الشيخ أبو يعلى طلحة الدريج، أبويعلى طلحة بن عبد الله الدريج الأندلسي السبتي التطواني هو صاحب الضريح المشهور خارج باب النوادر في سفح جبل درسة عن يمين الذاهب من تطوان إلى مدشر سمسة وهو جد عائلة الدريج بتطوان و فاس و لم نقف له على ترجمة كاملة توثق تاريخ ولادته و وفاته ،وقد تكلم العلامة الأديب ابو الربيع سيدي سليمان الحوات المتوفى في فاس سنة 1231م ،في تقييد له في أولاد الدريج على جدهم سيدي طلحة المذكور ان أولاد الدريج الذين كانوا في عصره بفاس و تطوان نسبهم أولا الى الشيخ أبي يعلى طلحة بن عبد الله الدريج الأنصاري صاحب المزارة حيث ضريحه خارج أسوار تطوان و نسبهم اليه ثابت في الكثير من أصدقتهم التي بخط جملة من أعيان العدول بكل من المدينتين فاس و تطوان من أهل الضبط والتحري من العلماء الموثقين بهما،وهو رضي الله عنه من نسل قاضي سبتة و خطيبها العلامة المتحدث الشيخ أبي عبد الله الدراج الأنصاري كما في تاريخ العلامة الحافظ أبي عبد الله محمد بن الطيب القادري و قد صرح بأنصارية الشيخ أبي يعلى طلحة إبن عبد الله الدريج من عرف به كالشيخ العلامة عيسى بن حيون قاضي بعض أعمال سبتة في تاريخ له و زاد أنه من ذرية الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، وكان سلفهم الأول بالأندلس في العرف العاطر للعلامة ابي محمد عبد السلام بن الطيب القادري ثم إنتقلوا من غرناطة الى سبتة و فيها نشأ الشيخ أبوا يعلى طلحة بن عبد الله ثم خرج منها ناحية تطوان حيث ضريحه الآن رحمه الله ، ثم ذكر ابو الربيع الحوات ان سيدي طلحة هذا كان رحمه الله جبلا راسخا في العلوم و المعارف مشهورا بالزهد و الورع و السلوك على طريقة السلف دائم الصيام و القيام ، كثير التجهد و الناس نيام ، ملازم الرباط للجهاد ،في الثغور مقصودا للزيارة في مهمات الأمور ، آمر بالمعروف ناهيا عن المنكر ،ناشرا للشريعة و الحقيقة بكل محضر ، تخاف صولته في الحق ملوك العدوتين و ترجع إلى رأيه فيما يعرو بين الفئتين و تقدمه أمامها لقتال الكفار تيمنا بطلعته في طلب الانتصار فيحمدون حركته و يجدون بركته ، لما ظهر أمره و انتشر سره إعتقده الناس بكل فاضلة و فضيلة ، وانحسروا إليه من كل ناحية و قبيلة ، لما شاهدوا من كمال عنايته و عاينوا من ظاهر كرمه و أخلاقه ، وكانت بادية سبتة القريبة منها خالية من أمثاله لا جرم طلبوه من بعض أمرائها العزفيين ليهتدوا بأنواره و يستجيروا بجواره فأجابهم إلى ذالك في الحين رحمه الله ،رغبة منه في إصلاح حالهم بالعلم و الدين ،وإعلاء كلمة الله بالإستعداد إلى قوة الرباط في ثغور الجهاد ،وأنزل محلتهم رحمه الله بمجشر واسع العمارة يقال له خندق الفرجة فيه عين من ماء الغزير فبقي فيهم يهتدون بهداه و يستجيرون بحماه و كان رحمه الله قويا شهما كميا قرنا طويل القامة أسمر اللون يلبس جبة خضراء و له فرس يركبه للجهاد و يقتحم به أعداء الله في كل واد تخلق أهل المنزل بأخلاقه من النجدة والبأس ورباط الخيل لإرهاب عدو الله و عدوهم فكانوا يركبون معه في خمسين فارسا كل واحد منهم في الحرب أسد هصور ، رحمهم الله أجمعين . توفي و دفن في متعبده من المجشر المذكور حيث روضته ولازالت إلى اليوم هناك عين ماء ما زالت في إنهمار تسقى بها عرص أهل تطوان و جنتها التي بخارج باب النوادر حيث ضريحه و ماتزال قبة الشيخ سيدي طلحة الدريج رحمه الله قائمة مشهورة و يعرف الحي الذي بجوار الضريح بحي سيدي طلحة و سميت العين تيمنا بإسمه (عين سيدي طلحة ) رحم الله الشيخ المجاهد سيدي طلحة الدريج.
أحمد داود (تاريخ تطوان )