حِكَم النبي محمد

 يصف الأديب الروسي ليو تولستوي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه “حِكَم النبي محمد ”   قائلًا: “هو مؤسس دين، ونبي الإسلام ،قام بعمل عظيم بهدايته وثنيين قضوا حياتهم في الحروب وسفك الدماء، فأنار أبصارهم بنور الإيمان وأعلن أن جميع الناس متساوون أمام الله”.

وضع “تولستوي” هذا الكتاب دفاعًا عن الحق في مواجهة التزوير والتلفيق اللذين لَحِقَا بالدين الإسلاميِ والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على يد جمعيات المبشرين في “قازان”، والذين صوروا الدين الإسلامي على غير حقيقته، وألصقوا به ما ليس فيه، فقدَّم تولستوي الحُجَّة وأقام البرهان على المدعين عندما اختار مجموعة من الأحاديث النبوية، وأوردها بعد مقدمة جليلة الشأن واضحة المقصد قال فيها إن تعاليم صاحب الشريعة الإسلامية هي حِكم عالية ومواعظ سامية تقود الإنسان إلى سواء السبيل، ولا تقل في شيء عن تعاليم الديانة المسيحية، وإن محمدا هو مؤسس الديانة الإسلامية ورسولها، تلك الديانة التي يدين بها في جميع جهات الكرة الأرضية مئتا مليون نفس (في زمن تأليف الكتاب عام 1912)”.

ووعد تولستوي في آخر كتابه بأنه سيؤلف كتابا كبيرا بعنوان “محمد” يناقش فيه المزيد من الموضوعات.

ثم في فصل آخر من كتابه وتحت عنوان “من كان محمد”: يقول من أراد أن يتحقق مما عليه الدين الإسلامي من التسامح فليس له سوى أن يطالع القرآن الكريم بإمعان وتدبر فقد جاء في آياته ما يدل على روح الدين الإسلامي السامية منها، “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”. 

ويقول: “لقد تحمل في سنوات دعوته الأولى كثيرا من اضطهاد أصحاب الديانة الوثنية القديمة وغيرها ، شأن كل نبي قبله دعا أمته إلى الحق ولكن هذه المحن لم تثن عزمه بل ثابر على دعوة أمته مع أن محمدا لم يقل إنه نبي الله الوحيد بل آمن أيضا بنبوة موسى والمسيح ودعا قومه إلى هذا الاعتقاد أيضا، وقال إن اليهود والنصارى لا ينبغي أن يكرهوا على ترك دينهم بل يجب عليهم أن يتبعوا وصايا أنبيائهم”.

ويضيف تولستوي: “وقد امتاز المؤمنون عن العرب بتواضعهم، وزهدهم في الدنيا، وحب العمل، والقناعة، وبذلوا جهدهم لمساعدة إخوانهم في الإيمان لدى حلول المصائب بهم”.

ويقول تولستوي: “ومما لا ريب فيه أن النبي محمد كان من عظماء الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنه هدى أمة بأكملها إلى نور الحق وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهذا عمل عظيم لا يقوم به شخص مهما أوتي من قوة، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإجلال”.

كما اختار تولستوي مجموعة من أحاديث الرسول الأكرم “صلى الله عليه وسلم” بلغت 64 حديثًا وضمنها كتابه ومنها: 

لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

اللهم ارزقني حبك، وحب من ينفعني حبه عندك.

إنما النساء شقائق الرجال.

• انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره مظلوما؛ فكيف أنصره ظالما؟ فقال: تمنعه من الظلم؛ فذلك نصرك إياه.

حصل المقال على : 1٬005 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد