احاديث تشير الى ازلية النبوة المحمدية

قال صلى الله عليه وسلم ” أولُ ما خلق اللهُ نورُ نبيِّكَ يا جابرُ” (اورده العجلوني).وسند هذا الحديث من القءان هو قوله تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين).(نور وكتاب):الواو تقتضي المُغايرة، لهذافالنورالمذكورفي الآية هو النبوة وليس المقصود به القرءآن،لأن ذلك يؤدي إلى تكرار لا فائدة منه.ويتبين من خلال هذه الآية الكريمة أن نورالله وكتابه المبين،صفتان لحقيقة واحدة، ولهذا قال تعالى(يهدي به)ولم يقل(يهدي بهما).                                     وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: بينما أخيط ثوباً في السحر،فوقعت الإبرة مني وانطفأ المصباح، إذ دخل عليّ رسول الله فالتقطت الإبرة من نور وجهه. فقلت: يا رسول الله ما أبهى وجهك، وما أنور طلعتك. فقال: “يا عائشة: الوَيْل لمن لم يَراني يوم القيامة”. فقلت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة؟ فقال: “البَخيلُ الذي إذا ذُكِرْت عنده ولم يُصلِّ عليَّ” (رواه ابو نعيم في الحلية وابن عساكر في مسنده.

ومن الشواهد كذلك على انه نور ازلي:أنه صلى الله عليه وسلم في معراجه لما بَلغ (سدرة المنتهى) وقف جبريل عليه السلام وقال : “لا أقْدِرْ ولو خَطوت خطوة لإحْتَرقت”،وهذا يدل أن(نوره من نور الله)،وبالتالي له(الأولية والأفضلية على جميع الخلائق).وهذا الحديث وإن ضَعّفه علماء الرّسوم، فالقرءان الكريم يُثبت لنا أن جبريل عليه السلام لم يَتجاوز سدرة المنتهى بدليل قوله تعالى(ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى)ولم يقُل (فدَنيا) بالمثنى. وعن أبي بن كعب عن قوله تعالى(وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح)، قال رسول الله:“أنا أولهم، ثم نوح، ثم الأول فالأول” (أخرجه ابن عاصم، وإسناده حسن).                                                                روي ابن الجوزي في كتاب (مولد العروس) بسنده عن أبي هريرة قال: سأل النبي صلي الله عليه و سلم فقال ”:يا جبريل كم عمرت من السنين؟،فقال :يا رسول الله لاأعلم،غير أن في الحجاب الرابع نجما يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة،رأيته اثنين و سبعين ألف مرة،فقال النبي صلي الله عليه و سلم :وعزة ربي أنا ذلك الكوكب”.(من كتاب “مولد العروس”للإمام ابن الجوزي الفقيه الحنبلي و الذي له مؤلفات في التاريخ والحديث و المدائح النبوية).

 

قال قتادة: قال صلى الله عليه وسلم: “كُنْتُ أوَّلَ الأنْبِياءِ فِي الخَلْقِ، وآخِرَهُمْ فِي البَعْثِ” (اخرجه الطبري وابن سعد في الطبقات).

“قال صلى الله عليه وسلم إني عبدُ اللهِ في أمِّ الكتابِ وخاتمُ النبيينَ وإنَّ آدمَ منجدلٌ في طينتِه” (أخرجه أحمد)

وأخرج عبد الرزاق في جامعه والحاكم وأبو نعيم عن أبي هريرة إن النبي قال: “إني لأنظُر إلى ما وَرائي كما أنظر إلى ما بين يَدي”.

أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله قال: “هل ترون قبلتي ها هنا، فوالله ما يَخْفى عليّ ركوعكم ولا سجودكم، إني لأراكم من وَراء ظهري”.

قال ابو هريرة قال صلى الله عليه وسلم: “كلكم من آدم، وآدم من تراب”، ولم يقل “كلنا من آدم”.فكان يرى من خلف كما من امام.

أخرج الحميدي في مسنده، وإبن المنذر في تفسيره، والبيهقي،عن مجاهد في قوله تعالى(الذي يراك حين تقوم وتقلّبك في الساجدين) قال: “كان رسول الله يَرى مَن خَلْفه من الصفوف كما يَرى من بين يَديه”.

فهو نور الله الذي يَشِعّ في كل الاتجاهات ولا تَحْجُبه جهةٌ أو ثوب أو حائط أو مسافة. يَرى بالليل كما يَرى في النهار”.

أخرج ابن عدي وابن عساكر،والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء”. وهذه الخَصيصة تعني أنه (يَرى بنوره وليس بالضوء الحسّي) الاعتيادي.

وكان الصحابة رضي الله عنهم يَرَوْن نوره يتنقّل من مكان إلى مكان، من مسافات بعيدة، وخاصة في الليل، فكانوايعرفون مكانه من ذلك، لأنه(لم يكن له ظِلٌ كسائرِ المخلوقات لأن نوره ملكوتي. وإذا مَشى على الأرض لا يترُك أثراً على التراب أو الرمل، ويترُك الأثر على الصّخر.

قال بعضهم:

لك مشيٌ على الرمال خفيٌّ =لك في الصخر غاصت الأقدامُ.

“قال صلى الله عليه وسلم ‘من رآني فقد رآى الحق” (رواه البخاري)، والحديث يُعَنْون عن أفضليته على جميع الخلائق فاقامه الله مقامه، وانزله منزلته قال تعالى (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون اله) (وما رميت اذد ميت ولكن الله رمى) .

فهو كائن قبل العالمين، وسيد العالمين. الخلائق كلهم تحت حُكمه: (“آدم ومن سواه تحت لِوائي”، “والله لو كان موسى حياً ما وَسعه إلا أن يتّبعني”، “كنت نبياً وآدم بين الماء والطين” ، (كُنْتُ) وما زِلْتُ. فالرحمة صفة لا بد لوجود الموصوف بها، فلا غاية من وجود النبوة إلا بوجود مقتضاها، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد.
__

حصل المقال على : 55 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد