الطبقات الصغرى / ذَيْل الطّبقات وهي أصغر “طبقاته” حجماً،خصّصها لترجمة من صَحبهم من علماء وصوفية عصره. وأما تسميتها بـ “الطبقات الصغرى” فهو مُشكل جداً،لأن الشعراني صرّح في خاتمة “طبقاته” هذه فقال:[وليكن هذا آخر كتابنا المسمّى بـ “لواقح الأنوار القدسية في مناقب العلماء والصوفية”]،وهذا يومئ إلى أن هذه “الطبقات الصغرى” إنما كانت في أصلها قطعة من “الطبقات الوسطى”،لا على أنها كتاب برأسها، لاشتراكهما في التسمية وتاريخ التأليف في التدوين الأول للوسطى.. وأقدم من سمّاها بـ “الطبقات الصغرى” ــ بحسب ما وقفت عليه ــ المَليجي في كتابه “المناقب الكبرى”..وأما داعية تأليف “الطبقات الصغرى”: فلما كانت “الصغرى” في أصلها هي القسم الثالث من “الطبقات الوسطى”في إبرازته الأولى،وكان تأليف هذا القسم ــ أعني الثالث من “الطبقات الوسطى” ــ لتنبيه طلبة العلم على ضرورة الإفادة من علماء عصرهم،وألا يحجَبهم حجاب المعاصرة.. ارتأى الإمام الشعراني أن يُفرد القسم الثالث من “الوسطى” بكتاب مستقلّ يسهُل نسخُه وتداولُه بين طلبة العلم ليعُمّ نفعه وتتحقّق الغاية من تأليفه،ليستضيء أهل عصرهم بأنوارهم ويتعطّروا بنفحات أخلاقهم وصفاتهم،وما كانوا عليه من الزهد والورع،وهو ما عُرف فيما بعد بـ “ذَيْل الطبقات ” أو “الطبقات الصغرى”..وأما تاريخ تأليف “ذيْل الطبقات” فهو سنة (961هـ) باتفاق جميع النسخ،ممّا يدلّ على أن الإمام الشعراني استلّ “الصغرى” من “الوسطى” قبل إعادة كتابتها سنة (965هـ)،والله أعلم. ملاحظة حول “الطبقات”: إن هذه “الطبقات” الثلاث تُعدّ كُلاً واحداً لا يُغني كتاب منها عن الآخر،كيف وهناك زيادات ونُقولات تُلفى في طبقة ولا تُلفى في أخرى؟ فإن ترجمة السيدة نفيسة بنت الحسن تختلف كمّاً بين “الكبرى” و”الوسطى”،ومثلها ترجمة عبد الله المنوفي. مع الملاحظة: أن الإمام الشعراني لم يُرتّب في “طبقاته” الأعلام والكُنى والأنساب والنساء والمجاهيل،ترتيباً دقيقاً يلتزمه في عامة الترجمات ،كما أنه لم يقصد بها عَليّة القوم وعلماء الأمّة، جعلها لطلبة العلم وعامة المؤمنين المخبتين.وكذا لم يلتزم بما قرّره في مقدمة “الكبرى” و”الوسطى” من أنه لن يذكر من كلام المُترجَم لهم وأحوالهم إلا عيونه وجواهره. ولا بدّ من وقفة إحصائية لكل طبقة: أما ما جاء في “الطبقات الكبرى”: فقد كان عدد المترجم لهم (460) ترجمة،بدءاً بسيدنا أبي بكر حتى عصر المؤلف. وأما ما جاء في “الطبقات الوسطى”: فقد كان عدد المترجم لهم (600) ترجمة،ابتداءً بشذرات من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى عصر المؤلف. وقد توافقت مع “الكبرى” في (453) ترجمة،وانفردت بـ (143) ترجمة. وأما “الطبقات الصغرى”: فقد ضمّت (113) ترجمة ممّن عاصرهم مؤلفنا وشاهدهم،وقد توافقت مع “الطبقات الوسطى” في (56) ترجمة،وانفردت بـ (50) ترجمة. ومجوع الترجمات في كل الطبقات هو (1173) ترجمة،مع المكررات. وإن حذفنا المشترك يكون معنا (963) ترجمة.. ذ شيد موعشي.
حصل المقال على : 377 مشاهدة