الوسيط البرزخي

لبست النبوة المحمدية حلل الأسماء الإلهية: لها الغنى :﴿وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله﴾ “ولم يقل من فضلهما”.لها الإستجابة:﴿إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم“ولم يقل إذا دعوكما “.لها الإنعام أو النعمة:﴿وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه﴾.لها القضاء:﴿ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلمواتسليما﴾“ولم يقل ويسلموا سلاما،بل السلام مع تسليم الأمور إليه صلى الله عليه وسلم”.    لها الرضى:﴿والله ورسوله أحق أن يرضوه﴾“ولم يقل يرضوهما”وقرن براءته تعالى ببراءته فقال(براءة من الله ورسوله﴾ومحاربة الله بمحاربته فقال تعالى﴿إن الذين يحاربون الله ورسوله.الى غير ذلك من الايات…

 

فكانت واسطة في كل التجليات ورحمة لكل المخلوقات﴿وما أرسلناك إلارحمة للعالمين﴾رفعت بها الأستار، ووصلت الى الخلائق الأنباء والأخبار،وصحت الموجودات للوجود،وعرف الرب المعبود،وهومعنى قول القائل ” لولاه لم تخرج الدنيا من عدم” و” لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط ” فهو الواسطة في كل شئ.. بل له على كل ذرة من ذرات الوجود نعمة الإستمداد من الحق فلا دخول إلا من بابه ولاشهود إلا فيه ولا تجل إلا منه،فمقتضى أي إسم إلهي،لايصل إلى أهل الكون مباشرة،بل لابد من الإصطحاب مع الحقيقة المحمدية،لكي يكون اللطف في التجليات الإلهية :”الله معطي وإنما أنا قاسم” الحديث.

أبرز الله تعالى من نوره هذا البرزخ العظيم الجامع وأفاض عليه جميع كمالاته وحلاه بأسمائه وصفاته فكان حاجزا بين المخلوقات وصدمات التجليات الإلهية,فلولاه لما استطاع الوجود الصمود،ولإضمحل من حينه لإنعدام المجانسة والمناسبة

عين الوجود وواحد الموجود ● مجلى محاسن حضرة المعبود                                     وحقيقة الإسم الذي لصفاته● خضعت رقاب معاند وجحود                                        متوحد في كل فضل باهر● ووحيد فرد حقيقة التوحيد

فليس في الوجود من له الحل والربط،والنقض والإبرام،إلا مولانا رسول الله فهوبرزخ عظيم بين المخلوقات وربها ومن خاصية البرزخ أن لاينزل شئ إلاعليه،ولايصعد إلاإليه،فمعاملة الخلق في الحقيقة كلها معه قال تعالى في سوة الكهف(فمن كان يرجو لقاء الله فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)ولم يقل”ولا يشرك بربه أحدا”.

فاعرف قدر نبيك، نورالله قلبي وقلبك،وزاد في هذا النبي الكريم حبي وحبك

حصل المقال على : 116 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد