شرح الصلاة 32

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ. النُّورِ الْحَقَّانِيِّ، الْمُتَعَمِّمِ بِالعَبْدِيَّةِ،وَالْمُلَثَّمِ بِالبَشَرِيَّةِ.مَلَأَ الوُجُودَ ظَاهِراً بِشَرِيعَتِهِ،وَبَاطِناً بِأَسْرَارِ نُبُوَّتِهِ،المَبْعُوثِ لِلنَّاسِ كَافَةً.أُرْسِلَ لِلسَّابِقِينَ ﴿ثُمَّ جَاءَكُم رَسُول مُّصَدِّق لِّمَامَعَكُم لَتُؤمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقرَرتُم وَأَخَذتُم عَلَىٰ ذَٰلِكُم إِصْرِي قَالُواْ أَقرَرنَا﴾فَأَقَرُّوا بِمَنْزِلَتِهِ،وَدَخَلُواْ تَحْتَ حُكْمِ رِسَالَتِهِ. وَمُقْتَضَى خِلَافَتِهِ، وَسُلْطَانِ وَسَاطَتِهِ، فَمُعَامَلَاتُ الخَلْقِ كُلِّهَا فِي الحَقِيقَةِ مَعَ هَذَا الوَسِيطِ البَرْزَخِي﴿وَلَا يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا﴾﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِم حَرَجامِّمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسلِيما﴾ وَالقَضَاءُ تَقْرِيرٌ،وَلَا يُقَرِّرُ إِلاَّمَنْ بِيَدِهِ مَفَاتِحُ الأَسْمَاءِ الإِلَهِيَّةَ،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

قال تعالى ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) فالكتاب المذكور في الاية هو القرءان ،والنور هو نور النبوة، وقال تعالى ( والذين ءامنوا وعملوا الصالحات وءامنوا بما نزل على محمد وهو الحق)والضمير في اللغة يعود على اقرب مذكور ،واقرب مذكور هو محمد(بما نزل على محمد وهو الحق) ومن اسماء الله الحق وسيدنا محمد تخلق بها، فهو صلى الله عليه وسلم نور حقاني ،لاهوتي، ظهر بالعبدية والبشرية ،لكي لا يعبد من دون الله ولأن صفة العبدية هي اول صفة واكبر صفة اتصف بها النور المحمدي حين بروزه من الاحدية (سبحان الذي اسرى بعبده) اسراء قبل القبل ،من الاحدية الى بساط الالوهية (ليلا ) والاسراء يكون دائما ليلا فهو ليل العدم ،حيث لا زمان زلا مكان ،ولا اين ولا آن ،ليل النبوة ( من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى) وانتبه كيف كتبت الاقصى بألف مقصورة، مخالفة للعربية (الاقصا) لتثير انتباه انه مسجد اقصى من الاقصا مسجد ملكوتي،هو البيت المعمور.
فهو صلى الله عليه وسلم من حيث وجهته الخلقية بشر مثلنا تحث تأثير الاسماء الالهية (قل انما انا بشر مثلكم) مع انه صلى الله عليه وسلم تغلب روحانيته على بشريته ،فلم يكن له ظل ،يرى من خلف كما من امام ،يرى بالليل كما بالنهار، يترك اثر على الصخر ولا يتركه على الرمل.
وما في الوجود الا شرائعه الاحمدية وشريعته المحمدية ،فالوجد كله اسرار نبوته وخبايا وخفايا خلافته الكلية،فهو وجه الله المشهود في ذرات الوجود (فأينما تولوا فثم وجه الله)
وهو صلى الله عليه وسلم نذير من النذر الاولى ،ارسل الى السابقين (ثُمَّ جَاءَكُم رَسُول مُّصَدِّق لِّمَامَعَكُم لَتُؤمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقرَرتُم وَأَخَذتُم عَلَىٰ ذَٰلِكُم إِصْرِي قَالُواْ أَقرَرنَا) وارسل الى امته ،والى الناس جميعا ( قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا) فرسالته عامة، وخلافته شاملة، ونبوته ذاتية وكلية .برزخ بين حقائق الالوهية وحقائق العبودية . فمعاملات الخلق في حقيقة الامر كلها مع وساطته، والذات الالهية وراء كل ذلك، لا معبودة ولا مشهودة ،لا تدركها العبارة ولا تنعتها الاشارة ،فالشرك لا يقع الا على دائرة النبوة (ولا يشرك عبادة ربه احدا) ولم يقل ولا يشرك بربه احدا وهذا لأن من مهام النبوة المحمدية الرحمة في الكون الالهية (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله وعلى الوهراء بنت رسول الله

حصل المقال على : 724 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد