صيد الخاطر الثامن
قال تعالى في سورة الزخرف(
قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)هو صلى الله عليه وسلم أول العابدين، ولو كان لله ولد، لكان على معرفة به، فالآية تفيد استحالة هذا في حقه تعالى.فهو تعالى منزه ذاتا وصفاتا وأفعالا عن الولد وغني حتى عن اسمائه وصفاته. اما الاية في سورة الزمر(لَّوْأَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)الآية تتكلم عن الاتخاذ والاصطفاء،أي التبني وحرف “لو” يفيد الامتناع بل استحالة هذا في حقه تعالى. فاستحال أن يكون له ولد وجودا وإرادة ،لابالولادة ولا بالتبني .وأي آية ورد فيها التنزيه فاعلم أن التشبيه سبقه، الاواحدة في سورة يوسف(قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)… والذي يظهر لي أن كل من نصب نفسه شيخا لطريقة صوفية ،وأتى بأفكار ومذاهب مخالفة للكتاب والسنة، كالقائلين بوحدة الوجود ،فالنبوة منزهة عن كلامهم وبريئة من ادعائهم(عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) تقتضي الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا حقيقة وشريعة ..(وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).. كل ادعاءات،وأقوال فيها شرك ظاهرا أو باطنا فهو منزه عن ذالك وبريىء ممن يدعي الاقتداء به وتربية المريدين،لأنه صلى الله عليه وسلم جاء للتعريف بوحدانية الله تعالى.