تاريخ منطقة تادلا_ زيان)الحركة الصوفية)

__ ما المُراد من (تادلا)،وهل هي منطقة لها خصوصيتها داخل المغرب..؟                          أما (الجغرافيون): فإنهم يصفون (تادلا) كسهل يحُدّه نَجْد الفوسفاط،والنّجد الأوسط في الغرب والشمال،والأطلس المتوسط شرقاً وجنوباً.ولعل إقليم بني ملال بدوائره المختلفة: [ دائرة (بني ملال)،دائرة (بني موسى)،دائرة (القصيبة)،دائرة (الفقيه بن صالح)،دائرة (قصبة تادلا) ]،يُغطي معظم ما يصطلح عليه الجغرافيون بإسم (إقليم تادلا)..                                                           

   أكثر المصادر التاريخية دقّة في وصف منطقة (تادلا) هو كتاب (وصف إفريقيا) للحسن الوزان،وهو من العصر الوسيط الأدنى،فمنطقة تادلا عنده: [ تبتدئ غرباً من الضفة اليُسرى لنهر أم الربيع،ويحُدّها جنوباً وادي العبيد،وشمالاً منابع أم الربيع،وشرقاً تمتد على جبل فازاز ودرن لتُطلّ على التّخوم الصحراوية (بلاد القبلة)]..  

   ف(المجال التادلاوي): مجال متنوع التضاريس،يضُمّ الجبال والسهول والهضاب والأودية،مجال يلتقي فيه السهل بالجبل،فيقدّم هذا الإلتقاء الكثير من المعطيات الإيجابية..

__ عوامل (الجذب) إلى منطقة (تادلا):                                                            هناك ثلاثة عوامل رئيسة هي: الموقع،الجانب المادي،الجانب الروحي.                 

  أ_ (الموقع): أول العوامل التي أكسبت (إقليم تادلا) جاذبية،سواء بالنسبة للدولة (المخزن) أو بالنسبة لعامة الناس،هو: الموقع الذي يجعل أقصر الطرق الرابطة بين مراكش وفاس،أو بين الجنوب والشمال،بصفةأعمّ،هي الطريق المارة من (تادلا).ثمّ إنها طريق تمُر على مناطق مختلفة من حيث تعدّد الموارد الإقتصادية وإمكانيات التبادل التجاري والإتصال بين السهل والجبل وتوفّر الأسواق..  ب_ (الجانب المادي): إلى جانب (الموقع)،نذكر (غنى) المنطقة على المستوى الإقتصادي..                                            يقول أبو عبيد الله البكري في كتابه (المُغْرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب) متحدّثاً عن المنطقة: [..ومنها إلى (حصن داي) وهو في وسط غيضة كبيرة من أجناس الشجر،وله سوق حافلة يجمع فيها رفان فاس والبصرة وسجلماسة بضروب الأمتعة والمتاجر..]. وبعده بقرن نجد تأكيداً لهاته الصورة في (نزهة المشتاق) للإدريسي،إذ يقول: [ ومدينة (داي) في أسفل جبل خارج من جبل درن،وهي مدينة بها معدن النحاس الخالص الذي لا يعدله غيره من النحاس بمشارق الأرض ومغاربها..ومدينة داي صغيرة،لكنها كثيرة العامر،والقوافل عليها صادرة وواردة.ويزرع بها وبأرضها كثير من القطن،ولكنه بمدينة تادلة يزرع أكثر مما يزرع بمدينة داي..وبهاتين البلدتين أرزاق ومعايش وخصب ونِعَم شتى،وأهلها أخلاط من البرابر].                                                    وبعد ذلك بنصف قرن يتحدّث صاحب (الإستبصار) بدوره،فيقول مؤكداً ما ورد سابقاً: [ مدينة تادلا: هي مدينة قديمة فيها آثار للأول،وبنى فيها المُلثّمون (المرابطون) حصناً عظيماً منيفاً،وهو الآن معمور،فيه الأسواق والجامع.والبلد كله كثير الخيرات والأرزاق،وأحاطت به القبائل من كل الجهات..]..                                                                                          من هاته الشهادات الثلاث يتضح أن (تادلا) كانت متوفرة على موارد إقتصادية مهمة تضمّ (الإنتاج المعدني) إلى جانب (الإنتاج الزراعي والصناعي) مع (التسويق التجاري)،وهي الوضعية التي كانت عليها المنطقة،علىالأقل،في القرنين الخامس والسادس للهجرة،إذا وقفنا عند حدّ الشهادات التي أوردنا..                                                                                             إن دخول (العرب) إلى المنطقة أحدث تغييراً على تركيب السكان وطريقة عيشهم..فمن المعلوم أن نمط حياة العرب الطارئين يختلف عما كان عليه السكان الأصليون.فالعرب أهل (كَسْب ورَعْي) أكثر منهم أهل (زراعة)..وهذا ما جعل المصادر التاريخية المتأخرة (وصف إفريقيا / الحسن الوزان مثلاً) خالية من ذكر (القطن) في مزروعات المنطقة،وذلك ما يقوي إحتمال أن إنتشار الرّعي في المنطقة قد قلّص بعض الزراعات،فقد وقع تعويض القطن بلحم الخروف،فمن أفضال العرب في المنطقة ظهور الخروف المشهور بالمغرب وهو (الحولي التادلاوي)..فالتحوّل الذي طرأ على ساكنة تادلا لم يكن له أثر سلبي على غناها وثروتها الإقتصادية..                ج_ (الجانب الروحي): والجانب الثالث من عوامل الجذب إلى المنطقة هو (الحياة الروحية)،فالتاريخ يكشف لنا بأوضح صورة أن (تادلا) كانت منطقة (تصوف) من الدرجة الأولى..                                                                                               إذا وقفنا عند حدود القرن السادس،وهو القرن الذي أرّخ له إبن الزيات في (التشوف إلى رجال التصوف)،نجد أكثر من (عشرين) ترجمة خاصة برجال التصوف الذين نشأوا ب(تادلا) أو إستوطنوها،بحيث لا نتردّد في القول بأن تادلا كانت أحد مراكز التصوف الكبرى بالمغرب..وقد أورد أحمد الصومعي في (المُعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى) رواية عن أحد أصحاب أبي يعزى يقول فيها: [ أدركت بتادلا ثلاثمائة وسبعين رجلاً من الصالحين،كل منهم يُزار]..                                                                         لقد كانت منطقة تادلا من بين المناطق المفضلة لدى العباد والزهاد والصوفية،منذ فجر الإسلام بالمغرب،لممارسةشعائرهم..وخلال العصور الوسطى المغربية،نجد(تادلا) الإقليم الوحيد في المغرب الذي نافس المراكز الحضرية الشهيرة وقتئد وهي (فاس ومراكش وأغمات) في مجال التصوف والولاية الصوفية..ونجد تادلا مرة أخرى،في العصور الحديثة،ولا سيما في القرن (16م) تُضاهي غيرها من نواحي البلاد،سواء من حيث عدد أوليائها أو شهرتهم ومكانتهم..

__(تعريب منطقة تادلا_زيان):                                                                     كان لعملية إدخال (القبائل العربية) على يد (الموحدين) وإنتشارهم ب(منطقة تادلا)،ضمن من إنتشروافيها،أثر بليغ في عملية (نشر العربية) بين السكان المحليين،ونتائج كبيرة على (إنتشار التّعريب)..                                                                         وهذا ما يُفسّر شيئين إثنين: أولهما: (إنتشار تأسيس الزوايا) في هذه المنطقة على الخصوص..وثانيهما: (ظهور نشاط ديني) كبير مع مطلع ظهور (السعديين)..                                                                                                                       عرفت كل (المراكز) المحلية بمنطقة تادلا إقبالاً واسعاً من طرف الطلبة،وهكذا كانت (زاوية الصومعة) تستقبل قُرابة (ألف طالب) عندما كان (الشيخ الصومعي) تلميذاً بها،رُفقة زميله (امحمّد الشرقي).وتقلّص هذا العدد إلى (مائة تلميذ) أيام تدريس (الشيخ أحمد الصومعي)بها،بسبب ظهور مراكز أخرى ك: مركز (زاوية بجّعد) الذي أسّسه (امحمد الشرقي)،يبعُد عن (الصومعة) بحوالي 50 كلم إلى الشمال..ومركز (زاوية أزراراك) الذي أسسه (محمد بن داود الشاوي) في طريق (القصيبة)،يبعُد عن بني ملال (الصومعة) بحوالي 30 كلم..ثم ما لَبث أن تأسّس مركز (زاوية الدّلاء) الذي سيتحوّل إلى مركز جهوي في وسط بادية تادلا/زيان،ويتحوّل في نهاية الدولة السعدية إلى مركز وطني يقصدُه العلماء والأساتذة والطلبة من كل أنحاء الوطن..

وإذا أردنا وضع جدول للمراكز في عهد السعديين سيكون علينا تقسيمها إلى قسمين كالتالي: مراكز (السهل)،ومراكز (الجبل).

أولاً: جدول (المراكز الحضرية) في عهد السعديين:

إذا بحثنا في كيفية نُشوء هذه (المراكز) وجدنا أن بعضها كان في أصله (رباطاً) أو (زاوية) لتعليم الناس،ثمّ تحوّلت الزاوية إلى مدينة حضرية.ومنها ما أُنشئ في أصله مدينة للتجمع السكني قبل أن يتحوّل إلى مركز علمي.

1_ مركز (فشتالة):

في المغرب فشتالتان مشهورتان: فشتالة (فاس)،وفشتالة (تادلا).

فرع تادلا يوجد على رُبوة في الأطلس المتوسط،بين(تاكزيرت) و(فَمّ العَنْصر)،بعيداً عن بني ملال بأقلّ من 20 كلم..

بالنسبة لتاريخ هذا المركز،سنُركّز على الفترة المُمتدّة من القرن العاشر إلى نهاية المرحلة من تاريخ العلويين.وفي هذه المرحلة إشتهر كثير من الفقهاء والأدباء والقضاة..

والذي يهمّنا في هذه الفترة هو ظهور (الزاوية الفشتالية)،وتحولها إلى (التصوف) بزعامة شيخها (أحمد بن يحيى) الذي كان معاصراً ل(امحمد الشرقي) في أبي الجعد و(أحمد الصومعي) في زاوية الصومعة.

من أساتذة (مركز فشتالة) وأشهر أعلامه:

_ (رابح بن عبد الصمد)..

_ (محمد بن علي الفشتالي): توفي (1612م)،وكان كاتباً رسمياً من كتاب المنصور السعدي وشاعراً كبيراً من شعرائه..

_ (أحمد بن علي الفشتالي): توفي (1025هـ/1607م)،كان أديباً شاعراً..

_ (عبد القادر بن أحمد الفشتالي): توفي (1030هـم1620م)،كان شاعراً أديباً،وكان كاتب الأمير أبي فارس عبد الله المنصور..

_ (عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الفشتالي): مفخرة فشتالة،شاعر المنصور وكاتبه الأول ووزيره المفضل..

_ (أحمد بن عيسى الغول الفشتالي): توفي (1649م)،كان أديباً وشاعراً وطبيباً ومهندساً..

_ (محمد العربي الفشتالي): توفي (1679م)..

2_ مركز (داي / الصومعة / بني ملال / أسردون):

في عصر السعديين نَجد هذه الأسماء الأربعة موجودة كاملة،وهي أسماء لشيء واحد وهو مدينة (بني ملال) حالياً.

عاشت (داي) كحاضرة ل(تادلا) نحو (170) سنة،تمتّعت خلالها برفاهية العيش بسبب موقعها الإستراتيجي وسط البلاد،كماإمتازت بوفرة علمائها وصلحائها،فغدت بذلك (المركز الثقافي) اللامع في منطقة تادلا،وإشتهر أعلامها بنسبتهم (التادلية)،ولم يُنسبوا إلى (داي) مباشرة،ربما لما يُشعر به هذا الإسم من (داء ووباء) [تحدثت الأدبيات عن (داي) أنها على وزن (داء) وزناً ومعنى،لما عُرفت به من وخم الهواء وتعدّد الأمراض،لكثرة ما بها من عيون وشلالات،وما يتبع ذلك من مستنقعات،مثل ما نجده عند الحسن اليوسي في (المحاضرات)..]..وقد عمّ إشعاع مدينة داي الفكري والديني كل مراكز تادلا المحيطة بها كمدينة (تادلا) العتيقة على مرحلة منها،و(عين الحوت) في شمالها الغربي،و(قلعة تاكرارت) التي تُدعى (محلة داود) نسبة إلى القائد المرابطي داود بن عائشة،و(قرية نَضير) المعروفة اليوم ب(دوار أولاد عبد الله).وكل هذه المراكز وغيرها من مواقع التجمعات السكنية في تادلا على صلة قوية أو ضعيفة بداي،تستمد منها وتلتجئ إليها في (التعليم والتربية الروحية والأحكام الشرعية).

ولا نبالغ إن قلنا إن (تمركُز الثقافة العربية الإسلامية) في بلاد تادلا ــ خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين ــ يرجع إلى حاضرة (داي)..

أول من تلقّب بإسم (الصومعي) هو الشيخ (أحمد بن أبي القاسم الهروي الشعبي) الزمراني أصلاً التادلي مولداً ومنشأ،ونُسب إلى صومعة الجامع المرابطي داي(مسجد الزاوية) التي تخرّج منها وعاد للتدريس بها.

تمثّل (الصومعة) بالنسبة لمنطقة تادلا_زيان (مركزاً علمياً عتيداً)،فقد تخرّج منه العديد من العلماء..والشيخ (محمد أمَسْناوْ / المسناوي) هو (المؤسّس الأول لزاوية الصومعة)..

أما شيوخ (مركز الصومعة) إنطلاقاً من العصر السعدي،فهم:

_ (الشيخ محمد أمسناو): عاش في القرن العاشر،وكان من الشيوخ المرموقين المُعتدين في (التربية الشاذلية) بالزاوية..

_ (الشيخ سعيد أمسناو): كان شيخ الزاوية،وكان قويّ العزيمة،وهو تلميذ الشيخ محمد أمسناو،وبلغ عدد الطلبة في عهده بين ثمانمائة وألف طالب،وهو نفس العدد تقريباً الذي كان ب(القرويين).توفي في الأربعينيات من القرن العاشر،وعلى يده تخرّج (أحمد الصومعي) و(امحمد الشرقي)..

_ (الشيخ أبو القاسم بن محمد الزمراني): والد الشيخ أحمد الصومعي،تتلمذ على جُلّ تلاميذ (الشيخ عبد العزيز الحرار)،منهم: (محمد بن عيسى الفهدي) و(الصغير السفياني) و(محمد المسناوي) و(سعيد أمسناو)..

_ (الشيخ أحمد بن أبي القاسم): تتلمذ على العديد من الشيوخ في (الصومعة وفاس ومراكش والسوس..)،عرفت الزاوية الصومعية في عهده (حركة ثقافية) واسعة رفيعة المستوى..

_ (الشيخ عبد الرحمان بن إسماعيل الصومعي): عاش في أواخر الدولة السعدية وبداية الدولة العلوية..ورغم أن الفرق بين الشيخ الصومعي وحفيده عبد الرحمان ثلاثة أبناء هم (محمد وإبراهيم وإسماعيل)،فإن المصادر لم تُسعفنا بشيء عنهم،كما أنها لم تُسعف بشيء عن حال الزاوية وشيوخها وتلاميذها بعد وفاة الشيخ أحمد الصومعي..والغالب على الظن أن عبد الرحمان تلقّى تعليمه الأولي بالصومعة،ثمّإنتقل إلى (الدّلاء) لمتابعة دراسته العليا..

_ (الشيخ عبد القادر بن أحمد بن أبي القاسم)..

_ (الفقيه القاضي محمد بن عبد الله الرجراجي): كان قاضياً على إقليم تادلا ب(داي) عاصمة الإقليم في عصر المنصور السعدي..ومن شيوخه: (أبو العباس أحمد المنجور)،كما أجازه (أبو النجم رضوان)..

_ (الشيخ عبد الحليم): من حفدة (بلقاسم الزعري)والد (امحمد الشرقي).كان عبد الحليم من أصحاب: (أحمد بن يعقوب الولالي) و(محمد بن عبد الرحمان الصومعي) و(أبي علي الحسن اليوسي).وأخذ البركة من (الشيخ محمد بن عبد الله السوسي) الذي مَرّ من إقليم تادلا،وإستضافه الشيخ محمد بن عبد الرحمان بحيّ الصومعة لعدة أيام،وهناكإلتقى به عبد الحليم فشكا إليه الثآليل التي تنبُت في يده وجسمه،فأمره الشيخ بمسحها بيده فزالت،ومن ذلك التاريخ لم تعُد تنبُت له الثآليل..

_ (العارف بالله علي بن عبد الله الملاليالخداشي)..

_ (الشيخ محمد بن عمر الملالي): صاحب (المواهب القدوسية في المناقب السنوسية)..

3_ مركز (أكَرَطْ):

يبعُد هذا المركز عن (بني ملال / داي) بحوالي 40 كلم في إتجاه الجنوب الغربي في سفح الجبل إلى يسار الطريق إلى مراكش..

وقد إرتبطإسم هذا المركز بإسم مؤسسه (الشيخ علي بن إبراهيم البوزيدي) أحد تلاميذ (عبد العزيز التباع) البارزين..

كانت زاوية علي بن إبراهيم مركزاً لتعليم القرآن وأمور الدين،وملجأ لكل المظلومين والجائعين والحائرين..

ومن تلاميذه الذين أخذوا عنه العلم والطريقة: (الشيخ أحمد بلقاسم) والد (امحمد الشرقي)،وزوجته (لالة رحمة). ومنهم (الحاج أبو القاسم الجراري). ومنهم والد (أبي بكر المجاطي) مؤسس الزاوية الدلائية،لأنه هو الذي سماه بأبي بكر في حفل عقيقته بطلب من والده..

توفي الشيخ علي بن إبراهيم في النصف من شعبان عام (957هـ) بعد أن أرسى أركان المركز الثقافي بمنطقة أكرط،وأصبح ملتقى أبناء السهول والجبال من كل مكان..

_ وقد تولّى تسيير شؤون (مركز أكرط) بعد الشيخ علي بن إبراهيم،حفيده (أحمد الحاشي بن ودادس بن علي بن إبراهيم)،وقد إتّفقت المصادر على (صلاحه وزهده)،حتى إنه أنْكَر على (امحمد الشرقي) قَبوله الهدايا التي تُحمل إلى زاوية بجّعد،وإقبال الشيخ الشرقي على الأكل وغيره،وعدم الزهد في الحياة وعدم التقشّف في المأكل والمَلبس..

_ (محمد الصغير بن محمد المنيار بن أحمد بن علي بن إبراهيم البوزيدي): يكفي للدلالة على المكانة العلمية لمحمد الصغير أن (الشيخ الحسن اليوسي) يعترف بتتلمُذه عليه ويعترف ببَركته..

4_ مركز (الكُنّيْزْ) / (زاوية محروشة):

موقعه غير بعيد من (زاوية أكَرَطْ)،يوجد في الجهة الغربية الشمالية لأكَرَط في السهل.كانت به زاوية تُعرف ب(زاوية محروشة)،دُفن بها (الشيخ إسماعيل بن محمد) أحد أجداد (الشيخ علي بن إبراهيم)،مما يوحي بأن مركزاً علمياً هاماً كان موجوداً هناك قبل أن يُنشئ علي بن إبراهيم مركزه الجديد في هضبة الجبل بجانب المركز السابق.

5_ مركز الجامعة الدّلائية (الزاوية الدّلائية بزيان):

(الإشعاع الديني) للزاوية قد غطى كل السهل التادليوالجبلي،كما غطى معظم جغرافية المغرب..وأما (الإشعاع العلمي) فلا يقلّ إنتشاراً وتوسّعاً وتوهّجاً عن الإكتساح الديني..

أ_ (أساتذة المركز وشيوخه القادمون من خارجه):

_ (الشيخ الحسن بن أحمد الدرعي): المعروف ب(الدراوي)،توفي (1006هـ/1598م).جاء الحسن الدرعي إلى (الدّلاء) في سنواتها الأولى من فاس التي درّس بها،مُنتقلاً إليها من درعة.وفي الدّلاء نال من حُظوة (أبي بكر الدّلائي) ورعايته ما يَليق بمقامه العلمي..ثمّإرتحل الشيخ الدرعي في أواخر أيامه إلى فاس حيث أدركته الوفاة.

_ (الشيخ أحمد بن محمد الأبّار): المعروف ب(حمدون)،توفي (1071هـ/1660م).وهو من الأندلس،كان في فاس قبل أن ينتقل إلى الزاوية الدلائية لتدريس (مختصر خليل) و(ألفية إبن مالك)..

_ (الشيخ أحمد بن محمد إبن القاضي المكناسي): نسبة إلى (قبيلة مكناسة) وليس إلى (مدينة مكناس).ولد بفاس عام (920هـ/1553م)،وتخرّج من فاس على يد أكابر علمائها مثل: (القصّار) و(المنجور) و(السرّاج)..

_ (الشيخ أحمد بن عمران الفاسي): توفي (1065هـ/1654م).العلامة المحدّث الحافظ الأديب،مُفتي فاس..إنتقل للتدريس بالزاوية الدلائية،وأخذ عنه: (محمد المرابط الدلائي) و(أبو عمر بن محمد الدلائي) و(الحسن اليوسي)،وهذا الأخير أخذ عنه (كبرى الشيخ السنوسي) وشرحها في التوحيد..

_ (الشيخ محمد بن سودة): توفي (1076هـ/1665م)،من أساتذة الدّلاء،أخذ عنه جمّ غفير في مقدمتهم: (الطيب بن المسناوي الدلائي).وتولّى بن سودة القضاء بفاس بأمر من السلطان (محمد الحاج الدلائي)..

_ (الشيخ محمد بن سعيد المِرْغيثي): توفي (1089هـ/1679م)،درّس بمراكش بجامع المواسين،ثمإنتقل إلى الدلاء،فإجتمع هناك بتلميذه (الحسن اليوسي)..

ب_ (الشيوخ الذين تخرّجوا من الزاوية الدلائية):

_ (الشيخ أبو علي الحسن بن مسعود اليوسي): مفخرة المغرب،وأشهر من أنجبته الزاوية الدلائية..ومن تلاميذ الشيخ اليوسي (محمد بن عبد الرحمان الصومعي)،وقد عاصر هذا الأخير آخر عصر السعديين وأوْج عظمة الدلائيين،ويعتبر حلقة مُضيئة من حلقات ذرية (أحمد بلقاسم) بالصومعة،ومن أجل العلم غادر الصومعة إلى الجامعة الدلائيةللإستزادة من العلوم على يد الحسن اليوسي وغيره،قبل أن يُستأثر بكرامات (الشيخ بن عبد الله السوسي) فيترك زملاءه [ (علي العكاري) و(محمد العكاري) و(أحمد الولالي)] وأصدقاءه بالدّلاء،وينتقل إلى مراكش لملاقاة الشيخ السوسي الذي سيُعجب به ويعتني به عناية خاصة..توفي (الشيخ محمد بن عبد الله السوسي) عام (1079هـ/1668م)،أما (الشيخ محمد بن عبد الرحمان الصومعي) فتوفي عام (1123هـ/1711م)..

_ (الشيخ أحمد بن يعقوب الوَلاّلي): توفي (1128هـ/1715م)،كان مُصاحباً للشيخ محمد بن عبد الرحمان الصومعي..وقد إنقطعالولاّلي إلى طلب العلم في الزاوية الدلائية زمناً طويلاً،وبعد تحطيم الزاوية إنتقل إلى مكناس فعكف فيها للتدريس.وممّن تخرّج على يديه من أهل منطقة تادلا: (أبو القاسم بن سعيد العميري)..

6_ (الزاوية الشرقاوية) بمركز أبي الجعد:

كان الشيخ (أحمد بلقاسم) والد (امحمد الشرقي) يقطُن موضع (حواتة) على ضفة (نهر أم الربيع)..وهو يُنسب إلى سيدنا عمر بن الخطاب..

أخذ علمه أخذاً مباشراً ب(تادلا) عن: (الشيخ سعيد أمسناو) بمركز الصومعة،وعن (الشيخ علي بن إبراهيم) بمركز أكَرَط،وعن (الشيخ أبي عمرو المراكشي) بمركز أنْماي.

كان الشيخ بلقاسم مستقراً ببلاد (وَرْديغة) عند التجمّع السكني المعروف ب(وادي زمّ)،وهناك رُزق بجميع أولاده.

إلتحق (الشيخ امحمد الشرقي) بزاوية الصومعة،وفيها تعلّم على (الشيخ أبو عثمان سعيد أمسناو)..وكان إلى جانبه من أقرانه أستاذ وشيخ الزاوية فيما بعد (الشيخ أحمد الصومعي)..وعندما بلغ كل منهما أشدّه،وتربّع أحمد بن أبي القاسم على زاوية الصومعة،كان (امحمد الشرقي) يبحث له عن مكان يؤسس فيه زاويته قبل أن يستقر في الموقع المعروف ب(أبي الجعد)..

أما عن تاريخ تأسيس (الزاوية الشرقاوية) فهما تاريخان:

الأول: منتصف القرن (10هـ/16م)،وهذا تاريخ تأسيس المركز الأول الذي عاش فيه امحمد الشرقي وطبقت شهرته الآفاق في حياته.

الثاني: هو ما بين (1008و1009هـ/1599و1600م)،وهو تاريخ الإنتقال إلى المركز الثاني للزاوية الذي سيقضي فيه الشيخ أقلّ من عامين ثمّ يتوفى عام (1010هـ/1601م)،ويستأنف بعده أبناؤه نشاط الزاوية.

وطريقة (امحمد الشرقي) هي (الطريقة الجزولية الشاذلية)،أخذها عن الشيخ الجزولي من ثلاثة مصادر:

الأول: (عمر المختاري)،عن (محمد الفهدي)،عن (أحمد الحارثي)،عن (الجزولي).

الثاني: (عبد الله بن ساسي)،عن (عبد الله الغزواني)،عن (عبد العزيز التباع)،عن (الجزولي).

الثالث: والده (أبو القاسم الزعري)،عن (عبد العزيز التباع)،عن (الجزولي).

وكانت قناعة (امحمد الشرقي) بأنه (قطب زمانه)،فلا يُضاهيه أحد من معاصريه..

خلّف (امحمد الشرقي) أربعة أبناء هم: [ (محمد الغزواني)،(أحمد المُرسي)،(عبد القادر)،(عبد السلام) ].

غير أن الزعامة بَقيت منازعة بين الأخوين: (الغزواني،عبد السلام)،ذلك لأن امحمد الشرقي لم يَحسم فيمن سيخلُفه،وإن كان قد رمّز لذلك رمزاً في توزيعه الآتي: [ أعطى ل(محمد بن أبي بكر الدلائي) “العصا”،وأعطىلإبنه (محمد الغزواني) “الشاقور”،لذلك كان يُعرف ب(سِيدْ الغزواني بوشاقور)،وأعطى لإبنه (عبد السلام) “الكسكاس”.ثم قال: (يا صاحب “العصا” إحذر من صاحب “الشاقور”،ويا صاحب “القِدْرَة” إحذر من صاحب “العصا”)..وقد قال (العروسي): [ أما الغزواني فأعطيته الشاقور: يعني أنه لا يقدر أحد أن يترامى عليه أو يطوف بساحته بقصد التعرّض والإذاية.وأما عبد السلام فأعطيته الفخار: يُريد بذلك يُطعم الطعام للزوّار.وأما محمد بن أبي بكر المجاطي فأعطيته العصا: يُريد بذلك الإمارة في بَنيه].

(الزاوية الشرقاوية) كمركز (علمي وإجتماعيوإقتصادي وسياسي)،كانت علاقتها متشعبة ومتفرقة في عدّة إتجاهات،أهمّ هذه الإتجاهات: إتجاه نحو (السلطة المركزية) بالبلاد،وإتجاه نحو (الزوايا) المعروفة في المنطقة وخارجها.

أ_ (العلاقة مع السلطة): إبتدأت العلاقة بين (امحمد الشرقي) والسلطة السعدية بعدما إختبر أحمد المنصور الشيخ الشرقي بوَفْد أرسله إليه،وكان ذلك بعد (المناظرة) التي نظمها المنصور بين شيوخ بلاطه وبين الشيخ (علي بن محمد الشاوي) الذي كان أمحمد الشرقي قد أرسله إلى مراكش..

فلما إقتنع السلطان السعدي بأن امحمد الشرقي مجذوب وَليّ من أولياء الله،لا مطمع له في السياسة ولا في تأليب الناس على السلطة،أكرمه وأجرى العلاقة صافية بينه وبين الزاوية الشرقاوية،وهو الأمر الذي سيبقى ساري المفعول بين وَرثة العرش وبين ورثة السرّ في الزاوية..

ب_ (علاقاتها بزوايا المنطقة): عرفت الزاوية الشرقاوية تنوّعاً في علاقاتها مع الزوايا،فتراوحت هذه العلاقة بين: (الغَيْرة والتّنافُس،والإحترام وطلب التّسليم)..

_ (العلاقة مع زاوية الصومعة): تمثّلت علاقة امحمد الشرقي بزاوية الصومعة في شخص شيخها (أحمد الصومعي) في كونها (علاقة تنافس) على زعامة (منطقة تادلا_زيان)،وسلوك طريقين متناقضين ومختلفين: فيما أحمد الصومعي يَسْلُك (مَسْلك الوَرع) الشديد و(الخوف) من العقاب،كانامحمد الشرقي يسلُك مسلك (بَشّرْني بكُلّ ما سَوّيت إيلِيقْ)..

_ (العلاقة مع زاوية الدّلاء): تراوحت العلاقة بين التردّد في تسليم البعض للبعض،وبين تسليم (محمد بن أبي بكر الدلائي) ل(امحمد الشرقي).كان (أبو بكر الدلائي) إذا مَرّ ببلاد امحمد الشرقي (أحَسّ بنَقص في نفسه)،فأُلْهِمَ أن ذلك من قِبَل الشيخ،فعاد يتجنّب طريقه.وكان الشيخ امحمد الشرقي قوياً ذا عناية،يَغار أن يظهر معه أحد.ثمّ زاره أبو بكر الدلائي في رُفقة (حاملاً حزمة حَطَب على ظهره)،فرحّب به وأقبل عليه ودعا له بخير،وقال له: [ إذهب يا ولدي فإن جميع الأولياء كُسِرَت سَواقيهم إليك]..وهكذا رَضخت نفس أبي بكر لسيطرة امحمد الشرقي في آخر الأمر،ورَضيَ عليه الشرقي..

_ (العلاقة مع زاوية علي بن إبراهيم): أشار (العروسي) في (المُرقي) إلى علاقة أحد أحفاد (الشيخ علي بن إبراهيم) وهو (أحمد بن وُدادَس) وامحمدالشرقي،وكانت (علاقة إنكار) لتصرّفات امحمدالشرقي،وتمثّلت في كتابة أحمد بن ودادس للشيخ الشرقي مُحذّراً إيّاه من الإفراط في الأكل من الزاوية وقبوله كل ما يَرد عليها من أموال..وهناك قصيدة نظمها أحد أحفاد امحمد الشرقي في (التوسّل) بالشيخ (علي بن إبراهيم) من مرض ألَمّ به..

_ (العلاقة مع زاوية تاغيا لأبي يعزى): لا نجد في المصادر شيئاً عن علاقة امحمد الشرقي بزاوية أبي يعزى..ولعل السبب هو إختلاف طريقة أبي يعزى عن طريقة الشرقي..

_ (العلاقة مع زاوية المَخِفيّة بفاس): أسّسها (الشيخ أبو المحاسن يوسف الفاسي) في وقت قريب من تأسيس زاوية أبي الجعد،وكانت العلاقة بين زعيمي الزاويتين (علاقة جدال) حول من يُسلّم للآخر بالقياد..أورد (محمد المهدي الفاسي) صاحب (مُمتع الأسماع) المُراسلات التي تمّت بين الشرقي وأبي المحاسن الفاسي..

7_ مركز (تاسّاوْت):

مكانه بالقرب من (قرية تاغيا / قُرب مولاي بوعزة)،وشيخه هو (محمد بن مْبَارك الزعري)،وهو من مشاهير الأولياء بالقطر التادلي،أسّس زاويته بأمر من شيخه (أبي عمرو القسطلي المراكشي)..

كان إبن مْبارك من أصحاب (امحمد الشرقي)،إعترف له (أحمد بن أبي محلّي) بمشيخته.وعنهما قال امحمد الشرقي قولته: [ أنا وأحمد إبن محلي كمن ضربه شخص فأُغْمِيَ عليه،فلما أفاق وجد عند رأسه شخصاً آخر فتعلّق به]،يقصد بأن بركته هي التي كانت على أحمد إبنمحلي،وليست بركة محمد بن مْبارك.

إنطلاقاً من (غَيْرة) امحمد الشرقي كان يدعو كل من ظهرت عليه أمارات الوَلاية والصلاح إلى (التّسليم له والإنقياد إليه)،فكتب إلى محمد بن مْبارك..

تأثّر (أحمد بن أبي محلي) [976ــ1022هـ/1560ــ1613م] بالشيخ محمد بن مْبارك التستاوتي،فكان يَلْهج دوماً بذكره،وذكره كثيراً في كتابه (الإصليت الخرّيت في قطع بلعوم العفريت النّفريت)..

8_ مركز (الزّيْدانيّة):

نُسب المركز إلى مؤسسه (الأمير زيدان بن أحمد المنصور الذهبي)،بعد أن تمّ تعيين الأمير زيدان والياً على منطقة تادلا..

وتوجد (الزيدانية) على الضفة اليُسرى لنهر (أم الربيع) بالقُرب من ضريح الوليّ (محمد مْعَ الله) المعروف ب(مْحَمّد مْعَلّ)،ولا تزال أطلالها قائمة إلى اليوم..والسلطان (أحمد المنصور السعدي) زار إقليم تادلا،ونزلبالزيدانية وضواحيها ضيفاً على إبنه الأمير زيدان.

كان زيدان السعدي يعقد مجالس الأدب والعلم والشعر في قصره بالزيدانية،وقد أشار إلى ذلك صاحب (المرقي) عندما أشار إلى إجتماع: (أحمد الصومعي) و(أحمد بن أبي محلي) و(امحمد الشرقي) في الزيدانية مع الأمير زيدان،وتباحثوا في مسائل علمية وأدبية،فحصل بينهم خلاف،فقام زيدان ودخل إلى خزانته ليُحضر كتاباً يستدل به على رأيه..

ويعتبر زيدان أكثر أبناء المنصور علماً وأشهرهم ذكراً،له مشاركات للعلماء..

9_ مركز (تاشرّافت):

يقع بمنطقة (ورديغة) من سهل تادلا،وهو المركز الذي كان معروفاً ب(وادي الشرفاء) المعروف ب(وادي أكَرّوم) بالقرية المعروفة ب(تاشرافت).

معظم علماء هذا المركز كانوا من أصحاب (عبد العزيز التباع)،منهم:

_ (الشيخ حمزة بن يعيش): الشريف الحسني،دفينتاشرافت،عليه قبّة..

_ (الشيخ منصور بن حمزة): إبن (حمزة بن يعيش)،دفين قبة ضريح والده..

_ (الشيخ الزعيم بن عبّو العَسْعاس): من قبيلة رتمة الجابري،دفين وادي الشرفاء..

_ (الشيخ ميمون الصحراوي الحسني الفجيجي): قدم إلى وادي الشرفاء،وكانت له كرامات،تجتمع عليه الوحوش،وهو من أصحاب (محمد الزعري) والد امحمد الشرقي..

_ (الشيخ أبو حفص عمر المخفي): أبو الأسود..

_ (الشيخ محمد بن علي الزمراني): عُرف ب(الطالب)..

10_ مركز (عين الهنطات):

وهو مركز قريب من (وادي الشرفاء) بمسافات من ضريح (حمزة الكانوني).وشيخ المركز هو (علي بن موسى بن محمد بن غانم)،ومعه (الشيخ أحمد بن محمد) الملقّب ب(مولا تاطْلُوسْ) دفين بالقرب من وادي الشرفاء..

11_ مركز (أزْراراك):

يوجد في الطريق بين (إغْرَم لَعْلامْ) و(القصيبة)..أسّسه (الشيخ محمد بن داوود الشاوي) بإشارة من شيخه وصديقه (علي بن إبراهيم)،وكان قبل ذلك قد أسس زاويته الأولى ب(تامسنا) بإشارة من شيخه (عبد العزيز التباع)..ويُقام له موسم سنوي..

12_ مركز (أشْقُنْدَة):

يوجد داخل الجبل إلى يمين الطريق الرابطة بين (إغْرَم لَعْلامْ) و(القصيبة)،وله مسلك جبلي يربطه بقرية (تامدجوت) الواقعة في الجبل إلى جنوب شرق (تانوغا).

كان مزدهراً علماً وأدباً وتصوفاً خلال القرن العاشر الهجري،وبَقي من آثار أعلامه:

_ (الشيخ إبراهيم بن يعقوب السوسي الجزولي السملالي): دفين أشقُنْدة،كان من أصحاب (الشيخ أبي عمرو القسطلي المراكشي)..

_ (الإمام الشيخ عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي وكيل ميمون الصحراوي الحسني): دفين أقشندة..

_ (الشيخ إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن علي بن عبد السميع): دفين أقشندة..

13_مركز(فَمْ العَنْصر):

يوجد في الطريق المُحايدة للجبل الرابطة بين (بني ملال) و(تاكزيرت) على بُعد 9 كلم..

وقد إشتهر المركز بإسم صاحب الضريح المُقام بالمكان وهو (علي بن يوسف الدّرعي)،وكان يُقام عليه موسم في فصل الربيع يأتيه الناس من كل مكان..

و(الشيخ علي بن يوسف الدرعي): إمام عالم جليل،مُتفنّن في جملة من العلوم النقلية والعقلية،درس بالسوس في (الزاوية الدرعية) على يد (الشيخ محمد بن ناصر الدرعي)،وأكمل دراسته ب(الزاوية الدلائية)،فكان كثير التردّد بين الزاوية الدلائية والزاوية الدرعية.ولعله أسس زاويته بفم العنصر بعد تحطيم الزاوية الدلائية..

14_ مركز (تاغْزوتْ):

ما زال له ذكر وإستمرار في عهد السعديين،نجد ذلك من ذكر (الشيخ فاضل بن إبراهيم بن عثمان) بين العلماء والأولياء،دُفنبتاغزوت،وهو من أهل القرن العاشر والحادي عشر..

15_ مركز (بني شَجْدالْ):

ما يدلّ على إزدهار هذا المركز في عهد السعديين،ذكر (عبد الرحمان الصومعي) في (تشوّفه / التشوف الصغير) عدداً من العلماء والمتصوفة كانوا جميعاً من أصحاب (عبد العزيز التباع)،منهم:

_ (الشيخ محمد بن امْبارك بن علي العُمَري الشجدالي): نزيل وادي أم الربيع..

_ (الشيخ محمد الغريب بن أحمد بن يوسف العمري الشجدالي): دفين وادي الزْكيلو بقرب أم الربيع..

_ (الشيخ محمد النباتي بن محمد بن يوسف الشجدالي): كانت جماعة بني شجدال تجتمع عند روضته يوم الإثنين،كما تجتمع لطلب الإستسقاء في أيام الجفاف..

_ (الشيخ سليمان بن رَحُّ بن إدريس بن عبد الله بن عيسى الشجدالي): من أهل تادلا،دفين جماعة بني شجدال..

_ (الشيخ علي بن سعيد بن محمد بن يوسف الشجدالي)..

16_ مركز (جْراوَة):

يستمر هذا المركز في عهد السعديين،ولكن تحت إسم آخر وهو (أولاد سعيد).وقد إشتهر من هذا المركز:

_ (الشيخ صالح): وهو من ذرية (إبراهيم بن يعقوب) الموجود بمركز أشْقُندة..

_ (الشيخ عبد السميع): يوجد ضريحه وسط مقبرة ب(أولاد سعيد) إلى جوار ضريح صالح..

_ (الشيخ أبو عبد الله): يوجد ضريحه خارج قرية أولاد سعيد،بعيد عن الضريحين السابقين بحوالي ألف متر،وسط مقبرة بعيدة عن العمران..

17_ مركز(بْني مَعْدان):

هو المعروف اليوم ب(أولاد عبد الله)،وهو الذي كان يُعرف سابقاً ب(نَظِيرْ).ويظهر أنه إنتكس في عصر السعديين،أو أن المصادر هي التي لم تُسعف بشيء عن هذا المركز،باستثناء ذكر (الفقيه يعقوب المَعْداني) الذي كان من تلاميذ (علي بن عبد الرحمان) بزاوية تامدجوت..

18_ مركز (بْني عْمِيرْ):

نظن أن المركز كان فيما يُعرف اليوم ب(مدينة الفقيه بن صالح).وقد تخرّج من هذا المركز علماء أجلاّء وشخصيات مرموقة على الصعيد الوطني،منهم في عصر السعديين:

_ (الشيخ عبد الله بن محمد بن أبي القاسم الَعْمِيري): قام بوضع تقريظ ل(شرح لامية العجم) لصاحبها (سعيد بن مسعود)..

19_ مركز(بْني موسى):

لعل مكان المركز كان ب(دار ولاد زيدوح)،وقد إشتهر من هذا المركز في عصر السعديين:

_ (الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى الموساوي): توفي (985هـ/1577م)،درس بفاس،ومن شيوخه بفاس (الشيخ إبن غازي).وله تلاميذ من بينهم (أبو الحسن علي بن يوسف الفاسي)..

20_ مركز (تارْتَمّادْ):

يوجد بين (بني ملال) و(قصبة تادلا)..إشتهر به:

_ (الشيخ أبو الحجاج يوسف بن عيسى الشريف بن صالح): دفين تارتمّاد..

_ (الشيخ مولاي محمد بن يعقوب الشريف الحسني): دُفن بنفس المركز بتارتماد من بِيرْ الشُّقْرانْ بقُرب واد أمْ الربيع..

فَرّ (يوسف بن عيسى) إلى المشرق أثناء ظهور (مولاي أبي عبد الله محمد الشيخ الحسني السعدي)،وبَقيَ أولاده ب(مدينة دايْ) يُعرفون باسم (العُرْهْبي).وإستقرار يوسف بتارتمّاد هو إستقرارأسرته،فقبر جدّه (الشيخ الشريف الحسني) يوجد بتارتماد،وهو من ذرية (الشيخ إبراهيم بن محمد بن موسى بن الشيخ مولاي صفوان الشريف الحسني الإدريسي) صاحب (شالة)،الذي نزل من (آيت عْتاب) بدار أشراف.وجدهم هو (الشيخ مولاي عيسى بن إدريس) المدفون بآيت عتاب..

أما أولاد (يوسف بن عيسى) الذين تركهم بمدينة داي،فمنهم:

_ (الشيخ محمد بن الحاج يوسف بن عيسى)..

_ (الشيخ عبد الرحمان بن يوسف بن عيسى): كان من أصحاب السلطان أحمد الذهبي السعدي،وكلّفه بوظائف (داي_بني ملال)،فكانت تَجْتَمع الوظائف لأهل مدينة داي من تادلا ويدفعها للسلطان السعدي.وأشار صاحب (التشوف الصغير) إلى أن أحمد المنصور الذهبي تأثّر بأفكار وطريقة عبد الرحمان بن يوسف في (الشاذلية)..وخلّف عبد الرحمان ثلاثة أولاد: (أبو بكر العربي،موسىالحسني،مولاي صالح)..

__ بهذا نكون قد تأكّدنا من وجود حوالي (عشرين مركزاً علمياً وأدبياً)،كانوا منتشرين في (سهول تادلا) كلها،طولاًوعرضاً.ولنا يقين كبير على أن هناك مراكز أخرى موجودة لم نذكرها،منها ما عثرنا على إسمهاوموقعها،ولم نعثُر على شيء من علومها أو أدبياتها،ومنها الذي ما يزال مجهول الإسم والموقع..

ثانياً: (المراكز العلمية) ب(جبال تادلا / أزيلال) في العصر السعدي:

عرف [(إقليم هسكورة) / (أزيلال) حالياً] إرتباطاً عضوياً بالجغرافيا والتاريخ مع (إقليم بني ملال)،مُشكّلان معاً عبر توالي الأحقاب التاريخية ما عُرف ب(منطقة تادلا).ولا غرابة في ذلك،فقد كان (السهل) في تادلا يُكمّل (جبال) المنطقة،كما أن الجبال تُكمل السهل..

1_ مركز (واوِزَغْتْ):

في العصر السعدي شكّلت (واوزغت) مركزاً علمياً مهماً بين جبال الأطلس المتوسط،يؤول إليها كل طالب علم من المناطق المجاورة في إقليم هسكورة (أزيلال)..

وليس أدلّ على ذلك من شخصية شيخ المركز (الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن الحسين الدّادسيالواوزغتي) الذي توفي (1062هـ/1652م)،فهو من (دادس) ولكنه إستوطن (واوزغت)..كان من أصحاب (عبد الله بن حسون) دفين سلا..وطريقته كانت تعتمد على (السماع) وإقامة (الحضرة) للذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم،وكان يتحرّك للسماع..وهو نفس حال (الطريقة الشرقاوية)،مما يؤكّد مدى التأثير الذي نَشره (امحمد الشرقي) في نفوس الناس..

2_ مركز (دَمْنات):

هناك إشارة مهمة من (الحسن الوزاني) جاء فيها: (يوجد في مدينة دمنات بعض الرجال المتضلّعين في علم الفقه،يؤخذ منهم القضاة والأئمة)،هذه الإشارة كافية للدلالة على وجود (نواة علمية) مزدهرة في هذا العصر،تعتمد تعليم القرآن والفقه وعلوم العصر آنذاك،وأن (القُضاة) يتخرّجون من عين المكان ومن أبناء المنطقة..

وهناك إشارة أخرى هو وجود (شخصية أندلسية غرناطية) إستوطنتدمنات ثمانية عشر عاماً،وأنإختصاص هذا الغرناطي هو (صُنع الأسلحة)،وهو ما يُشير إلى أن دمنات مدينة (علم) ومدينة (فروسية)..

هذا بالإضافة إلى الثراء الفاحش لأبنائها،لدرجة أنهم لا يُقيمون وزناً للخيول لكثرتها..

أما عن الجانب التعليمي فإن زاويتين على الأقل (قادريتين) كانتا موجودتينبدمنات..

3_ مركز (أيت عْتابْ):

لعل هذا الموقع الجميل المُحصّن داخل الجبال،والغنيّ بشتى أنواع وموارد الغنى،وشجاعة الرجال: هو ما جعل (الشيخ عيسى بن إدريس) يلجأ إلى هذه المدينة ويقضي بها بقية أيام عمره..فأسّس (عيسى بن إدريس) هذه المدينة،وبكل نواحيها زاوية لأبناء الأدارسة..

وفي العصر السعدي إنضافت (زاوية قادرية) أخرى هي (زاوية عبد الحق القيرواني)..

ومن علماء ونُبهاء العصر في آيت عتاب:

_ (الشيخ عبد الحق بن عبد الرحمان بن صالح بن عيسى القيرواني اليثربي القرشي): من أصحاب امحمدالشرقي،تعرّفا على بعضهما البعض أثناء زيارة قام بها وَفْد عتابي إلى أبي الجعد،وهناك تأثّر عبد الحق بطريقة امحمدالشرقي،فبقي في خدمته مدة طويلة..

_ (الشيخ محمد بن سعيد العتابي السلاوي): من أصحاب (الشيخ عبد الله بن حسون / ت1013هـ)..قال عنه محمد بن علي الدكالي: (الشيخ الصالح سيدي محمد بن سعيد العتابي،خليفة الشيخ سيدي عبد الله بعد وفاته،ومُربّي المريدين بعرفانهوإمداداته.وهو من أشياخ الولي الصالح سيدي محمد الطالب (ت1072هـ)،فتح الله به عليه وألزمه الخلوة أياماً فنجح قصده.مات سيدي محمد بن سعيد سنة (1032هـ)،فدُفن لصق قبر شيخه عبد الله حسون،وعليهما الآن بناء واحد..)..

وقد عرض الأستاذ عيسى العربي في كتابه (قبيلة آيت عتاب) بتفصيل موقع الزاوية والتعريف بمؤسسها (عبد الحق) وأخيه (صالح بن عبد الرحمان)..

4_ مركز (بْزُو):

أشهر شخصياته هو (الشيخ عبد الله بن حْسَيْن) وأبوه وجدّه.

ويظهر أن (عبد الله بن حسين) إنتقل من بْزو إلى مراكش فأصبح من أصحاب (عبد الله الغزواني).وحدث أن مَرّ الشيخ الغزواني مع أصحابه بمنطقة (تامصلوحت) بناحية مراكش،وهي قفر فارغة،فأمر (الشيخ عبد الله بن حْسَيْن) قائلاً له: (يا عبد الله يَحْيَ عمرانه على يَدك،فانزل بأهلك وولدك به)..

 توفي الشيخ عبد الله بن حسين في زوال يوم الإثنين 21 من ربيع الأول سنة (979هـ/1571م).

ومن أعلام مركز بزو:

_ (الشيخ أحمد وُدادَس): حفيد (علي بن إبراهيم)،وأحمد هذا هو الذي أسّس فرعاً لزاوية جده بمركز بزو..

_ (الشيخ البصير بن أحمد الحاشي): تولّى تسيير زاوية بزو بعد وفاة والده أحمد بن ودادس..

5_ مركز (تانَغْمَلْتْ):

يوجد هذا المركز بإقليم (أزيلال / هسكورة)،في منطقة (تانغملت) بأرض (أنْتيفة) بين (هَنْتيفة) و(آيت عتاب) و(بني مصاد)،بالقُرب من (شلالات أوزود).

مؤسس هذا المركز هو (الشيخ أبو عمران موسى بن يعقوب البوكمازي) تلميذ (عبد الله بن حْسَيْن التّمصلوحتي)..

6_ مركز (تامودْجوت):

أسّسه (الشيخ علي بن عبد الرحمان بن أحمد بن يعقوب بن صالح بن علي الدّرعي)،وُلد ليلة 12 جمادى الثانية عام (1018هـ/1609م) بوادي درعة وبه نشأ..سمع بخبر (الشيخ محمد بن محمد الدادسيالواوزغتي) فإنتقل إليه ولازمه سنين،إلى أن توفي الشيخ الواوزغتي فوَرث زاويته،ثم رأى شيخه في المنام يأمره بفتح زاويته والتصدّي لفعل الخيرات،فإنتقل من واوزغت يبحث عن مكان لزاويته،إلى أن أسسها في (تامودجوت)،فقصدته جماهير الناس وشُدّت إليه الرحال،وزاره العلماء وأخذوا عنه ولازموه،وإشتهر أمره حتى أنه بلغ عنده من الزوار في ليلة واحدة (سبعة عشر ألف زائر) كلهم يُطعمون من طعام الزاوية..

ومن شيوخه: (أحمد بن إبراهيم) من أصحاب (عبد الله بن حْسَين الدرعي)،و(أحمد بن موسى)،و(محمد السوداني)،و(محمد الدادسيالواوزغتي)،و(عبد الله بن حسون)،و(أبي بكر الدلائي)،و(محمد بن ناصر الدرعي).

ومن العلماء الذين درّسوا بزاوية تامدجوت: (الشيخ أبو عبد الله محمد بن مسعود المراكشي) الفقيه النحوي العالم الصالح،تخرّج من الزاوية الدلائية أستاذاً في اللغة العربية والفقه المالكي ومختصر الشيخ خليل،وكان قد فرّ من مجالس لهوه بالدّلاء إلى جوار الشيخ علي بن عبد الرحمان يُدرّس العلم في زاويته ويَؤمّ الناس في الصلاة،ثمّ غادر الزاوية إلى (تَنْغْمَلْتْ) بعد أن تعرّضت تامدجوت للمحنة على يد (المولى الرشيد العلوي).

تفرّعت عن الزاوية ست زوايا في أنحاء المغرب،وهي: (مراكش،رباطالفتح،مكناس،تطوان،التْسُولْ،فاس).

أما تلاميذه فبلغوا نحو (ثمانين ألف تلميذ)،وأخذ عنه منهم في المنطقة الكثير من الأعلام،ومن غير المنطقة كثير كذلك.

فمن المنطقة: [ أخويه (عبد الرحمان) دفين فاس،و(منصور بن عبد الرحمان)..و(محمد بن عبد الله الدادسي)..و(العلامة سعيدالحنصالي) دفين واوزغت..و(العلامة سعيد بن محمد البوزيدي الحسني) دفين ضريح أبي زكريا بوادي أمْ رْبيع من تادلا..و(محمد بن أحمد المغزازي) دفين ناحية تامدجوت..و(يعقوب التواتي) دفين تامدجوت..و(الملاليالخداشي)..و(الفقيه محمد بن أبي القاسمالحسني البوكيليالصومعي) دفين قصبة تادلا..و(الفقيه يعقوب المعداني)..و(أحمد الفشتالي)..والولي المُلقّب ب(الجُبْ) دفين تامدجوت..و(عبد الله الجابري) دفين الصومعة..و(سعيد الركراكي) دفين الصومعة..]،هؤلاء المشهورون من منطقة تادلا،أما غير المشهورين فهم أكثر من الكثرة..

ألّف عبد المجيد المنالي الزبادي كتاباً في (علي بن عبد الرحمان) سمّاه (دوحة البستان في مناقب الشيخ سيدي علي بن عبد الرحمان)،وهو أحد تلاميذ الشيخ..

(خلاصة):

 بعد إستعراض (المراكز الثقافية) التي تواجدت ب(منطقة تادلا / زيان)،سهولها وجبالها،يحق لنا أن نتساءل عن (الحصيلة الأدبية والفكرية) التي تحصّلت نتيجة الجهود التعليمية التي بذلها علماء وأئمة وفقهاء المنطقة،كما يحقّ لنا أن نتساءل عن أهمّ (القضايا) التي شغلت بال مفكري ومثقفي المنطقة في العصر السعدي؟؟..

_ بالنظر إلى (الحركة الأدبية والفكرية) نجد أن المراكز التي إشتهرت منها هي: [ _ مركز (الدّلاء) _ مركز (الصومعة / دايْ،بني ملال) _ مركز (بجّعْد) _ مركز (دَمْنات) ].

_ وبالنظر إلى (الحصيلة الأدبية) نجد أن مجموع المؤلفات التي وصل إلينا ذكر عنها قد بلغ (186) كتاباً،بين (شعر وتصوف وفقه وعقيدة وتاريخ وعلوم).

_ وبالنظر إلى الأعلام المشتهرين من المنطقة،والذين بلغوا شأواً عظيماً في العلم والأدب والتصوف،نجد على رأسهم: [ (أحمد الصومعي) و(عبد العزيز الفشتالي) و(محمد بن علي الفشتالي) و(امحمد الشرقي) و(علي بن إبراهيم) ]..

وشخصيات كبيرة وطنية،إشتهرت وفاقت شهرتها حدود الوطن ك: [ (أبي علي الحسن اليوسي) و(أحمد بن القاضي) و(أحمد بن أبيمحلي) ] وغيرهم،كان ل(منطقة تادلا / زيان) فضل عليهم بإحتضانهم وتعليمهم وتشجيعهم..فكان بذلك (فضل تادلا على المغرب) كبيراً..

_ (الزاوية الدّلائية) إشتهرت ب(الشعر)،وفيها دواوين شعرية كثيرة بالقياس مع الزوايا الأخرى،ونفس الملاحظة مع أبناء (فشتالة) الذين إشتهروا بالشعر..

وإشتهرت (زاوية الصومعة) ب(التآليف في التصوف)،فألّف (الشيخ أحمد الصومعي) عشرات الكتب في (التصوف وقواعده،وطريقسلوكه،وأخلاق وشروط مريده) وما إلى ذلك من الأمور المتعلقة بالتصوف..

وإشتهرت (زاوية بجّعد) ب(الأزجال الصوفية) التي كان يقولها (امحمد الشرقي) وبعض بَنيه من بعده..

وإشتهرت (زاوية أكرط) ب(حلقات الذكر ومدح الرسول) صلى الله عليه وسلم..

بينما كانت الزوايا الأخرى تخلط بين هذه الأشياءفكراً وسلوكاً..

_ (ملخص بتصرف) من كتاب (تاريخ تادلا_زيان / الحركة الفكرية والأدبية في عصر الدولة السعدية) / د.مصطفى عربوش

حصل المقال على : 1٬319 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد