين)هم مراتب النبوة المحمدية،كالعقل الاول وكالقلم الاعلى.يستثنى جبريل عليه السلام، فهوالوحيد من بين الملائكة الذَي يعرف الحقيقة المحمدية. وفي صلاتنا عليه،نقول(اللهم صل على سيدنا محمد)اي يا ألله صل،فنحن نطلب من الله أن يصلي عليه،لأننا عاجزون عن معرفة مراتب نبوته وحضراتها.وجاهلون بدور الصلاة عليه الحقيقي في الكون الإلهي.
فاعرف قدر نبيك ولا تخض مع الخائضين ،ولا تكن من الجاهلين.