﴿بِسْم اللّه الرّحْمَن الرّحيم﴾ ﴿الحَمْدُ للّه ربّ العٰلمين ﴾
حمد
العارفين،و﴿لا إله إلا الله﴾توحيد
المُقرّبين،والصّلاةُ والسّلامُ على
نَبيّ الله صلاة الأحاديين. ونبرأ إليه
تعالى من الحول والقوة ،فلا علم
إلا ما علّمَنا،ولا عطاء إلا ما
أعطانا،ونسأله تعالى أن يجعلنا ممن
هَمُّه الصدق،وبُغيته الحقّ،وغرضه
الصواب،ممن لايلتفِت إلى نفسه، ولايبحث عن الثناء،ولاعن التّطاول والإطراء،فإن
أصاب فمن اللّه،وإن اخطأ فمن نفسه ورحم الله امرؤا عرف قدره فوقف عنده﴿ وما توفيقي
إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب﴾ .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد مدينة العلوم الالهية،وعلى اله وصحبه ابواب الاسرار الربانية،وعلى العارفين ذوي الهمم العالية والمعارف اللدنية والفتوحات الكشفية،صلاة نلج بها دوائر الاولياء،وننال بها المقامات القعساء.
ولا يفوتني امتثالا لهدي سيد البشرية ومعلم الإنسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام في أدبه النبوي،في شُكر صاحب المعروف وذِكره والثّناء عليه قال صلىّ اللهُ عليه وسلّم”من لا يشكُر النّاس لا يشكُر اللّه”فأُقدِّم عظيم الشُّكر،وجزيل الإمتنان إلى شيخي مولاي عبد السلام الوهراني الذي لم تُتَحْ لي الظروف رؤيته ومُجالسته بل كان قُصاري جهدي حضُور جنازته رحمه الله تعالى ،كما أُقَدِّمُ شُكري لأستَاذي في التّصوف (الذي لا يُحبّ أن يُنعت بالشيخ) مُحمّد بن المبارك الذي لم يبخل عليّ بما يعرفه في حقائق التصوف فجزاه الله عني خير جزاء.
الباب الثاني خصّصناهُ لبحثٍ عمليّ مقتَضَبٍ للبسملة الشريفة، فجاء مشتمِلا على وصلين :
توطئة :
إنّ حساب” البسط والكسر”،والمُسَمّى
ب”جرنعد”أو “جرندع” عند علماء خواص الحروف أو علماء
السيمياء(وهو حساب عرفاني مُتقدِّمٌ على حساب الجُمّل المعروف وشامِلٌ
له)،يَفْتَحُ للباحث المُدقِّـق أبوابًا
مُشْرَعةً في تلمُّسِ البعضِ مِن رشحاتِ
بواطنِ القرآن الكريم التي أشار
إليها سيّدُنا ومولانا مُحَمَّدٌ صَلَّى
اللّه عليه و سلَّم بقوله (أُنْزِل
القرآنُ على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع).. وللقرآن باطن
وللباطن باطن إلى سبعة أبطُن،فالسبعة ليست للحصر بل
هي للدلالة على الكثرة،و أبطن جمع تكسير
لانهاية له.وكلام الله تعالى مُطْلَقٌ لاحدَّ له يَنْتهي إليهِ مخْلوق .
وللتّدْليل على ما قد يُفْضِي إليه هذا الحسابُ الشريفُ من
استنباطاتٍ عرفانية متدبّرة في كلام الله
تعالى نُشْدانًا لمعرفة سيدنا
ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن،ولمعرفة
القرآن بسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه و سلم ،إذهاته المعرفة هي التصوف الحق
مبنىً ومعنىً،نَزُفُّ للقارئ الكريم هذه السُطورَ التي اقتطفنا بعضا منها مِن مُذاكراتٍ
خاصّة جرَتْ بين ثُلّةٍ مِن رِجال الله المُتَخصّصِين في حساب” البسط و الكسر”،
سائلين الله تعالى حُسْنَ الجزاء وعميمَ الإحسان وسابغَ المَثُوبة و رفيعَ المقام
لهم.
تُعَدُّ عُلوم القرءان من أشرف العُلوم
وأجلِّها وأعظَمها شأنا وأكبَرها
لتعلُّقها بكلام ربّ العٰلمين وقد توالت
جهُود العلماء والقُراء
والمُفسّرين في بسط هذه العلوم وتوثيقها
تعميما للفائدة وخدمةً لكتاب الله .
لقد تناول العلماءُ سواء من المتقدمين أو
المتأخرين البسملةَ الشريفة و
أكثروا التّصانيف فيها،فدرسوا أحكامها
الشرعية والفقهية والحديثية
واللغوية وسائر الفنون والفروع المتعلقة
بها…..وموضوعي هذا يتطرق
للبسملة من وِجهة مُغايِرة هي نظرةٌ مِجهرية
على ضوء أسرار حساب الأبجديةالإدريسية .
ولقد خصّصنا هذه الوُريقات لبابيْن اثنين :
*الباب الأول منهما جعلناه مقدمة عامة نظرية تُمَهِّدُ بشرح حساب الجمل أو حساب الكسر بشقيه الذي عليه مدار عمل أهل المشرق و الآخر الذي عليه عمل اهل المغرب.
-الوصل الأول يتطرق لحساب كسر البسملة
كاملةً ثم لحساب كلماتها منفردةً
-الوصل الثاني يتطرق لحساب بسط و كسر البسملة
كاملةً ثم لحساب كلماتها منفردةً هما فصلان عبّرنا عنهُما بوصْلَيْن من باب الفأل
الحَسَن كما هي سُنّة سيّدنا ومولانا مُحَمّد صلىّ اللهّ علَيه و سلّم ،ثم ختمنا
بجدول لبيان حساب كسر (جُمّل)و بسط و كسر الأسماء الحُسنى إتماما للفائدة..
أكْرَمنا
الله و إيّاكم بوصْلِ حَبْلنا وحَبْلِكُم بحِباله صلىّ الله
عليه و آله و صحبه سلم حِسًّاومعنى،دُنيا
وبرزخا وآخرة،فنكون ممّن عرف المقتضيات الأسمائية فتبحّر ودقّق و نقّب عن النعوت
الأحمدية فارتوى وتحقق،اللهم آمين بحق وجاه و حرمة أُمِّنا فاطمة الزهراء عليها الرضى
و الرضوان.
الباب الأول
مقدمة تمهيدية نظرية
حول حساب الكسر و حساب البسط و
الكسر(جرنعد)
أولا- تذكير
عَن
أبي هريرة رضي الله قال : قال سيّدُنا ومولانا رسولُ اللّه صلى الله عليه و سلم :
(إنَّ مِنَ العِلْمِ كهيئةِ المكنونِ لا يعْلَمُه إلاّ أهلُ
العلم باللّه فإذا نطقوا به لم ينكره إلا
أهل الغرة بالله إن الله جامع
العلماء يوم القيامة في صعيد واحد فيقول لهم
إني لم أودعكم علمي وأنا أريد أن أعذبكم )..حديث ضعّفه المُحَدِّثون،لكن أصحاب
الكشف حكموا بصحّته قال الشيخ الأكبر الحاتمي روّح الله روحه :(واعلم أنّ هذا
القَدْر الذي ذكرناهُ في هذه المسألة هو مِنَ العلم الذي ورد فيه الخبر الذي
لفْظُه أنّ مِنَ العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العالمون بالله فإذا أنطقوا به
لم ينكره عليهم إلا أهل الغِرة بالله وهذا من طريق الكشف عند أهله حديث صحيح
مُجمَعٌ عليه عندهم خاصّة عرفوه وتحقّقوه )(الفتوحات المكية ج 3 ص 238 ).
وعليه فحساب البسط والكسر(جرنعد)وما يكشف عنه من أسرار، داخلٌ في
علوم الحقائق المتعلقة بالتصوف و التي ينبغي كِتمانها وصيانتُها عن العَرْض
للعوامّ تعظيمًا لها (ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ
ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ)
مخافةَ أنْ يُسارع إلى إنكارها أوالإنكار على العارفين بها مِنْ قِبَل مَنْ لمْ
يَصلْ لدَرْك حقائقها،وقد أُثِر عن بابِ مدينةالعلم النبوي سيّدنا الإمام علي عليه
السلام قولهُ (حدّثوا الناس بما يعرفون أتحبُّون أن يُكذَّب اللّه ورسوله) رواه
البخاري.
ثانيا- حسابُ الجُمّل بين
التّسمية و التّطور العرفاني:
يُطلق على
حساب الجمّل إسم “روح”أو كسر الحرف وهو حسابٌ معروفٌ مشتهِرٌ بين العامة
و يُمَيَّزُ فيه بين حسابٍ مشرقي مُعْتَمَدٍ عند أهل المشرق يتِمُّ بموجبه تخصيصُ
كلِّ حرفٍ من الأبجدية العربية بما يقابلُها مِن الأعداد،و بين حسابٍ مغربي
مُعتمَدٍ عند المغاربة يُخصِّصُ حروف الأبجدية بما يقابلها من أعدادٍ وهذين
الحسابين يتفقان في بعض قيم الأعداد المخصوصة لبعض الحروف ويختلفان في جُلّها . ولئن كان العامة لا يفقهون
سببًا لوجود هذا الاختلاف القيمي في تخصيص
أعدادٍ معينةٍ و ربطها بحروفها،فإنَّ أهل
التّصوف،والعارفين على وجه
التّحديد يعلمون أنَّ الاختلاف مكمَنُهُ
خُصُوصُ فضلٍ،فحساب أهل المغرب
حِسابُ أسرارٍ وحساب أهل المشرق حسابُ
أنوارٍ وقد قيل أن المشرقَ بلد الأنبياء والمغربَ بلد الأولياء،فإنْ كانت دائرة
الأنبياء عليهم السلام
قد اكتمل فَلَكُها بختْم النبوة ،فإنّ دوائر
الولاية مستمرةٌ في التصرف
استخلافا في الأرض عمارةً و صلاحًا وِفق
نظام الدولة الإلهية الباطنية
تحت إمرة مُرَبّ العٰلمين سيِّدنا ومولانا
مُحمّد صلّى الله عليه و آله و
صحبه وسلّم.
لذلك كان حساب أهل الأسرار مخصوصا بالمغرب و
أوليائه،حسابٌ عَنْوَنَ عنْهُ الشيخ الأكبر ابن عربي قدّس الله سرّه واصفا إيّاهُ
بحساب أهل الأسرار في الفتوحات،والمُطّلعُ على جملة كتب مناقب وطبقات الأولياء و الصُّلحاء
التي تعُجُّ بها المكتبة الإسلامية يقف بين دفّتيْها على أمارات واضحات على وُجود
تلك الخصوصية لفحول الولاية ممّن كان منبتهم أرضَ المغرب سواء منبتَ حسٍّ وُجودي
أو منبتَ تربيةٍ معنوية والشواهد… ساداتنا..ابن عربي..ابن
سبعين….. الطرطوشي..الشاذلي..البدوي أبي العباس المرسي البوصيري……رضي الله عنهم و عنّا بهم ..
وعَوْدًا على بدءِ هذا التخصيصِ،فإنّ لَبِنةَ تمامِ حسابِ الأسرارِ
المذكور اكتملَ بما فتَح اللهُ به على كبير
عارفي عصره شيخُنا قدس الله سره ،فطوّع حساب”جرنعد” لاستنباط دقائق و
رقائق عرفانية غائصة في معرفة سيدنا و مولانا محمد النبي صلى الله عليه و سلم بالقرآن
و معرفة القران بسيدنا و مولانا محمد النبي صلى الله عليه و سلم..
وبهذا المعنى فحسابُ”جرنعد”هو مستوًى متقدّم مِنْ
مستويات حساب الجُمّل وتسْمِيةُ كلمة “جرنعد”راجعةٌ باختصارٍ أن لكل
حرف: جسما ، ج=جسم /وروحا ، ر= روح / ونفسا، ن=نفس /وعقلا ،ع=عقل / ودما، د=دم،
بمعنى أنّ لكُلّ كلمةٍ سرّها الظّاهر و الباطن ، كما أنّ لِكُـلِّ حرفٍ مِنْ ظاهر
ٌ و باطنٌ . ملك وملكوت.
و لبيان خُصوصيّة الحروف،نَسُوقُ كلاما
نفيسًا لأستاذنا مُحمّد بن
المبارك نفع الله به حيث يقول : [ عن معاوية
بن الحكم السلمي قال قلت : يا رسول الله
ومنا رجال يخطون قال: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك”(ابي داوود 3410)
.
في علم الحرف يقول الحكيم الترمذي رحمه الله:
العلم بالحرف سر الله يدركه *** من كان
بالكشف والتحقيق متصفا
حساب الجمل يسمى علم الرمل ،وعلم الخط،
،وأول من عمل به سيدنا إدريس (كان يخط في الرمل)على نبينا وعليه الصلاة والسلام
علمه إياه سيدنا جبريل عليه السلام. وكان
معروفا عند رجال الدين اليهود قبل بعثة سيدنا عيسى عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام
فالعبرية تتطابق مع الأبجدية العربية حتى حرف (التاء)أي
تنتهي عند ” قرشت” وتزيد العربية
: ( ث، خ، ذ، ض، ظ، غ ) وقد استعملوه في اعمال السحر والتنجيم وله تلميح في
الانجيل في اخر الاصحاح 13 من سفر الرؤيا واستخدمه المسلمون في الثأريخ للمعارك
والوفايات . يقول ابن عربي ( الباب
15 من الفتوحات) : إن لقمان من ورثة ادريس في هذا العلم وسماه مُداوي الكَلوم لأن
الكَلوم هي الجراحات ويقول عنه أنه هو الذي علم الطب والفلك والحروف والكيمياء،
وسيدنا ادريس في السماء الرابعة حيث فلك الشمس وحاكم ملائكة هذه السماء هو
إسرافيل.أما أهل التّصوف فاستخدَموا حساب الجمّل في حصْر أذكارهم بعددٍ ما
كاللّطيف (لطيف =129)والبسملة
﴿بِسْم اللّه الرّحْمَن الرّحيم﴾ =1026) واسم الجلالة 66 فالذكر به وِفْقَ العدد
66×66 =4356،يقول بعضهم أن ملَكا اسمه كهائيل ينزل لذاكر الإسم بهذا العدد،ومَنْ
ذكر اسمه بديـع 86× 86=7396 ينزل ملَك اسمه كهيائـيـل (انظر كتاب مفاتيح الفصوص.)
كما أنَّ هناك اختلافًا بين المشارقة
والمغاربة في شأن هذا الحساب مردُّه إلى العلم
بالطبائع الأربعة: النار ،الهواء،التراب،والماء.
*المشارقة
اعتبروا هذا العلم (أي حساب الجمل) سمائي وبالتالي فهذه الطبائع يجب الاعتماد
عليها وتسخيرها نزولا من زحل ثم الفلك الناري( ن) الذي خُلق منه
إبليس،ونزولا نجد الهواء(هـ)ثم الماء أي السحاب (م) ثم نجد الكرة الأرضية والتراب
(ت) إذا جمعْتَ هذه الحروف بعضها لبعض تشكل كلمة: نــــهـــــمـــت.
*أما المغاربة فاعتمدوا على كلمة نــــتـــرم
،فقالوا نحن في الأرض وحساب الجمل أعطي إلينا للتّصرف في الأرض،فبدؤا بأول عنصر
قوي هو النار(ن) والنار إذا سترتها بالتراب لا تخمد وتبقى حية أي تتلاءم معه
،فأتْبعوها بالتُّراب (ت) ثُمّ الريح ( ر) ثم الماء (م) أي نـــتــرم .كما أنهم
رأوا أنّ أوّل البروج في الخلق” الحمل” وهو ناري ويتبعه”
الثور” وهو ترابي و”الجوزاء” وهو هوائي و”السرطان” مائي، فهذه الطبائع إنْ
سيَّرْتها (بتشديد الياء) على أبجد
هوز…تُعطيك اختلافاً في طبائع الحروف(ناري ترابي ريحي مائي)مما أدّى إلي اختلاف
في حسابها لا محالة بين المشارقة والمغاربة، وقد شمل هذا التغيير ستّة حروف جاءت
بعد الميم مِنْ( كلمن)،لأنّ الميم تُشير إلى الدوائر الكونية
والتي لا يمكن تغيرها لأنها تابعة لما سطّره القدر في بساط الرحمانية ،فدوائر
الوجود لم تتأثّر بهذا الاختلاف و لايجوز أن يكون هناك اختلافا يؤثر عليها.
كما أنّ لكل حرفٍ جـسم و روح، ونفس،وعقل،ودم وهو ما يجمعه علماء
خواص الحروف في كلمة “جرندع أو جـرنـعـد”،فلِكُل حرفٍ خاصّيته : طبيعته المختلفة:
،جسمه،وروحه وعقله ونفسه ودمه الذي يختلف عن الحرف الآخر ولكل حرفٍ مُلكُه وملكوته
﴿بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡء﴾ والحرف شئ ولكل حرفٍ ظاهرٌ وباطنٌ ،مثلا : ظاهر
حرف د يساوي 4 ،باطنه هو “الدال” يساوي 66 وهذا الاختلاف الكبير لا تجده في الأعداد.
وطبائع الحروف كما قلتُ : ناري،ترابي،هوائي،مائي ،فهذا يولد تشاجُرا بين الحروف المائية والنارية والترابية والهوائية ،كما هو الشأن بالنسبة لتشاجر الأسماء الإلهية ،فالمضل يجُرُّ إلى دائرته والهادي يجر إلى دائرته،الرزاق يجر،المانع يجر،وهناك أسماء في نفس الوقت جلالية وجمالية كالجواد عندما يجود بما يلائم الطباع، كالصحة والعلم والمال فهو جمالي وعندما يجود بما يخالف الطبع فهو جلالي كالمرض والجهل فافهم .لهذاحبّذ العارفون الرجوع بالذِّكر إلى شئٍ الإجابةُ فيه مضمونة وهذا مِنْ سِرِّ قوله تعالى ﴿ وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم ﴾ .
نــــتـــرم =
المغـــاربة ***** نــهــــمـــت المشارقة
النارية : أ ه ط م ف س ذ الحروف النارية
الترابية : ب و ي ن ض ت ظ الحروف الهوائية
الهـــــوائيـــة: ج ز ك ص ق ث غ الحروف
المائية
المــــائـيـــة: د ح ل ع ر خ ش الحروف
الترابية
مثلا اسمه : لطيف الحرف الأول ترابي والثاني ناري والثالث هوائي والرابع ناري على حساب المشارقة “نهمت “( يقول ابن عربي في الفتوحات(باب مراتب الحروف حرف القاف) :حساب المشارقة حساب أهل الأنوار وحساب المغاربة حساب أهل الأسرار، فهذا التّشاجر يجعل الذّكر لا يُعطي النتيجة المُتوخّاة منه مائة في المائة ولكن عندما تُرْجعه إلى عددٍ يُزيل هذا الشّنآن وهذا التشاجر وتكون الإجابة أسرع والترقي أكبر. أضِفْ إلى هذا أنَّ الله تعالى لم يقُلْ جلَّ شأنه أنا الواو أو أنا النون وإنما قال أنا الواحد ﴿أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰه وَٰحِدۖ ﴾ وهذا ما زاد أهميةً للأعداد ،والله واحدٌ لا من طريق العدد أي لأنَّ الواحد العددي يقبل الثاني ،و وحدانية الله تعالى لا تَقبَل الثاني البتّة ،قال بعض العارفين 🙁 أنت الواحد لا من عدد الباقي بعد الأبد لك خضع من سجد كما ذل لك من ركع)،وسريان الواحد في جميع الأعداد لا يخفى على أحد ،فالثّمانية هي واحد كُرِّر ثمانيَ مرات والمائة هي واحد كرر مائة مرة والمليون هو واحد كرر مليون مرة ،فالكل يرجع إلى الواحد وعندما تضرب عددا ما في الواحد لا يخرج لك إلا العدد نفسه ،فالواحد حالٌّ بجميع الأعداد ومتجل فيها، والعدد واحد له من الحروف الألف،والألف في اسم الجلالة يشير إلى الصفة الأحدية وهي غاية ما يصل إليه العـارفون”وراءها”لا يوجد إلا الغيب المُطمطم الخاص بالله.
والحروف النورانية تجمع في جملة”طرق سمعك النصيحة” وهناك
والحروف اليابسة تجمع في ” قطب جد
“والواحدية مرتبة وجودية، هي بداية الأعداد واحد = 19،كما أنّ الله تعالى
أشار في القرءان إلى خاصية بعض الأعداد كالعدد 7 = سبع سموات السبع المثانى
،السجود على سبعة أعضاء، أبوا ب جهنم….وخاصية العدد 19و 114 سورة في القرءان هو
19 X 6 ، إسم
الله الرحمن ذُكر 57 مرة عدد حروف البسملة
19 حرفا…. فخاصية الحروف لابد أنْ تمرَّ من الأعداد ن =50 ظاهرا إما باطنا نون =
106 = 53+53= احمد (ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك = ما أنت يا نون يا
احمد)كهيعص بالحساب المغربي= 165 عدد حساب جمل كلمة لا إله إلا الله -محمد = 92 وهذا العدد هو 46 +46 أي عدد الصبغيات
CHROMOSOMES التي بجسم
الإنسان وبما أنّ آدم خُلِق على شكل القالب
المحمدي فقد أخذ 92 من الصّبغيات وعندما خلقت حواء من جسمه أخذت النصف أي 46
والخاصة بالأنوثة Xوبقي له 46 منها XY -أحمد(53)-الحبيب(53)وحبيب
الله هو محمد الله صلى الله عليه وسلم
-عدد أصابع اليد عشرة، واحد=19 اثنان=602
ثلاثة= 1431 أربعة=673
خمسة=1100 ستة= 860 سبعة=532 ثمانية=1001
تسعة=930 عشرة=970 المجموع =
(8118)هذا الرقم في اليمنى وهو(81)
والنصف الآخر في اليد اليسرى وهو(8 1). -العرش=601 والكرسي=321 601×321 تساوي 192921 و ظهر العدد 9292 = محاط بالعدد واحد من الجهتين الألف يساوي واحد
ويشير إلى الصفة الاحدية في اسم الجلالة (انظر الانسان
الكامل للجيلي) واسم الحبيب محمد مكرر
(9292)صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، كأن هناك رابطة باطنية بين المحمدية والعرش
من جهة والكرسي من جهة أخرى،وبهذا ترى أنّ أسرار الحروف تمُرُّ من العدد .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو عندما يعطيك شيخك ذكرا ما بعدد ما فهل
تعرف السر الذي في العدد ويعرفه الشيخ ؟ أغلبية الشيوخ تجدهم يلقّنون مُريديهم
أذكارا يستعملون فيها العدد 100 :اذكر كذا وكذا 100 في الصباح و100 في المساء فما
هو السر الذي في العدد 100.. ؟ سؤال يبقى مطروحا على كل مريد وعلى كل شيخ..
]
* تمّ الكلام النّفيس لأستاذنا محمد ابن
المبارك *
وفي وصف عالم الحُروف قال الشّيخ الأكبر الحاتميّ قدّس اللّه سرّهُ
(إعْلَمْ وفّقنا اللهُ وإياكم أنّ الحروف
أمة من الأمم مُخاطَبون
ومُكلَّفون وفيهم رُسُلٌ مِنْ جِنسهم ولهُم
أسماءٌ مِن حيث هُم ولا يَعرف
هذا إلا أهلُ الكشف مِنْ طريقنا وعالَمُ
الحُروف أفْصَحُ العالَم لساناً
وأوضحُه بياناً وهُم على أقسامٍ كأقسام
العالم المعروف..)
إن الحروف أئمةُ الألفاظ ***شهِدَت بذلك
ألسن الحفاظ
دارت بها الأفلاك في ملكوته *** بين النيام
الخرس والإيقاظ
ألحظتها الأسماء من مكنونها *** فبدت تعز
لذلك الألحاظ
وتقول لو لا فيض جودي ما بدت *** عند الكلام
حقائق الألفاظ
(فلا يُكْمِل عبْدٌ الأسرارَ التي تتضمنها
شعب الإيمان إلّا إذا عَلِمَ
حقائقَ هذه الحروف على حسب تكرارها في السور
كما أنه إذا علمها من غير تكرار عَلِم تنبيهَ الله فيها على حقيقة الإيجاد
وتفرُّدَ القديم سبحانه بصفاته الأزلية فأرسلها في قرآنه أربعة عشر حرفا مفردة
مبهمة ) الجزء: 1, الصفحة:
60… قدّس اللهُ سِرَّ الشّيخ ابن عربي فقد طرَقَ أبوابا كثيرة ومنها بابُ عِلْم الحرف و ما يُسْتنبط منه
بحساب أهل الأسرار ،فكان ذلك منه إشارةَ فتحٍ عظيمٍ في زمنه ،على أنّ تجلياتِ
الأسرارِ القُرآنيةِ، تُفصِحُ عن فُتُوحات عُظمى في معرفة النبوة من حيثُ الأقدمية
و السرمدية والمُراقبة الكونية…. وهي نُعُوتٌ قرآنية أحمديةٌ و تماديحٌ و
تعظيماتٌ إلهيةٌ للجناب المحمدي الأعلى،بَقِيَ بابُها موصدًا إلى أنْ فتَحها شيخنا
رحمه الله تعالى .
ثالثا-جداول حساب الكسر و حساب البسط و
الكسر
استخدام القِيم العَددية للحُروف هي الأداة
الهامّة في علم استنباط أسرار القران من وِجْهةٍ باطنية فهي غُنية الباحث و
المُتعلّم ونعرضُها كما يلي :
أعداد الحروف عند المغاربة :
أ=1/ 2=ب/ 3=ج / د=4/ ه=5/ و=6 /ز=7 /ح=8
/ط=9 /ي=10 /ك=20 /ل=30/ م=40
/ن=50 /ص=60 /ع=70 /ف= 80/ض=90 /ق=100 /ر=200
/س= 300/ت=400 / ث=500/خ=600/ذ=
700/ظ=800 /غ=900 /ش=1000
أعداد الحروف عند المشارقة :
أ=1/ 2=ب / 3=ج / د=4/ ه=5/ و=6 /ز=7 /ح=8
/ط=9 /ي=10 /ك=20 /ل=30/ م=40
/ن= 50/س=60 /ع=70 /ف=80 /ص=90 /ق=100 /ر=200
/ش=300 /ت=400 / ث=
500/خ=600 /ذ=700 /ض=800 /ظ=900
/غ=1000
الحروف الهجائية بحساب البسط و
الكسر:
أ=120/ ب=13/ ج=65/ د=48/ ه=18/ و=26 /ز=33
/ح=26 /ط=26 /ي=28 /ك=
130/ل=111/ م= 140/ن=165 /ص=133 /ع=
209/ف= 170/ض=194 /ق= 289/ر= 410/س =672 / ت=812 / ث=1011 /خ=1210 /ذ=1442 /ظ=
1612/غ= 1871/ش=2067/ء=462 =
رابعا-تطبيقات عمليةٌ لحساب البسط و الكسر
(جرنعد)
إذا كانت القِيَمُ العدديةُ الواردة في
البيانات السابقة بمثابة الكنز ،فإنّ التطبيق العملي لحساب أهل الأسرار هو خارطة
الطريق والحِرْز المُوصِل…ولا كنزَ دونَ حِرْز ،على أنّنا نُهيبُ بالإخوة أنْ
يَعْمَدُوا لِلدُّرْبةِ على هذا العلم من خلال اختيار أسماء وصفات إلهية أو نبوية
أو من خلال مفردات القران الكريم، لصقل المَلَكة ثم استعراض ما خلصوا إليه للمراجعة.فاسم
الجلالة كسرا = 66 وبسطا وكسرا =360 واسم محمد =92 وبسطا وكسرا = 354 ولا ندخل في
تفاصيل حساب البسط والكسر
لأن ذلك من الأسرار التي تحتاج إلى إذن ،ولا
تعطى إلا بعد
الصحبة،والتربية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ استنباط الأسرار يشمل أيضا الحديث النبوي
الشريف ومِنْ أمثلتها الاستنباط العرفاني الذي جاء به الشيخ النابلسي رحمه الله تعالى
في الحديث المعروف (كنتُ كنزا لمْ أُعْرف فخلقت الخلق فبي عرفوني )…فبي عرفوني …فبي = 92 = جُمّل الاسم الشريف لسيدنا ومولانا محمد صلى
الله عليه و سلم
. الباب الثاني
بحْثٌ عمَليٌّ حول البَسْمَلة
الشّريفة
قال سيدُنا و مولانا رسولُ الله صلى اللهُ عليه و سلم فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه (كل أمر ذي بال لا يُبْدأُ فيه ب بسم الله الرحمن الرحيم أجذم) أي لا بركة فيه.
الوصل الأول حساب كسر البسملة
كاملةً ثم حساب كلماتها منفردة *
أولا حساب كسر البسملة كاملةً
استنباط أول: ﴿بِسْم اللّه الرّحْمَن الرّحيم﴾.كسرها هو 1026و1026 =
19(طلسم النبوة ) مضروبا في 27
مضروبا في 2، فالعدد 27 إشارة للبركات والمضاعفات و الدرجات التي عنون عنها الحديث(صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع و عشرين درجة)..فلولاه صلى الله عليه و سلم لما كانت البركات ، البركة لغة الثبوت،والدوام ،وبدوام رحمته صلى الله عليه و سلم بالعٰلمين سريانا ولطفا تضاعفت الخيرات ظاهرا و باطنا ..
*استنباط ثاني:﴿ بِسْم اللّه الرّحْمَن الرّحيم ﴾.كسرها هو العدد 1026
1026= 1+ 13 +11 92+66+99+114+20+20+ 40+17+129+87+155+98+45+ 19
فعند تحليل هذا العدد 1026 الذي هو كسر البسملة (طلسم النبوة) تظهر كل مقتضياتها،بداية من أول مرتبة وجودية (1) ، فالمحمدية (92) ويظهر محتدها أي الصفة الأحدية(13) والتي مرت على حجب الهوية (11) ثم اصطحبت مع الأسماء الإلهية(99) وعلى رأس الأسماء اسم الجلالة “الله”(66) فكانت الترجمة القرءانية(114)و انطلاق الدوائر الكونية(40)(20 تكلفت بها المحمدية و20 من نصيب الأحمدية)وبعد الواحدية(واحد=19) بدأ تشاجر الأسماء الإلهية وظهور المقتضيات الكونية المبدئ(87) ﴿إنه هو يبدئ و يعيد ﴾ المعيد (155)﴿كما بدأنا أول خلق نعيده﴾ الى آخر الدهر،﴿ وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون﴾ ( الركعات المفروضة يوميا17)،وكُلُّ المقتضيات ظهرت باللطف الإلهي (129)وعلى طريق الودودية (20) فلا تخرج عن الإرادة الإلهية،والإحاطة البائية(محيط =98)عطاءات ربانية تحت مقتضى إسمه الوهاب(45) ،فتبثت ألفها،ووهبت للأسماء مقتضياتها.فشهود سريان طلسم النبوة(19)في الوجود يظهر غنى الرب المعبود، ولذلك قال أستاذنا محمد بن المبارك متغزلا في المحبوب صلى الله عليه و سلم (السّاري في ذرّات الوجود فأنْعَمَ عليها بالوُجود فما في الوجود إلا حيٌّ يُسَبِّحُ بحمد خالقه)..الصلاة 74 من أسرار و حقائق بين معشوق وعاشق..
*استنباط ثالث:﴿ بِسْم اللّه الرّحْمَن الرّحيم ﴾…..كسرها هو العدد 1026
بحساب آخر مماثل سنجد أن كسر البسملة 1026 هو مجموع هاته الكسور:
92+13+99+114+40+53+298+258+19+ودود20+20هادي=1026
و المعنى الاشارتي العرفاني الممكن استنباطه :أنّ النبوة
المحمدية(92) البارق نورها من بساط الأحدية(13)،المصطحِب بالأسماء الالهية 99،البرزخ النوراني الذي تلقى الفيضة القرءانية(114)،الواسطة بين الوجهة الحقّية والوجهة الخلقية لتبليغ الفيضة القرءانية(53) وإعطاء الانطلاقة للدوائر الكونية(40 )،ولهداية الخلائق(20)إلى كل خير سُطر في بساط الرحمانية(298 هو كسر رحمن)،الذي انتُخِبَ منه الصالحون لبساط الرحيمية ( 258هو كسر رحيم) فالبسملة الشريفة رحمة للعٰلمين وطرف فاعل في
التجليات الإلهية عن طريق الودودية 20 .
وخلاصة القول: أنّ في البسملة الشريفة اشارة الى مراتب الوجود الأولية والآخرية بدايةً من الأحدية ومرورا بحجب الهوية كذا الإصطحاب مع الأسماء الإلهية ومع الفيضة القُرءانية و حَوَتْ مراتب الحقيقة المحمدية الرئيسية ،وتجلياتها لها الأولية، فظهور المُبديء عنون على ذلك وبيّنت أنّ الكون يسير بمقتضى الودوية(الوُّدِّ الإلهي) وبمقتضى اللطف في سائر أحواله الظهورية والبطونية،جوداً وعطاءً من دائرة الاسم الوهاب(الوهاب14 )والكُلُّ وِفق الإرادة الإلهية التي لها الإحاطةُ بكُلّ
الخلائق الكونية،وأظهَرتْ بساطين : بساط الرحمانية هُوَ بِسَاطٌ مُشْتَرَكٌ،جَامِعٌ لِكُلِّ المَظَاهِرِ الوُجُودِيَّةِ، وَالحَقَائِقِ الكُلِّيَّةِ وَالجُزْئِيَّةِ،الحَقِّيَّةِ وَالخَلْقِيَّةِ،بِمَا فِي ذَلِكَ الحُروفُ الهِجَائِيَّةُ ،وبساط خاص هو بساط الرحيمية التي تنتخب المومنين الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ الهِدَايَةُ الرَّبَّانِيَّةُ، وَالعِنَايَةُ المُحَمَّدِيَّةُ..لهذا بقيت البسملة الشريفة والتي هي طلسم النبوة المحمدية محجوبة على اهل الدوائر الكونية واختلف فيها اختلافا كبيرا ،ولم يعثر عليها الا من اصطفاه الله لذلك.
ونكتفي بهذا القدر من الاستنباطات والا فكلام الله مطلق لا حد له وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد و اله و صحبه
ابن الفاطمي. سنة 2020
يتبع ان شاء
الله