السؤال (40): ما صفة آدم عليه السلام؟
يقول ابن عربي:
الجواب: إن شئت: صفته الحضرة الإلهية أو مجموع الأسماء الإلهية أو “إن الله خلق آدم على صورته”،فهذه صفته.
فإنه لما جمع له في خلقه بين يديه،علمنا أنه قد أعطاه صفة الكمال،فخلقه كاملاً جامعاً، ولهذا قَبل الأسماء كلها،فإنه مجموع العالم من حيث حقائقه.فهو عالم مستقل،وما عداه فإنه جزء من العالم..
وسمي ب”آدم” لحكم ظاهره عليه،فإنه ما عرف منه سوى ظاهره،كما أنه ما عرف من الحق سوى الاسم الظاهر،وهو المرتبة الإلهية،فالذات مجهولة. وكذلك كان آدم عند العالَم من الملائكة،فمن دونهم،مجهول الباطن. وإنما حكموا عليه بالفساد،أي بالإفساد،من ظاهر نشأته،لما رأوها قامت من طبائع مختلفة متضادّة متنافرة..
فالعالم كله تفصيل آدم،وآدم هو الكتاب الجامع،فهو للعالم كالروح للجسد. فبالمجموع يكون العالم كله هو الإنسان الكبير،والإنسان منه. وإذا نظرت في العالم وحده دون الإنسان، وجدته كالجسم المُسوّى بغير روح.. والإنسان منفوخ في جسم العالم،فهو المقصود من العالم.. فإن أخذت الشّرف ب”كمال الصورة”،قُلت: الإنسان الكامل. وإن أخذت الشرف ب”العلم بالله” من جانب الحق،لا من طريق النظر،فالأفضل والأشرف من شَرّفه الله بقوله: “هذا أفضل عندي”،فإنه لا تحجير عليه في أن يفضّل من شاء من عباده.انتهى. ..
قلت زيادة في التوضيح و إن كان جواب ابن عربي لا يحتاج الى توضيح “خلق الله ءادم على صورته” اي على صورة الاسماء الالهية، والاسماء الالهيه جمعت مقتضياتها الكون كله فادم هو مجموع الكون من حيث باطنه ،وحقيقته،وسمى ادم نسبة الى الظاهر الذي يعرف عنه ،فما عرفت الملائكة منه سوى ظاهره ،وظاهره خلق من الطبائع الاربعة :الماء والتراب والنار والهواء وهذه الطبائع متضادة ومتنافرة هذا ما جعل الملائكة تحكم عليه بالفساد.