الصدفة
الف أحد الغربيين – وهوجوليان هكسلي – كتابا سماه (الإنسان يقوم وحده) Man Stands Alone زعم فيه أن العلم ينكر وجود الله.
ولكن ها هو ذا عالم من أكبر العلماء، الامريكي كريسى موريسون – هو الرئيس السابق لأكاديمية العلوم بنيويورك، ورئيس المعهد الامريكي لمدينة نيويورك، وعضو المجلس التنفيذي لمجلس البحوث القومي بالولايات المتحدة، قد تصدى له ورد عليه و بين له وللناس جميعا،ان العلم الحديث يثبت وجود الله وينتهي إلى الايمان به وبوحدانية، بما لا يحتمل الشك أو الجدل.
وقد سمى كتابه (الإنسان لا يقوم وحده Man Does Not Stand Alone اثبت فيه بمختلف العلوم ان الله بارئ الكون وهو خالق كل شيء. ترجمه الاستاذ محمود صالح الفلكي وسماه الله يتجلى في عصر العلم,و المترجم حصل على بكالوريوس في الإقتصاد بمرتبة الشرف من جامعة كمبردج بانجلترا سنة 1924، وعلى درجة أستاذ من نفس الجامعة 1929.
يقول في مقدمة الكتاب
خذ عشرة بنسات، كلا منها على حدة، وضع عليها ارقامها مسلسلة من 1 إلى 10 ثم ضعها في جيبك وهزها هزا شديدا. ثم حاول ان تسحبها من جيبك حسب ترتيبها، من 1 إلى 10. ان فرصة سحب البنس رقم 1 هي بنسبة 1 إلى 10. وفرصة سحب رقم 1 ورقم 2 متتابعين، هي بنسبة 1 إلى 100، وفرصة سحب البنسات التي عليها ارقام 1و 2 و3 متتالية، هي بنسبة 1 إلى 1000. وفرصة سحب 1و 2و 3و 4 متوالية هي بنسبة 1 إلى 000ر10،هكذا، حتى تصبح فرصة سحب البنسات بترتيبها الاول، من 1 إلى 10،هي بنسبة 1 إلى 10 بلايين.
والغرض من هذا المثل البسيط، هو ان نبين لك كيف تتكاثر الاعداد بشكل هائل ضد المصادفة، ولا بد للحياة فوق ارضنا هذه من شروط جوهرية عديدة، بحيث يصبح من المحال حسابيا ان تتوافر كلها بالروابط الواجبة، بمجرد المصادفة على أي أرض في أي وقت. لذلك لابد ان يكون في الطبيعة نوع من التوجيه السديد. وإذا كان هذا صحيحا فلابد ان يكون هناك هدف. والغرض من هذا الكتاب هو ان نبين بعض هذه التنظيمات العجيبة، وان نعرض الهدف الذي وراء وجود الانسان.
يقول ان حجم الارض وسرعتها في مدارها حول الشمس هي ثابتة للغاية. ودورانها على محورها قد حدد بالضبط، لدرجة ان اختلاف ثانية واحدة في مدى قرن من الزمان يمكن ان يقلب التقديرات الفلكية. ولو ان حجم الكرة الأرضية كان أكبر مما هو،أو أصغر،أو لو ان سرعتها كانت مختلفة عما هي عليه، لكانت ابعد أو أقرب من الشمس مما هي، ولكانت هذه الحالة ذات اثر هائل في الحياة من كل نوع، بما فيها حياة الانسان. ولو ان الكرة الأرضية اختلفت من هذه الناحية أو تلك، إلى أية درجة ملحوظة، لما أمكن وجود الحياة فوقها.انتهى
فلا وجود للصدفة في الكون الالهي “الله نور السموات والارض” واذا كان الله نورها فهي لا تسير في ظلام ،والصدفة عمياء لا تعرف أين تضع رجلها فالكون يسير ويعرف الى اين يسير
لأن عنده رب خالق بارئ مصور قدره فأحسن تقديره