قصيدة لسيدناعلي بن أبي طالب

===========

قصيدة رائعة للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وفي كل بيت من أبياتها حكمة وموعظة

النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمـت= أن السعادة فيهـا تـرك مـا فيهـا

لا دارٌ للمرءِ بعـد المـوت يسكُنهـا = إلا التي كـانَ قبـل المـوتِ بانيهـا

فـإن بناهـا بخيـر طـاب مسكنُـه    = وإن بناهـا بشـر خـاب بانيـهـا

أموالنـا لـذوي الميـراث نجمعُهـا = ودورنـا لخـراب الدهـر نبنيـهـا

أين الملوك التـي كانـت مسلطنـةً =حتى سقاها بكأس المـوت ساقيهـا

فكم مدائنٍ فـي الآفـاق قـد بنيـت= أمست خرابا وأفنى المـوتُ أهليهـا

لا تركِنَـنَّ إلـى الدنيـا ومـا فيهـا=  فالمـوت لا شـك يُفنينـا ويُفنيهـا

لكل نفس وان كانـت علـى وجـلٍ= مـن المَنِـيَّـةِ آمــالٌ تقويـهـا

المـرء يبسطهـا والدهـر يقبضُهـا =والنفس تنشرها والمـوت يطويهـا

إن المكـارم أخــلاقٌ مطـهـرةٌ= الديـن أولهـا والعـقـل ثانيـهـا

ثالثهـا والحلـم رابعـهـا والجود =خامسها والفضـل سادسهـا

والبـر سابعهـا والشكـر ثامنـهـا =والصبـر تاسعهـا والليـن باقيهـا

والنفـس تعلـم أنـي لا أصادقهـا= ولسـت ارشـدُ إلا حيـن اعصيهـا

واعمل لدار غـداً رضـوانُ خازنهـا =والجـار احمـد والرحمـن ناشيهـا

قصورهـا ذهـب والمسـك طينتهـا =والزعفـران حشيـشٌ نابـتٌ فيهـا

أنهارها لبنٌ محـضٌ ومـن عسـل =والخمر يجري رحيقاً فـي مجاريهـا

والطير تجري على الأغصان عاكفـةً=  تسبـحُ الله جهـراً فـي مغانيـهـا

من يشتري الدارفي الفردوس يعمرها= بركعـةٍ فـي ظـلام الليـل يحييها

حصل المقال على : 1٬875 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد