السؤال الثلاثون

يقول الشيخ الشعراني:وسألوني عن تعلّقات العلم الأزلي،هل هي أزلية في العلم،فإن كانت أزلية فأين الحدوث؟.

العلم ذاتي لمرتبة الالوهية،أزلي بأزليتها،ولم يتجدد له تعالى علم بتجدد المعلوم ،الموجودات تظهر حسب الارادة الإلهية،والتقديرات الأولية (كل شئ خلقناه بقدر)فالمعلوم تابع للعلم،ولايوجد علم بلا معلوم ،فالعلم ذاتي لمرتبة الالوهية في حين المعلوم ينتظر إبان التجلي الذي سيظهره ،أي الحدوث في مقتضى العلم لا في العلم.

 في كتابه انشاء الدوائريقول ابن عربي ..إنما العلم متقدم من غير زمان بالشيء قبل عينه، فوجود الشيء المحدث في علم الله تعالى،قبل وجود الشيء في عينه، ومتقدم عليه،غيرأن ثَمَّ سراً سنوميء إليه في هذا الفصل ان شاء الله تعالى ونبين لك ان وجود العين يتقدم على العلم بالمرتبة ويساويه في الوجود أزلا ،لامن جهة كونها محدثة وهذا في حق الحق،. انتهى.

 ويضيف(انشاء الدوائر):فالوجود والعدم عبارتان عن إثبات عين الشيء أو نفيه،ثمّ إذا ثبت عين الشيء،أو انتفى فقد يجوز عليه الإتّصاف بالعدم والوجود معاً انتهى.

فالعلم سابق والمعلوم لاحق،أما تقدم المعلوم على العلم،ففي بعض المراتب، للوسع الإلهي،ولأن التجليات الإلهية مطلقة، فالمقتضى أوالمعلوم عندما يصل إبان ظهوره يطلب التجلي. امااية(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) واية(امْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)يفيدان تجدد العلم.لأن الأشياء مَجْلُوة ظاهرة للحق في حال عدمها لا يخفى عليه شيء منها، هي في الوجود العلمي ولاتسايرحقائق الالوهية في قدمها.وقلت في عدة مواضيع أن سماء معرفتا هو مرتبة الالوهية حيث الاسماء الالهية التي تطلب الظهور،والقرءان،والحقيقة المحمدية،فلنقف عندهم، فعالم الظهور،يبدأ من بساط الألوهية،أما ظهور الكائنات فبدأ من دائرة الرحمانية (خلق الله ءادم على صوة الرحمن)(لهذا حذفت ألفه ،لم تكتب الرحمان). أي مقتضيات اسمه تعالى الرحمن قال تعالى(قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الاسماء الحسنى) فالاسم”الرحمن”ياتي في المرتبة الثانية،بعد اسم الجلالة الرئيس “الله“أما الرحمن فنقيب الأسماء الإلهية،والظهور بدأ منه: ظهور الملائكة والجن، والانس،والانبياء. ومظاهر الكون كله …. حتى الحروف الهجائية ،ما ظهرت حتى دائرته. واذا حققت هذه علمت أن الأشياء، مستحيل عليها مسايرة الحق في أزليته.النور المحمدي الأحمدي هو المتصف بالازلية،لأن له مناسبة مع الاحدية، ومجانسة مع الأسماء الالهية.
فالوجودان ،العلمي والعيني،لاعلاقة لهما بالذات الإلهية،بل لاعلاقة لهما حتى بمرتبة الأحدية .

 

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد