إسلام بلا مسلمين،ومسلمون بلا اسلام.
حدث الصحابى المستورد بن شداد، رضى الله عنه، فى مجلس كان فيه عمرو بن العاص، رضى الله عنه، أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول:«تقوم الساعة والروم أكثر الناس» فقال له عمرو بن العاص، رضى الله عنه: «أبصر ما تقول» أى تأكد هل سمعت هذا من رسول الله، صلى الله عليه وسلم حقا. قال أقول ما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس»فقال عمرو بن العاص،رضى الله عنه، أما لئن قلت ذلك إن فيهم خصالا ً أربعا: «إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة.. وأرحمهم لمسكين ويتيم وضعيف.. وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك».
أولا «إنهم
لأحلم الناس عند فتنة» فلا تذهب عقولهم،ولا يطيش فكرهم،أو يفقدون اتزانهم عند
الفتن والأحداث الجسام والحروب أوالنكبات.
ثانيا «وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة» فيخرجون من الحروب الكبرى المدمرة وقد استعادوا مكانتهم الحضارية، وأعادوا أبناء دولهم، وصححوا أخطاءهم، واستفادوا من دروس محنهم.
ثالثا «وأرحمهم لمسكين ويتيم وضعيف» والحقيقة أن بلاد الغرب لا تكاد تجد فيها جائعًا أو فقيرًا أو يتيمًا دون رعاية، فى الوقت الذى تجد بلاد المسلمين الغنية بالموارد تعج بمن لا يجد طعاما ولا حياة كريمة رغم عظمة الإسلام فى تعاليمه الاجتماعية.
رابعا «وأوشكهم كرة بعد فرة». فهم سرعان ما يستعيدون قوتهم، ويكرون على عدوهم مرة أخرى بعد الهزيمة.
خامسا«وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك» يختم صفاتهم بقولك: «وخامسة حسنة جميلة» وكأن هذه الصفة هى أعظم ما لديهم وأجملها، وهى التى تأتى بالأخرى وتحفظها، فالعدل أساس الملك، حيث لا يظلم الحاكم رعيته،ويعتبر نفسه خادماً لهم،
أما أمة العرب التى أنزل عليها القرآن،فتعيش فى ظلم وبغى الحكام عصرا بعد عصر، وتنتقل من ظالم إلى آخر،ومن ملك عضوض الى اخر.
لقد كان ابن العاص عارفًا بأخلاق الروم، ونفسياتهم وخصالهم، وانطلق من ذلك إلى تفسير وتحليل حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، وكأنه مركز دراسات إستراتيجية.
عُدْ إلينا ،يا ابن العاص.. لترى حالنا اليوم وواقعنا المعيش،عد، ايها القائد المحنك الذي حارب الروم وهزمهم واستلب منهم أعز بلادهم فى مصر والشام.
“ان
الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم’ صدق الله تعالى
منقول بالتصرف