ثم الحادي عشر:فرأيت الإباحة.
الإباحية هي حالة أو حكم يسمح بإتيان فعل ما، دون أن يكون هناك إثم أو ذنب على فاعله،أو بمعنى آخر،هي حالة التخيير بين فعل شيء وتركه،أوما لا ينص على تحريمه في الشرع.الإباحة تعني رفع الحظر وإطلاق الشيء،أي تجيز فعل ما دون أن يكون هناك تحريم أو حظرعليه.
وتأتي الإباحة أيضاً بمعنى الإظهار فيقال:أباح سره أي أظهره. فالاباحة يجب على السالك ان يستعين بها على العبادات ،ولاتصبح عنده من العادات،وتوقعه في المنهي عليه كرجلٌ باع سِلْعةً بعدَ نداءِ الجُمُعةِ الثاني،وهو ممن تَجِبُ عليه صلاةُ الجمعة،ففعلُه هذا أوقعه في المنع(يا ايها الذين ءامنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع)أو رجلٌ خطَب امرأةً،قد خطَبها مسلمٌ قبلَه؟ ففعله هذا عدوان على حق الغير،قال صلى الله عليه وسلم “لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه”.وهناك فرقة ضالة اسمها الإباحية.
ثم الثاني عشر:فرأيت المنع.
كل ما يوقع الشخص في حدود الله يدخل في المنع (تلك حدود الله فلا تقربوها) المنع عن ارتكاب المعاصي، والتعدي على حرمات الله سبحانه.والاباحة والمنع هما الحكم في الأشياء للشرع لا للعقل ،والشرع هو حكم الله في الأشياء. قال الصوفية: المؤمن الكيس يبيع المباح بالواجب.
ثم الثالث عشر:فرأيت التعدي.
التعدي هوتجاوز حدود الشيء،أو فعل يتعدى أثره إلى شيء آخر، أو التعدي على حق الغير.قال تعالى (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)واكبر تعد هو الجدال في ذات الله،و نزع عن النبوة الحلل التي ألبسها الله إياها .
يقول ابن عربي في ص106 ج4 :عن بعض المتكلمين وبعض الصوفية” … فتعدوا حدود الله التي هي أعظم الحدود،وجعلوا ذلك التعدي قربة إليه،ولم يعلموا أن ذلك عين البعد منه،وعند كشف الغطاء يظهر من أعطى ومن أعطى.انتهى.
ثم الرابع عشر: فرأيت الغضب.
هو من الستور الحاجزة دون السير الى الله،فالصوفية يعتبرون الغضب عاطفة بشرية طبيعية يجب التحكم فيها، ويرون أن الغضب، إذا لم يُدار بشكل صحيح، يُعيق الترقي الروحاني.ويهدفون إلى تحويل الغضب إلى طاقة إيجابية من خلال التزكية،والذكر،والتذكر،والمذاكرة لتحقيق الظاهري والباطني والروحاني. فالحق تعالى قال(والكاظمين الغيض)فهم يغضبون ولكن يكظمونه .فمن خصال المنافق انه اذا خاصم فجر ،فالغضب الذي يكظمه صاحبه محمود ويترقى به. قال صلى الله عليه وسلم “اللهم اني اسألك كلمة الحق في الغضب والرضى”. كما ان الغضب نعت الهي (غضب الله عليهم ولعنهم).