- الجـــحـــود والإنــكــار
الجحود والإنكار يأتيان مصاحبين للكفر،غير أن كفر الجحود يكون مع معرفة القلب بصحة ما يجحده،لكنه لا يقره بلسانه،ومن ذلك الكفر كفر إبليس لعنه الله ، ومما يدلُّ على أن الجحود هو الإنكار مع العلم قوله تعالى( وجحدوابِها واستَيقَنتْها أَنفْسهم) لذا كان الاعتراف نقيض الجحود؛إذ هو إقرار بالذنب عن معرفة ، كما أن الجحود إنكار عن معرفة. أما كفر الإنكار فهو كفر القلب واللسان ،وغالب ما يكون ذلك عن جهل صاحبه به ؛ لذا كان الإنكار ضد الإقرار ؛ إذ الإقرار لا يكون عن سابق معرفة ،بل يحصل بعد إقامة الدليل كما قال تعالى (وإِذْ أَخذَ اللَّه مِيثَاقَ النبِيين لَما آتَيتُكُم مِن كِتَاب وحِكْمةٍ ثُم جاءكُم رسولٌ مصدق لِما معكُم لَتُؤمِنن بِهِ ولتنصرنهَّ قَالَ أَأَقْررتمُ وأَخذْتمُ علَى ذَلكِم إِصرِي قَالوُاأَقْررناَ قَالَ فَاشهدوا وأَناَ معكُم من الشاهِدِين) . والجحود يكون في إنكار الشيء الظاهر؛ لسبق المعرفة به ؛ لذا يرد في الكتاب العزيز في، تكذيب آياتِ الله تعالى ؛ للإيذان بأن آياته تعالى من الوضوح بحيث يشاهد صدقها كل واحد(وتلِك عاد جحدوا بِآياتِ ربهِم وعصوا رسله). أما الإنكار فيكون لما خفيت على الإنسان حكمته،وإلاَّ لما وقع الإنكار في موقع الجهل ؛لذا لم يطلق القرآن الكريم الإنكار بآيات الله إلاَّ وخصصه نوع تخصيص ، كقوله تعالى (ويرِيكُم آياتهِ فَأَي آياتِ اللَّهِ تُنكِرون)فالاستفهام يقع عما جهل من الآيات حتى وقع الإنكار عليها،(والذين اتيناهم الكْتَاب يفْرحون بِما أُنزْلَ إِليَك ومِن الأْحزابِ من ينكِر بعضَه)فهم كانوا يعرفون بعضها وينكرون بعضها الآخر،مما يدلُّ على ترددهم في قبولها أو ردها،في حين الجحد يكون عن عناد وتأنف لقبول الحق؛ لذا أطلِق تعبيره في جحد الآيات مع ظهورها لديهم. منقول