حَمْل أقوال الصالحين على مَحْمل حَسَن

قال عمر بن الخطاب: [ لاتظننّ بكلمة خرجت من مسلم شرّاً وأنت تجد للخير مَحملاً ]، وإذا كان هذا في مطلق المسلم،فكيف بمن زاد على الإسلام العلم والزهد والورع والإمامة والإرشاد للعباد إلى سبيل الرشاد،فهو أولى وأحقّ أن يُحمل كلامه على محمل حسن موافق للشرع.

قال الإمام الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال : [قد تبتدئ المكاشفات والمشاهدات، ثمّ يترقّى الحال إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق،ولا يحاول معبّر أن يعبّر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا يُمكنه الاحتراز عنه. وعلى الجملة ينتهي الأمر إلى قُرب يكاد يتخيّل طائفة منه الحلول وطائفة الاتّحاد وطائفة الوصول،وليس شيئاً منها،وكل ذلك خطأ ].

قال الإمام النووي في (شرح التهذيب): [ الذي عندنا أنه يحرُم على كل عاقل أن يسيء الظنّ بأولياء الله تعالى،ويجب عليه أن يؤوّل أقوالهم وأفعالهم ما دام لم يلحق بدرجتهم،ولا يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق.. ].

قال ابن حجر في (حواشي تحفة المحتاج بشرح المنهاج): [ لاأثر لسبق لسان أو إكراه واجتهاد،وحكاية كفر،وشطح وليّ حال غيبته،أو تأويله بما هو مصطلح عليه وإن جهله غيرهم،إذ اللفظ المصطلح عليه حقيقته عند أهله،فلا يُعترض عليهم بمخالفة لاصطلاح غيرهم كما حقّقه أئمة الكلام. ومن ثَمّ زلّ كثير في التهويل على محقّقي الصوفية بما هم بريئون منه ].

وقال الشيخ زكريا الأنصاري: [ إن كلام الصوفية جارٍ على اصطلاحهم،وهو حقيقة عندهم في مُرادهم،وإن افتقر عند غيرهم ــ ممّن لو اعتقد ظاهره عنده كفراً ــ إلى تأويل،إذ اللفظ المصطلح عليه حقيقة في معناه الاصطلاحي،مجاز في غيره،فالمعتقد منهم لمعناه مُعتقد لمعنى صحيح ].

وقال قاضي القضاة بتونس أبو عبد الله البقي المالكي في (شرح عقيدة ابن الحاجب): [ واعلم أن من الناس من نسب القول بالاتحاد إلى الصوفية،بل إلى الكمّل منهم،وهذا إنما يتوهّمه من ليس له اطّلاع ولا استشراف على أحوالهم وتحقيق اصطلاحهم.. ].

وقال الشيخ مجد الدين الفيروزآبادي: [ لايجوز لأحد أن يُنكر على القوم ببادئ الرأي لعلو مرتبتهم في الفهم والكشف.. ].

وقال شيخ الإسلام المخزومي: [ لا يجوز لأحد من العلماء الإنكار على الصوفية إلا إن سلك طريقهم،ورأى أفعالهم وأحوالهم مخالفة للكتاب والسنة،وأما بالإشاعة فلا يجوز الإنكار عليهم.. ].

وقال صاحب القاموس: [ لا ينبغي لأهل الفكر والنظر الاعتراض على أهل العطايا والمنح،فإن علوم هؤلاء فوق علوم أهل النظر.. ومن تعرّض لتخطئة مثله (أي الشيخ الأكبر)،فضلاً عن تكفيره،فإنما هو لجهله وحرمانه أو لعدم فهمه وضعف إيمانه وعدم مُبالاته لهفوات لسانه.. ]..                                                                 كتاب الجاذب الغيبيّ إلى الجانب الغربيّ_في حَلّ مشكلات الشيخ الأكبر        المؤلف: محمد بن رسول البَرْزَنْجي (1040_1103هـ / 1630_1691م).
ذ موعشي

حصل المقال على : 60 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد