(كراما كتبين )*
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } وهذان الملكان هما المتلقيان لاعمال الشخص كيفما كان ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ ) فأما رقيب فيكتب الحسنات . وأما عتيد فيكتب السيئات .
ولصاحب اليمين قوة على صاحب الشمال فلايكتب عتيد سيئة حتى يمر ست ساعات لامهال العبد و هذا من كرمهم ( كراما كاتبين ) . قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:《 إِنَّ صَاحِبَ الشِّمَالِ لِيَرْفَعُ الْقَلَمَ سِتَّ سَاعَاتٍ عَنِ الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ الْمُخْطِئِ أَوِ الْمُسِيءِ، فَإِنْ نَدِمَ وَاسْتَغْفَرَ اللهَ مِنْهَا أَلْقَاهَا ، وَإِلَّا كُتِبَتْ وَاحِدَةً 》.
ولهذا جاء التعبير القرآني بدقة عجيبة :لأن رقيب ليس رقيبا فقط على اعمال العبد ،بل هو رقيب حتى على عتيد وهذا للاتصال بينهما كما جاء في القرآن [ رقيب عتيد ] إذ كان بالامكان ان يقال : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ و عَتِيدٌ….لكن الواو تفصل بين مهامهما و غيابها يدمج الاول في الثاني بقوة القرآن الكريم.
وفيها اشارة مرقومة عرفانية :
قال تعالى { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ } اي قاعدان يكتبان و حساب الجمل للفظة قعيد هو : 2 × 92.
فانظر كيف عبر عن حالهما بلفظة مفردة واحدة حسابها اوضح المثنى .
وحيث ان 92 هي كسر اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلاشك الا وانهما على سبيل الر حمة يكتبان و عن سبيل الكرم يمهلان …فقد وصفهما القران بقوله ( كراما كاتبين ).محمد عن يمين …ومحمد عن شمال ….فما اعمّها و احلاها من رحمة !…فماذا نخشى ؟؟؟ واي كرم هذا
وفي الصلاة نختم بالسلام عليك ورحمة الله عن يمين و عن شمال ………
قال تعالى : ” إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ (17) مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ” سبقت المقاعد القاعد ، فانظر رحمك الله ماأشمل رحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للعالمين ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) هيأ مقاعد الرحمة قبل ان تذكر صفتهم، فقد سبق ذكر {قعيد} صفة الملائكة الكاتبين { رقيب عتيد } في تسلسل الاية ( سبقت رحمتي غضبي) ومن رحمته ان لا يقابل اعمالنا بالعدل والا اهلكنا اجمعين
حصل المقال على : 488 مشاهدة