وما يعلم جنود ربك الا هو
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين.
الفيروسات هي أصغر بآلاف المرات من البكتيريا، والبكتيريا أصغر بكثير من الخلايا البشرية. الفيروسات صغيرة جداً لدرجة أن معظمها لا يمكن أن تُرى من خلال الميكروسكوب الضوئي ،فلابد من الميكروسكوب الإلكتروني .
كل ما في الكون ظاهرا كان أم باطنا إنما هو آثار الأسماء الإلهية ،وتابع لتجل من تجلياتها،الجمالية عندما يكون مقتضاه نعمة ،والجلالية عندما يكون الأمر عقابا ونقمة وعذابا ،لأهل ذلك الزمان ،كما هو حال فيروس كورونا الذي أحدث حالةً من الرعب والفزع في العالم،بعد أن اجتاح ما يقرب من 30 بلدًا ومنطقة في قارات مختلفة. قتل الأرواح ونشرالرعب بين الأشباح ،وهولا يرى ؟
قال تعالى” فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”( الانعام) .
جاء بأس الله ولم نتضرع الى الله في كشف البلاء،بل ظهر ضعف ايمان المسلمين جليا ،وقلة تشبتهم بدينهم ،وعدم لجوئهم الى الله،وتضرعهم اليه ليكشف عنهم البلاء،وانجلى الغبارعن قسوة قلوبهم،فظهرت جلية،فبادروا الى إيقاف الطواف واغلقوا المساجد،والمدارس(والمدارس القرءانية) “وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ “ففروا من المسبب الى الاسباب .والاسباب في ذاتها حجاب،لا تنفع ولاتضر، إنما تعمل بمراد الله ،فالنار لم تحرق سيدنا ابراهيم ،والحوت ابتلع سيدنا يونس ولفظه ،والجب لم يكن قبرا لسيدنا يوسف ، ولا صويحبات زوليخا جعلن منه عبدا.
فالبلاء بصفة عامة تابع لإسم جلالي ،وبما ان ليس هناك دواء ولا لقاح ضد هذه الجائحة ،والدواء من الأسباب، والأخذ بالاسباب دون التوكل عليها قلبيا واجب وهو عقيدة المومن. فعلى المسلمين ان يواجهوا هذا البلاء بسلاح من نوعه ،أي اسم الهي يضاده ،اسم جمالي يحمل في طيه مقتضى ” الله لطيف بعباده” ولا ارى اسما يقوم بهذه المهمة غير اسمه تعالى اللطيف .والإكثار من قراءة القرءان ” وننزل من القرءان ماهو شفاء ورحمة للمومنين” وكذا الصدقة ” داووا مرضاكم بالصدقة”.
ولم نفعل شيئا من هذا بل تسارعنا الى شراء الأكل بكثرة ،وتدافعنا على المحلات التجارية ،لتخزين ما يكفينا،ويقينا لباس الجوع والخوف الوهمي .
وأقمنا الوباء أميرا علينا، فالمقاهي كانت مليئة باللاهين ،الساهين، الغافلين عن الله،أخليت. وخانات الخمر كانت مليئة بالعاصين لأوامر الله ،فغودرت.
وبيوت الدعارة وملاهي القمارهجرت. فروا منها خوفا من كورونا،وطلقوها رعبا منه،ولم يقلعوا عن معاصيهم خوفا من الله .والله مراقب لهم اينما كانوا.
فعندما تخاف من شئ لا تراه، وتعصى الإله ،الذي يراك،والذي اثاره ظاهرة في صنعه وموجوداته ،ونعمه سارية في مخلوقاته، فاعلم اننا في جاهلية اخرى غيرالجاهلية الاولى . فملك الموت زائرلا يطرق الأبواب ولا يستأذن،ولاعلاقة له بكورونا اوغيرها . عبد مأمور ينفد الاوامر ‘”وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا “
اشتري ما يكفيك لسنة،واقفل عليك باب دارك ،وقل انا تحصنت من كورونا و فتكه.” اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ”
قال تعالى “وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا”(فاطر).
فالحق تعالى لن يواخذنا بما فعل السفهاء منا،وسيكشف البلاء وتعود الامور الى مجاريها ،وطبيعتها ،لأن هذه هي سنة الله في خلقه ،ولكن سيعود اصحاب المنكر الى منكراتهم ،واصحاب المعاصي الى معاصيهم والغافل الى غفلته …..و “لو” حرف امتناع فلم يؤاخذهم لأن هناك تأخير مقدر أزلا ،وهو يوم القيامة …”ولكن يؤخرهم”…..فاحذر هذا التاخيرالذي ما بعده تأخير،و احسب ألف حساب، قم من غفلتك ،وثب من معصيتك ،واستيقظ من نومتك.
من لم يخف الله أخافه الله من كل شئ. ومن خاف من شئ فهو عبد لذلك الشئ .
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (التوبة))
اللهم اني اعوذ بك من البرص، والجنون ،والجدام ،ومن سيئ الاسقام .
وصلى الله على سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه