ملخص لشرح ابيات ابن عربي

ملخص لشرح الابيات التي وردت على لسان ابن عربي يقول:

لقد صار قلبي قابلا كلَّ صورةٍ = فمرعى لغزلان ودير لرهبانِ
وبيت أوثان وكعبةَ طائفٍ = وألواح توراةٍ ومصحفَ قرآن ِ
أدين بدين الحُبِّ أنّى توجّهَت = ركائبُهُ فالدين ديني وإيماني

هذه الابيات واردات قلبية تشير الى وحدة التجليات الالهية.،وان هذه التجليات راجعة الى حقيقة واحدة اسم الجلالة (الله)رئيس الاسماء الالهية وليست اشارة الى وحدة الاديان كما فهمها البعض. فليس هناك الا دين واحد قال تعالى (ان الدين عند الله الاسلام) .
لقد صار قلبي”:عبر بالقلب،لأن قلب العارف صاحب مقام وحدة الشهود،يتقلب مع التجليات الإلهية.ومنها الجمالية وهي التي وصفها،” بمرعى غزلان” فما في الوجود الاتجليات الاسماء الإلهية،ومقتضياتها، والاسماء الإلهية حسنى،ولايصدر عنها الا الحُسْن(وَقِيلَ لِلّذِينَ اتّقَوْاْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبّكُمْ قَالُواْ خَيْراً)فما في الكون الا الجمال لأن مبدعه جميل.اما الجلال المحض فالنبوة المحمدية،حاجز دونه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّارَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ففي الكون جمال الجلال . فالمومن امره كله خير كما ورد في الحديث.

ودير رهبان“: ينتقل ابن عربي الى وصف التجليات الواردة على قلبه وأنها احيانا تنتج مجاهدات،وخلوة،فلا يبقى للسوى أثر على قلبه،ولايشغله شيء عن ربه وأصحاب وحدة الشهود ،العزلة ذاتية لهم،استوت عندهم الخلوة والجلوة. لايشغلهم فرقهم عن جمعهم.ولا جمعهم عن فرقه، ودير لرهبان اشارة الى الوراثين للمشرب العيساوي.

وبيت أوثان”ك: الكون الإلهي يسير وفق الإرادة الالهية ويسير تحت سلطان التجليات الإلهية.التجلي هوالحاكم في الوجود،فالحق تعالى لايعصى كرها(وَلَوْشَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ)ولايعبد بدون ارادته وموافقته(وَمَاكَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ). فحقيقةً الوجود كله، يسبح،ويسجد، ويصلي مستقيم باستقامة التجليات،ولا فاعل الا الله. (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا).( مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )
فابن عربي يتكلم عن حقيقة الامور،لا عن شريعتها،الشريعة جاء بها الرسل وشاهد بقلبه هاته التجليات التي تشمل عبدة الاوثان،وهذا لايعني انه يقبلها ،انما شاهدها والحقيقة اقتضت ذلك. قد آرى الله مظاهر هذه التجليات لسيدنا ابراهيم قال تعالى(وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ)راى الملكوت لا الملك، الملك ظاهر للكل. قال” قابلا كل صورة” ولم يقل كل حقيقة،فلكل صورة حقيقة.وكل حقيقة تستمد كينونتها من حقيقة الحقائق.
وكعبة طائف” بالكعبة المشرفة يطوف الملائكة، وصالحي الجن و المسلمين على اختلاف مقاماتهم
التجليات الإلهية كلها تنطلق من البيت المعمور،وتطوف بالكعبة الشريفة، وبعدها مقتضاها يصل الى الشخص المعني بأثارها.قال تعالى(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ)للناس. كل الناس،مومنهم وكافرهم.التجليات التي تخصهم تمر من الكعبة لتصلهم. وللقلب عين،تسمى البصيرة.فالعارف صاحب وحدة الشهود يراها ببصيرته.
” وألواح توراة”: إشارة إلى العلوم الموسوية والى الوراثين الموسويين ففي الالواح كتب كل شيء،يخص زمان موسى وتجليات عصره(وَكَتَبۡنَا له ۥفِی ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن كُلِّ شَیۡء مَّوۡعِظَة وَتَفۡصِیلا لِّكُلِّ شَیۡ).

ومصحف قرءان“: ختم كلامه بالقرءان إشارة إلى العلوم اللدنية المحمدية والنفحات العرفانية،ولأن الشرائع كلها موجودة في القرءان(مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) وسيدنا محمد هو(رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ)(سورة البقرة) عند ظهور الجسم الشريف المولود من ام واب ،و(رَسُولٌ مِّنْ اللَّهِ) (سورة البينة)قبل القبل اشارة الى النبوة القديمة التي لاعلاقة لها بالزمان ولا بالمكان (كنت نبيا وءادم منجدل في طينته).

أما” دين الحب”: فهو إشارة إلى الحديث الصحيح كشفا عند الصوفية.الغير الوارد نقلا عن رسول الله،وهو: كنت كنزا مخفيا،فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني.فبالحب ظهر الوجود،وبسيدنا محمد عرف الرب المعبود.(فبي = 92= محمد) والدين الخالص الذي جاء به سيدنا محمد،هو دينه يومن بكل ما جاء به. كما يشير”بدين الحب”الى شدة اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم، فكلما ازدادت المحبة. ازداد الاتباع ،وكلما ازداد الاتباع ،ازدادت المحبة. (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله). ‏
فهذه الابيات وارادت قلبية اشارت الى وحدة التجليات الالهية الراجعة الى اسم الجلالة الله والى بساط الاصطحاب،والى المصطحب معه سيدنا محمد نبي الله صلى الله عليه وسلم.. فما في الوجود الاتجليات الاسماء الالهية،هي الحسنى ولاينتج عنها الا الحُسن ،اي الجمال لهذا أخبرنا بمرعى الغزلان،ولم يخبرنا عن عرين الاسود .

حصل المقال على : 66 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد