السيدة رقية بنت محمد بن العربي
هي رقية بنت محمد بن العربي بن إبراهيم بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن يعقوب ولدت سنة 1301 هجرية وهي زوجة الشيخ علي الدرقاوى ووالدة العلامة المختار السوسي توفيت سنة 1342هـ.
عالمة زمانها : من حظها أنها كانت سليلة بيت علم،فقد حرص والدها العربى الأدوزى علامة منطقة جزولة في عصره،على تعليمها فأتقنت حفظ كتاب الله، ثم رأى أن يدفع بها الى الدراسة الواسعة فى ميدان العلوم لكن تزويجها المبكر حال دون ذلك.
ويخبرنا بهذا ابنها العلامة أيضا المختار السوسي فى كتابه المعسول 3/53 بقوله :”أخبرني أستاذها سيدي احمد بن عبد الله الاجلاني المجاطي قال: استدعاني الأستاذ سيدي محمد بن العربي سنة 1310 هجرية من المدرسة الأدوزية،فأمرني أن ألازم داره وأن أعتكف فيها على تعليم بناته وأولاده فخرجت إلى والدتك في دراعة سوداء،وفى رأس لوحتها،”يوم يفر المرء…” الآية.وقد كانت تتعلم قبل أن اتصل بها عند غيري ثم دأبت عندي حتى ختمت سبع ختمات وجودت غاية التجويد،فعوّل والدها أن يدخل بها الى طور العلوم فإذا تزويجها جاء بغتة و ذلك عند مراهقتها..”. لكن هذا لم يحرمها من أداء فرضها العيني في تربية أبنائها وتعليم غيرها من النساء. ولعل شهادة ابنها المختار السوسي خير دليل على ذلك حيث يقول : “أول ما أعلمه عن والدتي هذه، أنها هي التي سمعت منها بادئ ذي بدء تمجيد العلم وأهله،وأكبر تلك الوجهة،وكان كلّ مناها أن تراني يوما ممن تطلعوا من تلك الثنية، وممن يداعبون الأقلام، ويناغون الدفاتر..”.
هكذا حرصت على تحفيز ابنها لطلب العلم، كما ساعدته بالدعاء متحرية أوقات الاستجابة لترى في ابنها أمنيتها التي حرمت منها وهي التبحر الواسع في ميدان العلوم. ولنسمعه يقول : “أيقظتني يوما فناولتني كأسا مملوءة ماء،فقالت: أن هذا الماء ماء زمزم الذى هو لما شرب له،وهذا سحر يوم عظيم،وهو مظنة الاستجابة،فاجرع منه وانوي في قلبك أن يرزقك الله العلم الذي أتمناه لك دائما”.
كما أن السيدة رقية دأبت أيضا على تعليم نساء إلِّغْ (مدينة بمنطقة سوس) وتهذيب بناتها داخل بيتها يقول عنها ابنها : “وقد كانت أول معلمة من النساء في إلغ، ومهذبة البنات في دار والدي،فبها انتشر ما انتشر من ذلك فيهن”.
وفاتها
توفيت السيدة رقية بنت العربي الأدوزي سنة 1342هجرية بتزنيت،وبني عليها ضريح لتصبح محلا للتبرك في سوس،تروي العجائز قصصها في زمننا لينام عليها الصبيان. وكان الأحرى أن يهتم بسيرتها لنقتبس منها مادة حية، تحيي بسيرتها قلوبا غفلا، ونفوسا جثمت على ظهرها العادة الجارفة.
منقول