العقل واللبُّ والحِجْر والنُّھَى

لعقل واللبُّ والحِجْر والنُّھَى :-
1= العقل في اللغة نوعان : فإما أن يشار إلى العقل بالفهم والحفظ ، فيقال : عقِلْت الشيءَ أعقِله
عقلاً ؛ أي : فهمته ، وهو المذكور في الكتاب العزيز ، وإما أن يكون العقل هو الإمساك كعقل
. البعير بالعقال ، ومعناه الإمساك عن القبيح ، وعقل النفس وحبسها على الفعل الحسن
والقرآن الكريم يخاطب نوعين من العقل :
الأول : هو العقل الغريزي المميز المقابل للجنون ، ويطلق على القوة المتهيئة لقبول العلم ؛ إذ إن هذا
العقل يقوم بإدراك أمور الحياة التي يعيشها الإنسان
أما العقل الآخر فهو العقل المكتسب المقابل للجهل وعدم الفهم ، والذي هو مناط التكريم ،
ويطلق هذا العقل على العلم الذي يستفيده الإنسان هذه القوة العاقلة ،

2= أما اللب فهو العقل الخالص من الشوائب ، و سمي بذلك لكونه خالص ما في الإنسان
وخالص كل شيءٍ لبه ، فلُب كلٍّ من الثمار داخله ، ولب الرجل ما جعِلَ في قلبه من العقل ؛ لذا قيل
هو باطن العقل
واللب في القرآن الكريم لم يأتِ إلاَّ جمعاً ، قد أضيف إليه طائفة من البشر ، وهم أهل الصفاء
الروحي المكتسب من التقوى والحكمة والرسوخ في العلم ؛ وإنما أُضيفوا إلى اللب ؛ لأن اللب ما
زكا من العقل ؛ إذ كل لب عقلٌ ، وليس كلُّ عقلٍ لباً ؛ لذا تجد القرآن لا يخاطب باللب الكفار
والعصاة ؛ وإنما يخاطب أصحاب العقول المبرأة من الأوهام ، المنورة بنور القدس

3= أما الحِجر فهو من صفة العقل الذي يحجر صاحبه ويمنعه من التهافت فيما لا ينبغي
وأصله من الحَجر مفتوح الحاء وهو المنع ، ومنه حِجر البيت الحرام ؛ لأنه يمنع الطائف من اللصوق بجداره الشامي ومنه قوله تعلى ” وقَالوُا هذِهِ أَنعْام وحرث حِجرلا يطْعمها إِلَّامن نَشاء.
وقد ورد ذكره بمعنى العقل المانع للنفس مرة واحدة في القرآن ، وذلك في قوله سبحانه : هلْ فِي ذَلكِ قَسم لِذِي حِجرٍ . فالآيات التي قبل هذه الآية كلها تدعو إلى عبادة تحتاج إلى قهر النفس وإرغامها ومنعها من الركون إلى الهوى ، كصلاة الفجر ، وصلاة الوتر ، والأيام العشر من ذي الحجة التي تكثر فيها العبادة ، أوالتهجد من الليل ، فكلها تحتاج إلى حجر النفس وقهرها .

4= أما النهى فجمع نهية ، وهو من صفة العقول التي تنهى صاحبها عن القبيح، يقال : فلان ذو نهية ؛ أي : ذو عقل ينتهي به عن المقابح ، ويدخل به في المحاسن . قال تعالى كُلُوا وارعوا أَنعْامكُم إِن فِي ذَلكِ لَآياتٍ لِأُوليِ النهى. وورد ذكر العقول الناهية مرتين في سورة طه ، بعد أن ذكر النِعم التي سخرها سبحانه للخلق عطف إلى الدعوة إلى الاتعاظ وترك الأباطيل والانتهاء ” مِنها خلَقْناكُم وفِيها نُعِيدكُم …منقول للفائدة

حصل المقال على : 1٬341 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد