بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين،وعلى خديجة الكبرى ام المؤمنين،وعلى آله وصحبه أجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا زلنا مع شرح القواعد المباركة من خريطة السلوك العرفاني لأستاذنا سيدي محمد بن المبارك حفظه الله، ويحط بنا المسير في القاعدة الخامسة والثلاثون التي تقول : إذا كانت بعض الكائنات مُبْصرة فلأن الله تعالى هو البصير،وهو المُمدّ لها من هذا الإسم،وقس على هذا باقي الأسماء والصفات. فلا تجد أحداً من الكائنات مُستغنياً عن الله،بل الكل مُفتقر إليه،فلا فاعل إلا الله ].
كما يلاحظ كل ذي بصر وبصيرة،فهذه القواعد المباركة بمثابة عقد فريد،تنتظم حلقاته في تناسق وارتباط بين جواهره ولآلئه،التي أصولها وكُلياتها: معرفة الحق عز وجل في مرتبة الألوهية،ومعرفة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقيقته،ومعرفة القرآن الكريم الذي هو صفة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ويجمعها تعريف مشربنا المبارك للتصوف بأنه: “هو معرفة القرآن بمولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،ومعرفة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن”..
تطرقنا في مختلف القواعد السابقة إلى التفريق بين الذات الإلهية ومرتبة الألوهية،وبأن الحق تعالى تَعرّف لمخلوقاته من حيث المرتبة لا من حيث الذات.. وهو ما ختمت به قاعدتنا “فلا فاعل إلا الله” بالاسم الجامع الله، وهورئيس مرتبة الألوهية بأسمائها المتقابلة وغير المتقابلة.. فما من حُكم في العالَم إلا وله مُستند إلهي ونعت رباني،كما يقول الشيخ الأكبر،فلو رفعت العالَم من الذهن لارتفعت أسماء الإضافة التي تقتضي التنزيه وغيره بارتفاع العالم.. من هنا كان التقابل في الكون استناداً للتقابل في الأسماء الإلهية: كالهادي والمُضل،المعطي والمانع،الباسط والقابض، وغيرها من المتقابلات..والجميل في التوحيد العرفاني،عند أهل الله الصوفية المحققون،هو المُخرجات العقلية والوجدانية للإشكالات التي سقط فيها علماء الكلام والحكماء من الفلاسفة،والتي أورثتهم الحيرة المذمومة ،والتناقض الفاضح في عقائدهم. هذا ما أورثهم العبادة والمعرفة على حرف،وسوء الأدب في حقّ الجناب الإلهي الأقدس،لأنهم لم يُنزّهوا الحق تعالى عن الإدراكات العقلية والمعارف النظرية،وكذلك أساؤوا الأدب مع خليفته الكلي وبرزخه الجامع صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يعرفوا الحقيقة المحمدية الكلية الكمالية،الجامعة للحقائق العلمية والأسرار الغيبية.. مُتعلّق الكون العلم بالمرتبة،وهو مسمّى “الله” الجامع للنّسب المُعنون عنها ب”الأسماء والصفات”.. يقول الشيخ الأكبر في “فصوصه”: [ فالمؤثِّر،بكل وجه وعلى كل حال وفي كل حضرة،هو “الله”. والمؤثَّر فيه،بكل وجه وعلى كل حال وفي كل حضرة،هو “العالَم”.. ].
ويقول في مقدمة فتوحاته: [ المُتوجّه على إيجاد كل ما سوى الله تعالى هو الألوهة بأحكامها ونِسَبها وإضافاتها،وهي التي استدعت الآثار. فإن قاهراً بلا مقهور وقادراً بلا مقدور: صَلاحيّة ووجوداً وقوة وفِعلاً،مُحال.. ]..
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي في كتابه “الإنسان الكامل في معرفة الأواخروالأوائل”،في تعريفه للألوهية: [ اعلم أن جميع حقائق الوجود وحفظها في مراتبها تُسمى الألوهية. فشمول المراتب الإلهية وجميع المراتب الكونية،وإعطاء كل حَقّه من مرتبة الوجود،هو معنى الألوهية.. ]. ويتبين من هذا النص الفريد،الذي يُجمل المعنى العام لقاعدتنا،أن الألوهية تشمل المراتب الإلهية والمراتب الكونية،وهو ما ذكرناه عن المُستند الإلهي لجزئيات العالَم.. وقوله صلى الله عليه وسلم: “تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في ذات الله” هو مستند العارفين في التفريق بين الذات والمرتبة التي هي الألوهية. فكل إضافة أو حُكم أو نسبة لله،إنما هي للألوهة،وليست للذات.. وهنا تندرج مسألة مشتركة البحث بين علماء الكلام والعارفين،وهي: “هل ثَمّ لله تعالى اسم عَلَم؟”. ويجيب الشيخ الأكبر عن هذا السؤال،ممثلاً في ذلك وجهة نظر العارفين،يقول في فتوحاته في (الباب 379): [ وما وجدنا لله أسماء تدلّ على ذاته خاصة من غير تعقّل معنى زائد على الذات.. فما ثَمّ اسم عَلَم ما فيه سوى العَلَمية لله أصلاً،إلا إن كان ذلك في عِلمه أو ما استأثر الله به في غيبه. وسبب ذلك لأنه تعالى ما أظهر أسماءه لنا إلا للثناء بها عليه،فمن المحال أن يكون فيها اسم عَلَميّ أصلاً،لأن الأسماء الأعلام لا يقع بها ثناء على المُسمّى،لكنها أسماء أعلام للمعاني التي تدلّ عليها،وتلك المعاني هي التي يُثنى بها على من ظهر عندنا حُكمه بها فينا.. فللّه الأسماء الحسنى،وليست إلا المعاني،لا هذه الألفاظ،فإن الألفاظ لا تتّصف بالحُسن والقُبح إلا بحكم التبعيّة لمعانيها الدالّة عليها.. ]. من هنا نجد في مصطلحات أهل الله: “أسماء الأسماء” و”عِلم العلم”.. وهو ما نجده عند العارف محمد وفا الكبير في كتابه “الأزل” في الباب المعنون ب”تحقيق دائرة الإلهية”،يقول: [ وهي مأخوذة من التألّه وهو الاستتار،لموضع امتناعها عن تحصيل كمال المعرفة. والمانع هو الحجاب،فالإله هو المُحتجب في أعيان تجلياته،وهو أسماء مُسمياته.. ].
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي في مقدمة كتابه “كشف المعنى عن سرّ الأسماء الحسنى”: [ وأسماء الحق تعالى القديمة التي يذكر بها نفسه،من كونه متكلماً،لا تتّصف بالاشتقاق ولا بالتقدّم ولا بالتأخّر،وهي غير مكيّفة ولا محدودة. وأما الأسماء التي بأيدينا،التي ندعوه بها،فهي على الحقيقة أسماء تلك الأسماء،وفيها يُمكن الاشتقاق من أسماء المعاني لا من المعاني.. والأسماء التي بأيدينا هي التي تطلب المعاني بحكم الدّلالة،لا الأسماء القديمة. فمن قال: إن الاسم غير المُسمّى،أراد أسماء الأسماء، فإنها ألفاظ وألقاب. ومن قال: إن الاسم هو عين المُسمّى،أراد الأسماء القديمة،إذ الوحدانية هناك من جميع الوجود،فلا تعداد.].
وهذا تأكيد على التنزيه الخاص بأهل الله للحق تعالى،كما يقول الشيخ أبو العباس بن العريف: [ ليس بينه تعالى وبين العباد نَسَب إلا العناية،ولا سبب إلا الحُكم،ولا وقت غير الأزل،وما بقي فعَمى وتلبيس ].
فما من حقيقة غائبة إلا ولها مرتبة في الإدراك،مُستعدّة لقبول تجلّيها بالتّعيين. فتكون في الشهادة على ما هي به في الغيب على طريق التمثّل. والمرتبة باقية مستمرة ما دامت الحقيقة منكشفة مُتجليّة. وهذا ما اصطلح عليه العارفون بحقيقة الإبقاء والإمداد.
قال مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه: “اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك،سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك” الحديث. فأسماء الحق تعالى على قسمين: منها أسماء استأثر بها سبحانه في علمه دون خلقه.. ومنها أسماء علّمها عباده،كما قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها).. والقسم الذي علمه عباده قسمان: قسم تعرفه عامّة عباده،وهي التي بأيدي أكثر الناس،وهي التي ورد الخبر بأنها تسعة وتسعون اسماً “من أحصاها دخل الجنة”. وقسم لا يعرفه إلا الخواص من عباده،كالاسم الأعظم ومجموع أسماء الإحصاء..
يقول ابن عربي في “إنشاء الدوائر”: [ اعلم أنه لما نظرنا العالم على ما هو عليه،فوجدنا الذات الإلهية منزهة عن أن يكون لها بعالم الكون والخلق والأمر مناسبة أو تعلّق بنوع ما من الأنواع.. فوجدنا الأسماء الحسنى ظهرت في العالم كله ظهوراً لا خفاء به كليّاً، حصلت فيه بآثارها وأحكامها لا بذواتها،بأمثالها ورقائقها لا بحقائقها.. وأئمة الأسماء سبعة: الحي والعليم والمريد والقائل والقادر والجواد والمقسط. وباقي الأسماء سدَنة هذه الأسماء السبعة،وهذه السبعة سدنة الاسم الجامع “الله”.. ].
وذكر العارف عبد الكريم الجيلي في كتابه “الكمالات الإلهية” ما ملخصه: [ تنقسم الأسماء الإلهية إلى قسمين: أسماء سلب وأسماء إيجاب. أسماء السلب كلها ذاتية. وأسماء الإيجاب أربعة أقسام: الأسماء الذاتية والأسماء النفسية والأسماء الصفاتية والأسماء الفعلية. والأسماء الصفاتية أربعة أقسام: كمالية وجلالية وجمالية وإضافية. والأسماء الفعلية قسمين: جلالية وكمالية.. ]. وتقسيم الأسماء التسعة والتسعون،حسب مشربنا المبارك،يقول شيخ أستاذنا قدس الله سره في كتابه “الاستمدادات”: [ والأسماء التسعة والتسعون مَقسومة على أربعة أقسام: اسماء الذّات. واسماء الصّفة العامّة،وهي الرّحمانية. واسماء الصّفة الخاصّة،وهي الرّحيمية. وأسماء مُشتركة بين الرحمانية والرحيمية. ].
فجميع الحضرات العلوية الأسمائية والصور الخلقية السماوية الأفلاكية، وصور الأرواح والأشباح وما بينهما من التعينات البرزخية،كلها مظاهر إلهية تجلّى فيها الوجود العام بالتجلّي المختص باسم الرحمن،فظهر الحق في كل شيء منها،ولهذا قال تعالى: (الله نور السماوات والأرض) أي: إن الألوهية تجلّت بأسمائها في مظاهر الموجودات،في كل مظهر باسم خاص، ولا قابلية لمظهر منها للألوهية الجامعة للأسماء ولصورتها الأسمائية الجامعة سوى المظهرية المحمدية..
وقد أجمع العارفون أن التعيّن الأول،الذي هو عبارة عن الحقيقة المحمدية، صورة جمعية جميع الأسماء الإلهية. فهو مصدر فيوض الأسماء وآثارها وأحكامها،التي أفيضت على مظاهر عالَم الإمكان. ومبدأ التجليات الإلهية والآلاء الغيبية التي أحاطت بكل ما كان في عالم الحدَثان،فإذا رجعت التجليات إلى أصولها،وعادت المحامد من مظاهر الأكوان إلى محتدّها ومَبدئها،كان التعيّن الأول مَجمع جميع المَحامد والتعينات،ومرجع جميع الأمور والوجوه من جميع الجهات. فلهذا خُصّ “لواء الحَمْد” لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة،لالتجاء الكل إليه.
فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو النائب القولي والفعلي عن الألوهية،فسرّ الألوهية ظهر فيه وبه،إذ الإصطحاب مع اسماء الله ومع الفيضة القرآنية خوّل له ذلك.. يستمدّ من الله،ويُمدّ الكون،كل مخلوق بقدر قابليته..فهو كل الوجود،وبه كل شيء..فكل الحقائق، مُلكية وملكوتية، ظاهرةوباطنة،إلا ومَحتدّها نور نبوّته صلى الله عليه وسلم،فكانت منه وبه وله..وعند المحققين،فقد أجمعوا أن الحقيقة المحمدية هي “علّة العلل”،والله مُنزّه أن يكون علّة لوجود شيء سبحانه وتعالى.. وإليك هذا التحقيق العرفاني الثمين من مشربنا المبارك،كما أورده أستاذنا حفظه الله: [ الوجود يَسير بصفة دائرية،لهذا سمّى العارفون مراتب الوجود بالدوائر الكونية،بناء على التصور الدائري للوجود. مركزه اسم الجلالة “الله”،ومن كل نقطة من المحيط تمتدّ خطوط هي الأسماء الإلهية التي لا حصر لها، وكلاسم يشكل دائرة داخل الدائرة.فالنقطة المركزية واحدة ما تعدّدت ولا تكثّرت،مع كثرة الخطوط الخارجة منها،وهي تُقابل كل نقطة من الدوائر المحيطة بها بذاتها،فظهرت الكثرة عن الواحد بلا حلول ولا إتحاد ولا وحدة وجود.ولكل دائرة من دوائر الوجود اسماً من الأسماء الإلهية مُدبّراً لها،لأنه ما أوجد الله العالم إلا ليُظهر سلطان أسمائه،ولو بَقي من الأسماء من لا حُكم له لتعطّلت دائرة من الدوائر الكونية،والتّعطيل مُحال..فمراتب الوجود هي محلّ ظهور مقتضيات تجليات الأسماء الإلهية بعد الإصطحاب مع النبوة المحمدية لكي يكون اللطف والرحمة في الكون الإلهي..الوجود كان مَرتوقاً في نبوته، وفُتق بالإصطحاب مع أحمديته..الدوائر الكونية هي بالأحرى تجليات الحقيقة المحمدية وظهورها في مراتب متعددة ومختلفة (فأينما تولوا فثم وجه الله)،والرابط بين هذه الحقيقة ومراتب الوجود هو علاقة الإمداد من جانب والإستمداد من جانب آخر.. والمظاهر الكونية لم تظهر إلا في مرتبة الرحمانية (أي: في بساط الرحمانية بَدأ ظهور الخلائق)..وأنوار الرحمانية هي أنوار الأسماء والصفات الإلهية،قال تعالى: (قل أدعوا الله أو أدعوا الرحمن أياً ما تدعون فله الأسماء الحسنى)،فإسم الجلالة “الله” رئيس الأسماء، و”الرحمن”نَقيبها،وبالرحمانية كان الإستواء على العرش.. ].
يقول الشيخ الجيلي في كتابه “الإنسان الكامل”: [ ولما كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمّ الكتاب،وخُلق منه جميع العالم،كانت كل رقيقة منه أصلاً لحقيقة من حقائق الأكوان،وكان بجملته مظهراً لجملة الرحمن.. ].
يقول شيخ أستاذنا رضي الله عنه في (استمداداته): [..فكان تجلّي الأحمدية في الأشياء قبل وجود الأشياء،فما ظهرت أعيان الوجود إلا بها: كضيّاء الشمس،ونورالقمر،وإنباتالنبات،وفتق حواء من جسم آدم،وما إلى ذلك مما ظهر طبعاً وبدون سبب،فإنه من تجلّي الأحمدية فيها.وبعد ذلك خالطتها المحمدية في خصائصها..].
قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فالرحمة صفة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،والصفة عين الموصوف بها،فهو الرحمة الربانية الشاملة التي أبرزها الله من نوره،وأفاض عليه من كمالاته،وحَلاّه بأسمائه وصفاته،فكان حاجزاً بين المخلوقات وحرارة التجليات الإلهية. والسبب في هذه الوساطة الجامعة والبرزخية الكلية،انعدام المجانسة والمناسبة بين الحق والخلق. ولهذا فإن مقتضى الاسم الإلهي لا يصل إلى الكون مباشرة،بل لا بد من الاصطحاب مع البنوة ليكون اللطف ويصلح الوجود للوجود..
يقول القطب عبد الكريم الجيلي في كتابه “قاب قوسين”،في نصّ بديع وتحقيق فريد،ما ملخصه: [ اعلم أن الفيض الإلهي إنما يكون على قدر القوابل.. فظهور الحق تعالى في المخلوقات على قدر قوابلهم،بل ظهوره في أسمائه وصفاته على حسب ما تقتضيه قوابلها،إذ ليس ظهوره في اسمه المُنعم كظهوره في اسمه المنتقم: فالظاهر واحد،والظهور مختلف لاختلاف المظاهر..كل شيء في العالَم إنما هو أثر أسمائه وصفاته،فكل فرد من أفراد العالم له مَحتدّ من أسماء الحق تعالى وصفاته.. ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم محتدّه الذات،كان ظهور الحق تعالى عليه بالذات،ألا تراه انفرد دون غيره بجميع الكمالات.. فنسبة القابلية المحمدية كنسبة البحر،ونسبة قوابل الأنبياء والأولياء كالجداول والأنهار،ونسبة بقية العالَم كالقطرات من ذلك البحر. وسبب ذلك أن سيدنا محمداً مجموع العالَم،لأن روحه العقل الأول.. فالعالَم كلّه مخلوق منه صلى الله عليه وسلم،فقابليته وحده بقوابل سائر الموجودات،فهو المُستفيض الأول والمُفيض الثاني،لأن الفيض الأقدس الذاتي مُتوجّه إليه بالتوجّه الأول،ومنه يتوجّه إلى بقية المخلوقات بقدر قوابلهم،فهو كلّ الوجود وله كل شيء..].
قال الله تعالى: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) والفقر هنا إشارة إلى الفقر الذاتي،فقر ممكن الوجود إلى واجب الوجود.. فكل ما يُفتقر إليه يصُبّ في مقتضى اسم من الأسماء الإلهية.. فما في الكون إلا أسماء الله وصفاته،وظهور مقتضى الاسم الإلهي هو ما يسمى بالتجلّي.. قال صلى الله عليه وسلم: “الله المعطي،وإنما أنا قاسم” ومن قَسم لك فقد أعطاك،كما يقول أستاذنا حفظه الله.. فالخزائن لله عز وجل،والمُتصرّف فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد نبي الله،وعلى الزهراء بضعة رسول الله.
الاستاذ رشيد موعشي غفر الله له ولوالديه وللمومنين والمومنات الاحياء منهم والاموات.