تأملات بين الخلق والجعل


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
أولا : خلق : وهو إيجاد شئ معدوم من شئ موجود ،ومنه قوله تعالى : ” والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا ” . ثانيا : جعل : أي هيئ الشئ المخلوق ليقوم بمهمة ووظيفة ما ،فهو فعل يعني تقدير أو إنتاج أو إضفاء هيئة معينة وحال معين على شيء تم خلقه فعلاً من قبل،ومنه قوله تعالى : “والله جعل لكم الأرض بساطا ” ، وقوله : ” جعل الشمس ضياءا والقمر نورا ” ،وقوله : ” الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا ” . ثالثا : صنع : الصنع يدل على جودة الفعل ودقته مع سبق العلم به ، ولهذا فالمصنع هو الذي يخلق الأشياء المتقنة إتقاناً عالياً فكل صنعٍ فعل، و ليس كل فعل صنعاً. فالصنع إذاً ،هو الفعل الجيد الدقيق المتقن . ولهذا لاتنسب إلا للإنسان فلايقال هذا صنعه الحيوان أوالحيوان صنع شيئاً فالصناعة تقتضي عقلا مدبراً ومفكراً ولهذا لا تطلق إلا على الخالق أولاً ، ومنه قوله تعالى : ” صنع الله الذي أتقن كل شئ ” ، وقوله تعالى : ” واصنع الفلك بأعيينا ووحينا ” ، وقوله تعالى” وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ” ،أي الدروع التي كانت ذات صنعة متقنة هائلة . فالصنع إذا هو ترتيبُ العمل وإحكامُه على ما تقدَّم علمٌ به،وبما يوصل إلى المراد منه،فيقال للنجار : صانع ؛ لأن النجار قد سبق عِلمه بما يريد عمله من سرير أو باب،وعلم بالأسباب التي توصل للمراد من ذلك ووجود هذه الأسباب التي سيستعملها

قال تعالى : ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا”(الروم) وفي النحل “جعل لكم من انفسكم أزواجا” . القصد ب(الخلق)هوخلق حواء من آدم.. أما الجعل أعطاها صفات الانوثة بوجود هرمونات الانوثة وبتغيير صوتها فأصبح انثويا،وظهور ثدييها ،وطول شعر رأسها، ولآدم لحية وهي لا…وجعلت فيها غريزة الأمومة…. وكانت قوة عضلات آدم قوبة و عضلاتها ضعيفة…..على اي الجعل ميز صورتها عن آدم..
فأدم كلٌ.. وحواء جزء …. إذ هي خلقت من ضلعه…وبما أن الله خلقها من ضلع أعوج ، وإن حاولت استقامته كسرته….فهذا الجعل والخلقة من ضلع أعوج هما اللتان جعلتا شخصية المرأة وعقليتها وأسلوبها في التفكير…مخالف للذكر .
فبالخلق خرج قالبها كقالب آدم
والجعل ميزها بصفات الانوثة. ولواستعمل الحق تعالى جعل لوحدها،اي لو قال تعالى”وجعل منها زوجها”ولم يرد الخلق،لطرأ تغييرعلى هيكل بنات حواء ولتغيرت صورة الانثى . فالأطباء الذين يغيرون جنس الشخص من رجل الى إمرأة،هذا الجعل هو الذي فتح لهم الباب،ولولم يات الجعل بعد الخلق ،لما كان هناك تغييرلأن الخلق ثابت(لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ). من رجل الى امرأة، لأن حواء جعلت من جسم رجل ، فيغيرون جراحيا بقطع عضوه التناسلي. أما أن كانت إمرأة وتريد أن تصبح رجلا فلن يستطيعوا جراحيا عمل عضوا تناسليا ينتصب ويقوم بمهمته، لأن الجعل كان من رجل (ْادم) الى حواء.ما يستطيعون عمله هو إعطاؤه هرمونات أنثوية فيتغير شكله الى الانوثة.

وكذلك الإخصاب في المختبر،الجعل هو الذي فتح له المجال. قال تعالى في سورة النجم(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى). وفي سورة القيامة(فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰٓ)(ثم جعلناه نطفة في قرار مكين) .
وتجدر الاشارة الى أن نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذاتية له، لهذا لم يخاطبه الحق تعالى الا بصفاته( يا ايها النبي ، ياأيها الرسول….)ولغيره من الانبياء بالجعل “وجعلكم انبياء” وجعلني نبيا” وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.د محمد ن المبارك.

حصل المقال على : 288 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد